01

29.3K 1.2K 220
                                    

ركضت بسرعة وأنا ألتفت بطرف عيني للممرات التي تظهر بتتابع بجانبي.

لهثت وأنا أركز نظراتي أمامي وأعيد تعبئة سلاحي الأسود. مددت ذراعي اليمنى وأطلقت النار بسرعة.

توقف صوت الخطوات الراكضة فجأة فتوقفتُ مكاني بسرعة لترتد ظفيرتي الطويلة على جسدي، ثم تلفتُّ حولي أرهف سمعي حولي.

حركة سريعة من القاطع الذي خلفي جعلتني ألتفتْ بسرعة وانتباه. لم ألمح شيئاً، فتلفتُّ ببطء وتركيز شديدين مجدداً.

لهثتُ بصمت ثم التفت بسرعة للخلف، أرفع كفَّي الممسكتين بسلاحي بتوازن، أطلق ذخيرة سلاحي كاملة، ثم أخفضه بهدوء وأطلق زفرة هادئة. خالية من المشاعر.

_____

أرخيتُ جبهتي على السطح الرخامي.

الماء البارد ينساب على جسدي نزولاً.

شعوري بشعري الطويل حول جسدي يعطيني شعوراً عميقاً بالاحتواء والأمان. شعورين كالمحرمات بالنسبة لدي.

بالأمس.. أكملتُ الثامنة عشر.

اليوم هو آخر يوم لي بالتدريب.

أول يوم لي لعيش الحياة الواقعية. الحياة القاسية. الحياة التي لم أرغب بها، لكنها تمسكت بي بشدة!

الحياة التي نزعتني من أحضان عائلتي قسراً. بسبب اسم كان رمزاً للشؤم والسواد.

فجوة فارغة من الهواء أشعر بها تنمو كل يوم بداخلي. تضغط عليّ. تسحقني ببطء.

انتفضتُ للمشاعر السوداء التي احتوتني.

هذه ليست مشاعري. أنا لا يجب أن أشعر.

ذكرتُ نفسي بذلك وأنا أزيد من برودة الماء ليصبح في درجة التجمد.

يجب أن أتجمد شعورياً. الشعور مؤلم.. وأنا اكتفيت.

إحساس فجأة داهمني ففتحت عيني المغمضتين. رفعت جبهتي قليلاً من على الجدار الرخامي، وأرهفت سمعي. خطوات لا تكاد تسمع في غرفتي.

صررتُ على أسناني بحدة.

اثنين. أحدهما توقف والآخر ما زال يتجول.

كيف لي ألا أعرفهما!

ضغطتُ على المفتاح ليتوقف الماء فجأة. زر آخر لتنفتح خلايا صغيرة على جدران الكبينة الثلاثة ويخرج هواء ساخن كفيل بتجفيف جسدي وشعري.

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن