||تيتان : فَقْد|| مكتملة

30

تفاعلو لطفاً💛
نجمة وتعليق إن كان يستحق🌟
___________________

أرجو قراءة الملاحظة
_____________

كان قد حل منتصف اليوم، وشمس الغروب أرسلت نورها البرتقالي غامراً المكان بطريقة كئيبة، وأشجار الزان الحمراء أضفت على المكان حمرة أشد، خصوصاً بأوراقها المتساقطة المعلنة عن انتصاف فصل الخريف الجاف والبارد.

في ظل هذا الجو الكئيب وصلَت هي أخيراً لحدود قبيلتها التي لم تطأها منذ سبع سنوات.
وفي دقائق أصبحَت واقفةً تلهث بتعب أمام ذاك العرش الضخم والذي يقبع عليه عمها سيد قبيلة هاديس بكل جبروته ناظراً لها بمقلتيه القريبتين من الإصفرار.

استغرق وصولها يوم كامل، من طرف المملكة وحتى قلب قبيلتها، ولم تنتظر للحظة أو تستعيد أنفاسها لثانية وهي تقتحم المجلس الأعلى للقبيلة ضاربةً بالقواعد والقوانين عرض الحائط.

«أين والداي؟ »

سألَت بصوت مختنق بالأمر الذي يشغل كل تفكيرها وقلبها، وعينيها مسلطتان على عمها الذي لم تتزحزح عينيه من عليها.

«من الجيد رؤيتك مجدداً رين. اذهبي لأخذ قسط من الراحة، سنستدعيك مجدداً لينظر المجلس بأمرك»

كلماته، أوامره، نبرته الباردة، كل ذلك أشعل الغيظ والغضب في صدرها وظهر ذلك على وجهها بوضوح قبل أن تهتف بغضب «قلت أين والداي؟ أجبني! أين هما؟ »

«احترمي المجلس يا فتاة. أنتِ تتجاوزين حدودك» صوت أحد أعضاء المجلس والذي لم تتعرف عليه صدح بهدوء يقطع صراخها، لكنها هتفت بحدة مجدداً «تباً لحدودكم وقوانينكم! فلتقتلوني إن أردتم! دعوني أرى والداي فقط قبلها! »

عينيها مغرورقتين بالدموع، نفسها غير منتظم ومسموع، وثيابها مليئة بالغبار، أغمض عمها عينيه للحظة بعد أن راقب تفاصيلها جيداً، ثم تحدث بعدها بصوته العميق والذي ما تزال تتذكره كما هو «رين، يجب أن تدركي شيئاً واحداً وتفهميه جيداً، أنتِ هي الابنة الوحيدة للقائد الأول لمقاتلي قبيلة هاديس. لم يدرك والداك ذلك وأعمتهما عاطفتهما نحوك، وهذا سبب كل الأخطاء التي حدثَت، لذا يجب أن تأخذيه كدرس وتتجنبي تكرار ما حدث»

صمتَ والإجابة لم تُرض رين ولم تدخل عقلها أساساً مما جعلها تتحدث بحدة «أنا لا أهتم لما تريدونه ولا لما يريده مجلس أورانوس اللعين! لديك ابنك وريث هاديس! أما أنا فلا أهتم سوى لشيء واحد وهما والداي، لذا أين هما؟ »
ارتفع صوتها تدريجياً وأصبح عالياً جداً وحاداً في آخر حديثها، لكن هذا لا يبدو أنه أثر بعمها الذي سأل بهدوء «أين اختفيتِ كل تلك المدة؟ »