14

3.2K 283 37
                                    

الأجواء ساكنة.

ولا يسمع في المكان سوى حفيف الأشجار وأنفاسنا القلقة.

أنا هنا.

في الحدود الفاصلة بين مملكة إِهاب ومملكتنا.

فرقتَي التسلل هنا أيضاً، وأغلب قادة الفرق والأفراد الذين عُرفوا بمهارتهم في التسلل، حتى قائد فرقة الرسل فلاي هنا.

أعتقد أن الوحيدان اللذان ليسا هنا هما زوث ورين... وجيرالد.

بمجرد تذكره يراودني شعور غريب، وقمعتُ فكرةً طرأت أنه لو كان هنا لكان المكان أكثر أماناً.

كتمتُ تنهيدتي وأنا أحدق بهم للمرة التي لا أعلمها منذ ساعات.

وفي كل مرة أفعل أتساءل لماذا أنا واللعنة معهم!

«قائدة رِيا! »

صوت قائدة أحد فريقَي التسلل قطعني من شرودي لألتفت للأعلى.

«أتريدين؟ »

قالت بلطف وهي تمد لي بكوبِ قهوة ساخنة.

سأكون غبية إن رفضْت في مزاجي العكِر.

«شكراً»

قلتُ أتناوله منها، وجلسَت هي بجانبي على جذع الشجرة.

«تبدين متوترة»

قالت ترتشف من كوبها، فأومأتُ بهدوء.

«أعرف شعوركِ جيدًا. شعرتُ بمثله في أول مرة»

هي قالت ومدَّت قدميها للأمام متنهدة باسترخاء.

«أنا الوحيدة من تتسلل لأول مرة»

قلتُ بعد فترة من صمت وأجلتُ بنظري بين جميع الأفراد.

أومأَتْ ثم تحدثَت بإعجاب على ما أظن!

«ملفكِ مذهل! ... »

«إنها إهاب من نتحدث عنها تريسا! »

قاطعتُها، ثم تنهدتُ وانحنيتُ أمسك بالكوب بين كفيّ وأُحدق به.

أشعر بالقلق.

«هل أثرَت بكِ آخر معركة؟ »

«كانت الأولى أيضاً»

قلت وارتشفتُ آخر ما في الكوب ثم نهضتُ من جانبها.

«ألَم تصل أية معلومات؟ »

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن