18

3.4K 278 14
                                    

الموت.

هو أسوأ ما يطرأ على الإنسان.

عندما تريد إرعاب الإنسان تهدده بالموت، وعندما يمرض المرء أول ما يطرأ على عقله الموت.

لكن إذا ما شعر الإنسان بالظلام والظلم يكتنفه، فالموت هو النعيم بالنسبة له.

وهذا ما أشعر به الآن.

«هيلين»

نادتني إسبِر للمرة الثانية.

تقف عند باب غرفتي، وأنا منذ استيقظتُ لم أتحرك.

فقط أراقب الستارة البيضاء والنسيم يتلاعب بها من النافذة، وظهري للباب.

«هيلين! يجب عليكِ النهوض وتناول إفطارك، بقاؤكِ هكذا لن يُجدي!»

سمعتُها تتحدث بلطف، ويبدو أنها اقتربت من سريري.

لم أُجب، وتنهدَت هيَ بيأس لأُدرك أنها تقف خلفي مباشرة.

بخصوص الإفطار، لقد أحضَرَتْه منذ نصف ساعة، وحاولَت التحدث معي.

وحين يئِسَت، تركَتْني وهاقد عادَت من جديد.

لا أريد التحدث مع أحد، وهذا شأني.

«هيلين، إيَاس هنا، ويريد رؤيتك»

قالت بعد ثوان، لأدرك أن لا خَيَار لديّ.

اعتدلتُ جالسة ببطء دون أن أُعلق أو أنظر إليها، وتنهَدَت هي بارتياح، ثم خرجَت مسرعة، وفي لحظة كان إِياس يدخل من الباب.

هل كان ينتظر قريباً من الغرفة!

«صباح الخير»

قال بابتسامته الدافئة، وأومئتُ بتوتر مجيبةً بخفوت «صباح النور»

ثم لاحظتُ ما أرتديه!

ثوب أبيض من الشيفون المبطن بالحرير، وعليه شرائط بيضاء من الساتان.

وكان هذا محرجاً حقاً لي!

«سأنتظركِ حتى تغيري ثيابك»

تحدث يجلس أمام الطاولة، ونهضتُ مسرعة للخزانة أُخرج منها أي شيء تعثر عليه يدي، ثم أغلقتُ باب الحمام خلفي.

دقائق من الاسترخاء تحت المياه المنسابة بهدوء، وصوت القطرات وهي ترتطم بالأرض الرخامية كان أفضل ما أتمنى سماعه بعد ليلة قاسية من الكوابيس.

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن