28

2.4K 276 76
                                    

تفاعلوا لطفاً💛
نجمة وتعليق إن كان يستحق🌟
_______________________________

بحثتُ في كل زاوية وممر في مبنى المقاتلات.

فوق السطح، وفي الشرفات المعلقة،

في ساحات التدريب، ومدن القتال الوهمية.

لا أثر لها.

زفرتُ بيأس وأنا أضع كفي على جبهتي، وأتخصر بالأخرى.

«كاريا، أين أنتِ بحق الإله! »

تمتمتُ بإحباط، ثم شردتُ مكاني لدقيقة، حتى طرأت ذكرى قديمة في عقلي جعلت عيناي تتوسعان بإدراك.

لقد حدث هذا من قبل.

المشهد ذاته.

حين اعتدتُ على حضور كاريا لمكان تدريبي يومياً، حتى اختفت لعدة أيام.

أتذكر ذاك اليوم تماماً.

حركتُ قدماي سريعاً، أقطع الممرات نحو قبو مبنى القيادة.

حتى وصلت.

ممر مخفي في عتمة المكان، وهناك سمعتها.

شهقة صغيرة مكتومة ناتجة عن بكاء جاعلةً من قلبي يسقط بين قدماي.

«كاريا! »

هتفتُ بقلق وأنا أعبر الفتحة الضيقة، واختفى الصوت وأنا ألتفت ليمين الممر المظلم تماماً.

مقلتاي تحولتا من اللون الأسود للأحمر بعد دقيقة، واتضحت الرؤية أمامي.

وبرغم شعوري بلهيب حاد في كتفي إلا أنني تقدمتُ من صديقتي الجالسة تحتضن جسدها في الظلام ووجهها غارق بدموعها التي تحاول مسحها وإخفائها عني.

«كيف وجدتِني؟ »

قالت بصوت مبحوح أثر البكاء، وجلستُ أمامها أهمس بلطف «هل نسيتِ! لقد وجدتكِ ذاك اليوم أيضاً»

«وتدَّعين أنكِ صديقة سيئة! »

همسَت وابتسامة فاترة اعتلت محيَّاها جاعلةً ابتسامتي الضعيفة تظهر، وسرعان ما اقتربتُ احتضنُها وعيناي على وشَك البكاء.

كاريا... أول صديقة لي، والوحيدة أيضاً.

لا أعرف عنها الكثير، بل ربما لا أعرف شيئاً.

لكنني أوقن بشيء واحد عنها، دموعها تعني أنها على حافة الهلاك.

إنها قوية جداً، أقوى من رأيتُ طوال حياتي الخالية من البشر.

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن