29

2.7K 288 72
                                    

تفاعلوا لطفاً💛
نجمة وتعليق إن كان يستحق 🌟
___________________________

أتمنى قراءة الملاحظة♥❇

___________________
_______

كانت تلك حياة رين.

حياة مليئة بالحب والاهتمام من والدتها ووالدها، ومليئة بالشجار مع ابن عمها المستفز.

لسنتين أخريتين.

ثم تحول كل ذلك فجأة.

ما زالت تتذكر ذلك اليوم تماماً.

كان اليوم الذي يسبق عيد ميلادها الثامن.

ليلتها كانت السماء غائمة، وحالكة السواد، تنذر بعاصفة وشيكة.

ظلت تراقب والدتها من باب غرفتها بعينين متنفختين إثر البكاء.

نقلت نظرها لوالدها -الذي يجلس في زاوية غرفتها على كرسيها الأصفر- بصمت، ثم حركت نظرها لوالدتها وتحدثت في محاولة للمرة الألف ربما لجعلهما يتراجعان عن قرارهما المفاجئ «والدتي! أرجوكِ! »

انفجرت باكية بعدها وعجزت عن تشكيل كلمات مفهومة للحديث، فيم أغلقت والدتها الحقيبة بعد أن جمعت جميع ملابس رين بداخلها، واستقامت ملتفتةً لها بهدوء مضاد للحزن العميق بداخلها.

تنهدت بخفة وهي تصل بصرها بعيني زوجها الحادة، لكنها حملت تلك اللحظة من الحزن والانكسار الكثير، ثم تحركت نحو ابنتها، التي انتفضت تصرخ حينها ببكاء «لا تقتربي مني! لا يقترب أحدكما! ألغيا قراركما السخيف هذا ودعوني أكمل حياتي معكم كما كنا نفعل دائماً! أنا لا أعرف حتى لمَ تفعلون بي هذا! »

تحركَت والدتها نحوها بسرعة ممسكةً بمرفقيها، وأسرعَت هي تقاومها وهي تصرخ بها بغضب حتى أوفقتها دموع والدتها الصامتة وصوتها المتهدج رغم نبرة الغضب فيه «رين! توقفي! استمعي إليّ! »

مسحت الأم دموعها بصمت، والهدوء يكتسي ملامحها الناعمة، ثم حدقَت بملامح ابنتها الباكية بصمت، وكأنها تحفظ كل إنش منها قبل أن ترتسم ابتسامة ضعيفة على وجهها وتعاود الدموع تترقرق في عينيها.

«رين! يا زهرتي وشمسي! » قالت بعاطفة تحضن ابنتها دافنةً وجهها في خصلات شعرها الحمراء تستنشقها لآخر مرة، ورويداً حتى شدت على ابنتها وكأنها تريد إخفائها بين ضلوعها، وصوت رعد شق الصمت بقوته، وبدأت الأمطار تهطل بغزارة وقوة ساحقةً تحتها كل ما هو ضعيف.

«لا تبعداني عنكما! أرجوكما! سأموت بغيابكما... »

أسكتتها والدتها بلطف، وهي تبعدها قليلاً عن حظنها، ثم حضنت وجهها بكفيها ومسحت دموعها بإبهاميها برفق وهي تتحدث «لن يصيبكِ مكروه رين. أنتِ قوية مثل والدك ووالدتك. سوف تعتني بك رفيقتي، عشر سنوات فقط ثم ستعودين إلى هنا من جديد، حين تكونين في الثامنة عشر لن يستطيع أحد تقرير مصيرك عوضاً عنك... »

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن