||تيتان : فَقْد|| مكتملة

04

هاأنا أجلس صباح اليوم التالي أتناول إفطاري.

قاعة الطعام كبيرة جداً، وعلى عكس جميع المباني فالأبيض الناصع هو شعاره.

لا أحد يريد لمقاتلي المملكة والمدافعين عنها أن يكون طعامهم غير صحي ونظيف!

بالرغم من مناعتنا ضد ذلك إلا أن الحرص واجب!

طوال سنواتي آكل طعامي وحدي، والآن لأول مرة آكله ضمن نطاق غفير من المقاتلات.

وضمن نطاق أوسع من النظرات الحائرة بالطبع!

"ريا! أنا أحدثك منذ ساعة! ألا تستمعين! "

تنهدتُ ملتفتة لها بملل. من غيرها صديقتي المشتعلة تحادثني!

"لا تناديني بهذا الاسم كاريا "

قلتُ آملةً أن تنفذ رغبتي، لكنها وكالعادة "إنه اسم لطيف" علقتْ بلا مبالاة!

"أُفضِّل الاسم الذي أطلقه علي والداي" قلت. بلا مبالاة مصطنعة.

"لقد نسينا أسمائنا الأصلية في خضم المعارك. ستفعلين ذلك قريباً"

كان هذا صوت أريزوثانا التي جلستْ بجانبي.

ترتدي قميصاً قطنياً أبيض عاري وضيق، وسروال قطني رمادي طويل وفضفاض.

"الأسماء ليست مهمة على كلٍ" تابعتْ بلا اهتمام.

"لم كل هذه الحرب على اسمي إذاً!" علقتُ أنا. بجفاء.

"يبدو أن آرجوس يهتم! " قالتْ كمن اكتشف شيئاً. ثم أكلت من طبقها الخاص المحتوي على الروبيان المقلي.

"أنتِ لا تهتمين! " تهكمْت. هزت كتفيها بلا مبالاة. "اسمكِ طويل بالمناسبة! " علقْتُ مجدداً.

"نادني زوث. الجميع يفعل" قالت ببساطة. "آرجوس ليس هنا " أردفتْ مازحة، ووجدتُ نفسي أبتسم.

"مرحباً " صوت هادئ ومألوف.

"أهلاً سِليت! " هتفتْ كارِيا، وظهرت الأخرى لتجلس بجانبها. فتاة الأمس. تذكرْت.

فتاة تتربع على عرش جمال اللون البني. بشرة بيضاء، وملامح دقيقة، مع عينين واسعتين وناعستين بلون القهوة. أسفل جفنيها سواد بسيط زادها جمالاً. وشعرها بني متوسط الطول مظفر ومتدلي من جانبها.

لباسها كان غريباً عن البقية! تنورة بنية قصيرة، ومائلة. جوربين رماديين طويلين يظهر في طرفهما حزام يختفي تحت التنورة لتثبيتهما، وحذائين عاليين يصلان لأعلى الركبة، بأربطة من الأسفل وواقي ركبة فضي وطويل في الأعلى، صدرية جلدية بنية عليها واقي فضي. حزام مائل من كتفها حتى خصرها وآخر محيط بخصرها من جهة يحمل سكيناً فضية غريبة، ومن الجهة الأخرى جراباً لثلاث سكاكين خاصة بالرمي، واقي كتف من جهة واحدة وكمين من القماش متصلين بقفازين لا يغطيان الأصابع، وعلى رقبتها وشاح ملفوف لا تظهر نهايته.