15

3K 294 65
                                    

شعور بالخدر يسري في جسدي.

وظلام دامس يكتنفني من كل مكان.

لا أعلم كم مر من الوقت وأنا على هذا الحال.

ولم أفكر حتى بأن أحاول التحرك.

حتى انفرج جفناي ببطء، ثم أغمضتهما سريعاً للنور الذي غمر عيناي.

مرة ثم أخرى حتى اعتادتا على الضوء والتقى نظري مع السقف الخشبي اللامع.

استدرتُ بوجهي ببطء.

أشعر بتبلد في ردات فعلي.

حدقتُ بباب الغرفة الصغيرة المصنوعة من الخشب والتي يغمرها الضوء بأريحية من النافذة التي بجانبي.

«وأخيراً استيقظتِ!»

صوت ناعم أتاني ورفعتُ عيناي بسرعة فوقي، لأرى شابة ترتدي... ثوب!

ثوب صيفي رقيق يختلط فيه لوني الورد والنقاء!

كانت تمسك صينية، ويبدو أنها وضعتها للتو على طاولة بجانب السرير الذي امتد عليه.

جاهدتُ لإخراج صوتي، وبعد محاولات خرج مبحوحاً ضعيفاً ومتقطعاً.

كم مر علي هنا بحق الإله!

«أين أنا؟»

«في أمان. لا تخافي»

اقتضبت وتقدمت باتجاهي.

«أريني. تستطيعين التحرك؟ »

تزامن سؤالها مع رفعها للغطاء من فوقي، لأتفاجأ مجدداً.

أنا أيضاً أرتدي ثوباً!

أبيضاً من الشيفون المبطن، كان ناعماً.

تنهيدة بائسة تخللت شفتاي، وعاودتُ سؤال تلك الجميلة التي تبعد الغطاء «أين أنا؟»

«ينبغي عليكِ الاهتمام بحركة جسدك أولاً!»

اعترضَت بلطف، ولم أمانع مساعدتها لي بذلك.

وبعد عدة محاولات مؤلمة كي أجلس وتلمس قدماي الأرض، شعور غريب راودني جعل القشعريرة تسري في أوصالي، وعيناي تسمرتا على الأرض.

رفعتُ كفي ببطء إلى خلف عنقي، لأشعر بخصلات شعري الحرة.

أنزلتُ أناملي ببطء وتردد للأسفل، وتوقفتُ على حدود كتفي. تماماً.

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن