00

3.1K 265 107
                                    

-كم على المرء أن يفقد ليحصل على ما يريد؟
-حياته بأكملها.
______________

وصلتُ أمام البوابة الضخمة.

لن أستطيع فتحها، لذا عقدتُ أملي على شيء واحد... أن يأتي أحد القادة.

التخفي في الممر شيء مستحيل، لذا غادرته واختبئتُ في إحدى فتحات التهوية عند أول مفترق للمرات.

لحظات ولمحتُ قائد الرسل، فلاي، وأستطيع توقع سبب استدعائه.

أغمضتُ عيناي، وركزتُ على الوشم الذي تمدد حتى وصل لفكي.

أشعر به، سيقان زهرة مشوكة، وفي قلب الزهرة المستقرة على كتفي تداخل معها منجل مسنن.

خليط من وشم والدي ووشم والدتي، وخليط من قوتهما.

اختفى في الممر وتحركتُ أخرج من مكاني بسرعة، وبركض خفيف لا يشعر به أي أحد، استطعتُ الدخول من البوابة التي كادت أن تغلق.

ما يحدث توقعته وتخيلته منذ اللحظة التي أخذتُ بها المخطوطة.

الرسول والذي أظنه صديق كاريا يقف بعيداً، وفلاي يخطو نحوه، لكن ما شفى غليلي ليس هذا، بل هو منظر آرجوس الجالس على كرسيه بوجه غزاه الإنهاك.

وجهه متعرق، عيناه تكادان تخرجان من محجريهما وقبضته تشد على قميصه ناحية صدره بقوة.

«من اللعين الذي أوصل لك هذه الرسالة اللعينة؟ »

تحدثَ بصعوبة بحقد وغضب يقدح من عينيه، وأدركتُ أن السم الموضوع فيها لم يمهله حتى يقرأها.

التأثير سيهدأ ولا أعلم متى، لذا تحدثتُ بثبات أخطو نحوهم وكفي تمتد نحو السيف «أنا. أنا من أعطيته تلك الرسالة... آرجوس»

حدق بي لوهلة بعدم تصديق، أكاد أشعر به يقاوم حتى يفعل ذلك.

«أيتها اللعينة! »

كلماته تزامنت مع تقدم الرسول نحوي ليردعني، وحالما كدتُّ أرفع سيفي نحوه تفاجئت بفلاي يحول بيننا.

«قومي بما أتيتِ لأجله»

كلماته أربكتني للحظة، قبل أن أندفع نحوه بسرعة شديدة، لا أضمن ألا يكون كاذباً.

لكن حركة سريعة منه برفع كفيه باستسلام أوقفَت حركة سيفي الذي وصل لعنقه.

«أنا حليف، أقسم بذلك»

قال وابتسامة خفيفة جانبية علت وجهه لأتردد للحظة قبل أن أحسم أمري بعدها، لكنه تحدث يوقفني مجدداً «ثانيتين وسيعلو صوت انفجار كبير هنا»

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن