تقدمتُ خطوتين بعد أن فتحتُ الباب دون طرقه.
ثم توقفتُ مكاني حين رأيتُها.
تقف تعطي الباب ظهرها على بعد عدة أمتار، ومعلمي يقف بعيداً ينظر خارج نافذته.
لم يكن صعباً عليّ التعرف على رائحة الزينيف الملتصقة بها، وهذا جعلني -إضافة للتوتر المحيط بالغرفة- أشعر بالإنقباض.
رأيتها تحاول جاهدة الحديث.
لكنها ترددت، وتراجعَت لأكثر من مرة.
صوتُها متهدج وباك حين تحدثَت أخيراً برجاء «دعني أرى قبور أسرتي قبل مغادرتي. أرجوك! »
لم يُجبها، أو يلتفت، ولمحتُ ارتجاف جسدها لوهلة.
لو استمر الأمر هكذا ستنهار قريباً، وطرأ على عقلي كلام إسبر عن عدم مقاومة وشمها للسم حين تم أخذها كأسيرة.
كدتُ أحرك قدمي نحوها لأوقفها وأخرجها من الغرفة، لكن صوت معلمي الهادئ أوقفني «لقد رفَضَتْ عائلتكِ الأمر»
«لقد وعَدْتني! »
اعترضَت باكية والخذلان والألم بدا جلياً في صوتها، ثم تابعَت «قلتَ أنكَ ستحاول! إنه آخر طلب لي. لن تراني بعدها مجدداً، أعدك! لكن أرجوك!... أرجوك دعني أراهم! »
كوّرَت قبضتيها والصمت يحتل معلمي مجدداً، ثم ظهر همسهُ الخافت بعد ثوان «غادري»
«إياس! » هتفَت باعتراض ورجاء، وأجزم أنها تبكي، ولم يأتها رد من معلمي.
همَّتْ بالحديث للحظة، لكني تقدمت أمسك بيدها والتفتت لي.
بوجهٍ تملأه بعض الخدوش، وملامح باكية.
أشرتُ لها بالنفي، وسحبتُها خلفي لنغادر.
أعلم شعور معلمي جيداً الآن.
إنه غاضب، ومنكسر من الداخل.
هو وثق بها رغم اعتراض القادة عندما أتت بالخبر، المهمة الفاشلة وجميع من قُتِلوا يحمل مسؤوليتهم على عاتقه، والذنب يصبح أكبر باعتبارهُ وريثاً للمملكة.
ربما بعد أقل من ساعة سيتحرك للعاصمة بعد أن تم استدعائه.
سيُحاكم على إهماله، وقد تُفرض عليه بعض العقوبات.
لقد حذره الجميع قبلاً، كان متساهلاً مع أورانوس، بتسللها وأفعالها الدنيئة.
أنت تقرأ
||تيتان : فَقْد|| مكتملة
Fantasy-كم على المرء أن يفقد ليحصل على ما يريد؟ -حياته بأكملها. تصنيف: خوارق بدأت في:- 15/أكتوبر/2018 انتهت في:- 2/مارس/2020 الفرع الأول للرواية الرئيسية |تيتان|