البارت الثاني

114 13 10
                                    


~انه صديقي~

ارتخت يدها من الكتاب برعشة خفيفة لتنظر أمامها بصدمة "ك كيف سرق وجهه!!؟" أعادت نظرها له وجلست تكمل علّها تستفهم..

"اجل سرقت وجهه  أصبحت هو بالنهاية الصديقين كشخص واحد صحيح لكن مع تعديل أصبحت بملامحه فقط.. ربما لهذا لم اظفر بما أردته للآن
انا لم أقصد أن أحرمه حياته انا فقط أردت حياتي ايضا سئمت ضعفي وتعبت من التخلي لكنها مازالت تختاره هو تريده هو "

انتهت اول صفحة ولم تتردد بفتح التالية لكنها فارغة تحوي بضع خربشات لرسم صوري  لوجه غير واضح
تنهدت بتذمر عندما حاولت تجميع الرسم بوجه ذاك البارد صباحا لكنها عجزت عن تذكره ثم فتحت للصفحة التالية وما يليها حتى أنهت نصف المذكرات دون توقف ومع ترقب لاكتشاف المزيد حتى غفت سهواً وهو على كفها عند العاشرة مساءً

وفي هذه الأثناء كان ذلك البارد كما وصفته من اول تعارف يقف امام مرآة مرحاضه ينظر لنفسه عن كثب يدقق بتفاصيل وتقاسيم وجهه بلا اي تعابير فقط ملامح ساكنة كل دقيقة يبتلع ريقه ويدقق اكثر بعينيه يحكم قبضته كل لحظة بقوة اكبر ويقطب حاجبيه ليخرج ثورته المكتومة ويَلكُم المرآة او ربما متقصد انعكاس وجهه  دقق أكثر وهو يلهث صارّاً على أسنانه بغضب ثم يبتعد موارياً ظهره عن هذا المنظر هذا الانعكاس هذا الوجه الذي يخنقه يوما بعد يوم... اخذ يحوم حول نفسه بغضب ويمسك بشعره
"حسنا كفى كفااا لقد سئمت هذاا أتفهم لما واللعنة لمااا "اخذ يصرخ ويحطم ما يقع تحت يده ثم يرتمي على الأريكة المتهرئة وتتعالى أنفاسه ثم نظر لأعلى حيث السقف المشقق الذي ينبئ بسقوطه بأي وقت
ليطلق تشه ساخرة "فقط اسقط هيا هيا اسقط تماماً كما سقط من يسكنك لا تقلق سيأتي يوم ويعاد بناؤك بشكل جديد لكن لن تشعر بشيء لن يؤنبك ضميرك لن يخالجك شعور الاشمئزاز لن.. لن تحن لأيامك معه كالسابق "بدأ يمسك بقلبه بغصة وماهي الا لحظات حتى تزين خدّه بقطرات الدموع ويسرح بذاكرته لأول لقاء لهما قبل أربع سنوات

Flash back

بزي مدرسي أنيق وحقيبة ظهر راقية من ماركة عالمية يسير ويده في جيبه ويهز رأسه مع الأنغام الاي تصدر من سماعات أذنه ؛ يراقص جسده تارة وتارة يغني إلى أن لاحظ مجموعة شباب في زقاق جانبي يُشكلون دائرة حول فتى يبدو ضعيفا هزيلاً رغم بنية جسده الرياضية ويتنمرون عليه؛ تقرب ناحيتهم بـ نية تخليصه منهم وخاصة عندما استمع لحديثهم
-انت حقا شيئًا ما يا فتى! هل ما زلت تصدق انك ذات الفتى المدلل وتبقى بنفس شعبيتك بمدرستنا
-هه يعتقد انه سيبقى فيها بعدما أفلس والده الذي كان يتباهى به.. هيي انت *بدأ يشده من ياقة قميصه المتسخ* هل معك أجرة وصولك لبيتك أم أقرضك ؟
-لالا ربما يعرض حذائه للبيع ويعود لكن سيعود حافياً ههههه
بدأت أصوات ضحكاتهم الساخرة بالعلو أكثر وقبضة أحدهم متجهة للكم وجه هذا الذي لا يحرك ساكناً وفورا تم اعتراض اللكمة
"ألا تعتقد أن خمسة على واحد ليس بعادل؟" سأله باستنكار رافعاً احد حاجبيه لينظرو له جميعاً ويبدأ المقيدة يده بالحديث بصدمة وتوتر "ااا انا نحن فقط نعلمه مكانته الأصلية الآن "
قال فتى اخر وقد بدأ بالتراجع بالفعل عن زاوية حصار ذاك الضعيف "إن كان على علاقة بك فهو لك ن نحن لم نكن نعرف انه يخصك"
ابتسم بجانبية وأفلت يد الفتى وقال بثقة وغرور "اجل انه صديقي هل مازلتم على رأيكم يا ترى أم أريكم مدى تباهيّ بوالدي ونفوذه اين سيوصلكم؟"
وماهي إلا دقيقة حتى فرّوا هاربين بعدما اعتذرو ليقهقه برضا وينظر لمن ظل على حاله مطأطئ رأسه لأسفل
-ألا تعتقد أني أستحق كلمة شكر على الأقل.. ما بك يا صاح لقد رحلو بالفعل
-لم أطلب منك مساعدة لأشكرك
همّ بالرحيل لكن استوقفه من كتفه وقال بتعجب
-هل سمعتك للتو تستخف بنبلي معك وانقاذك منهم!؟
-ولما تفعل هاا بالنهاية كانوا محقين
قال بنبرة خزي وتنهد بضيق ليضيف الآخر بنبرة حانية
-اذن عليك فقط اثبات العكس فليس ما يهم بالشخص نفوذ والده ورصيد حسابه
-انظرو من يتحدث! ألم تكن تتفاخر أمامهم بهذا ؛لا تفرق عنهم بشيء... بمجرد ان ينفذ رصيد الشخص يصبح محلاً للسخرية والتنمر يصبح ضعيفاً حثالة بنظركم
-انا لم اقصد هذا ولست هكذا فقط فعلت لأن هذا ما ينفع لردعهم عنك... يمكنك التأكد عند معاشرتي جيداً
-م ما الذي تقصده؟؟
-بالطبع لم اقصد ما تفكر به أيها المنحرف.. فقط أمد لك يدي ولنصبح صديقين وهكذا ستتأكد اني شخص طيب ومرح
قال بابتسامة ساحرة وهو يمد يده ليصافحه الآخر  بذات الابتسامة
-حسنا لنرى وربما أستنفع منك مستقبلاً ..انا سيهون
-هههه حسنا سأرحب باستغلالي من صديقي الوحيد بسعادة ..انا لاي

*********

-أرائكم؟

-توقعاتكم؟
لا تبخلو بتعليقاتكم وفوت 😊😘

مذكرات ميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن