البارت الثالث والعشرون

44 3 11
                                    


وثمة أشياء بقدر ما نحبها ستُبكينا ، وبقدر
ما نريدها ستتركنا ، وبقدر ما احتجنا إليها ستتركنا وترحل عنا يوماً ما..

في غيابها يصبح فؤادي نار موقدة من قلقي عليها ، يأكلني الخوف كأم مُتوَجسة تأخر ابنها عنها

لم يهدأ بالي عن توقعاته المروعة إلا عندما ظهرت أمامي ، لحظتها دقت نبضاتي كالطبول تزُف الطمأنينة عليها... استجبت لنداءات قلبي وسرت خلف مراده مسلوب العقل وارتشفت من أنفاسها المتقاربة مني ما هو قادر على إنعاش أرض روحي القاحلة

لمست في بشرتها حرير الجنة وتمنيت لو أتلحّف بها مدى العمر

لكن لا شيء جميل يكتمل ، تماما كالشمعة في الظلام ستأتي لحظة وتتلاشى... ستنطفئ بنفس مصدر إشعاعها !

كنت على وشك قولها ، البوح بأكثر كلمة أذاقتني العذاب وعندما تشجعت لنطقها اعترض القدر... هل آخذها إشارة وأكتفي ؟

نزلت أرى من الطارق لأفتح الباب وأنا على عزم أن أوبخه لمقاطعة اعترافي ، لكن.. إنه ..آخر ما قد يخطر ببالي الآن ، الآن!  صديقي أمامي الآن... !

أنا لا اعلم اي شعور الأقرب لما أعايشه هذه اللحظة لكن كل ما أريده هو احتضانه لذا استفقت من صدمتي وتقدمت أمد ذراعي ، وما كدت أفعل حتى أعادني لقاع عذابي

لاي: مرحبًا بك نسختي !

قال باستهجان واضح مع ابتسامة صفراء هي أقرب للذل أو هكذا أحسستها

كيف صرنا هكذا يا صديقي ؟ كيف أضحت كلماتنا لازعة توجع القلب و الروح ؟ كيف غدَونا غريبين بعيدين كل البعد عن التآخي !؟

ليس الهجر يؤلمني ولكن جمال الذكريات يهز قلبي

حتى ولو كان بيننا ألف مشكلة وخطايا ، نبقى خليلين

أنا مستعد لأنال عقابي، أقبل أن أعيش بسجن لو أنك سجّاني

آه يا صديقي على حالنا ، آهٍ على كلمة لها وقْعها المرير على روحي ، آه لو تعرف كم أنا اشتاق لك

تقربت له مرة أخرى واخذته لي غير آبه بما سيقول  ... فقط أخمد نار ذنبي

لاي: ابتعد عني يا حقير ، كيف تفعل ما فعلت هاااا؟ إن فكرت أنك ستهدأني هكذا فأنت مخطئ تماماً بل أحمق

دفعني بقسوة لأقع أرضاً وقد قال ما أفاقني من غفوة حنيني لمطرقة خطيئتي

مذكرات ميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن