البارت التاسع عشر

53 5 8
                                    


لم تخلق عيناكي للبكاء


فُزعت منتفضة من النوم جالسة على السرير أحاول استدراك هذا الطرق القوي لأجفل ثم انهض بسرعة وأفتح

يونا: ماذا، ماذا حدث هل سيقع هذا البيت أيضاً ؟ مابك! ؟


قلت سريعاً دون وعي وذلك جعل سيهون أمامي يطالعني بتفاجؤ وأنا اتكئ بيدي على مقبض الباب والأخرى على الحائط

سيهون: هل أنتي من سلالة الدببة؟

قرّب وجهه قليلاً يضيّق عينيه ليسأل باستهزاء نجح في استثارة انزعاجي

يونا: ان كنت كذلك لنمت الى المساء ثم أنني أحتاج للراحة أنسيت؟

رفعت يدي اليمنى أواجهه بفعلته بها وسمعت تنهده بتململ ليقول

سيهون: ارتدي ثياب غير تلك الطفولية وانزلي لنأكل ، يوجد عمل لم تنهيه
يونا: هذه ليست طفولية يا هذا ، رسمة الباربي مع جرو صغير ليس مصمم للأطفال فقط

قلت مدافعة عن بيجامتي المفضلة وأنا أزجره ليبادلني ذات النظرة واثقاً

سيهون: بلى أعلم أنها للأطفال الكبيرة أيضاً

صرخت بوجهه بحنق وغضب وأنا أهُم بالجري وراءه لكنه هرب لأسفل وهو يضحك... تباً لسخافتك!

ارتديت ثياب رسمية حرفياً عبارة عن بدلة نسائية سوداء وقميص أبيض بربطة عنق متدلية إلى ما بعد صدري مع حذاء أسود بكعب ونزلت له أقف برضى وقلت

يونا: الآن صرت بالغة صحيح؟

رفع نظره عن الطبق أمامه وتأمل مظهري برضى وقد لاحظت شبه ابتسامة تحاول الارتسام على ثغره وهو يمنعها دون حجبها عني... تنفست بثقة وتقدمت أجلس على الكرسي جانبه وأكتشف ما هو الطعام ، مربى التوت وخبز محمص وزيتون وبيض مفقع و...

يونا: جبن رومي!

صحت بسعادة غامرة ومددت يدي آخذ قطعة وأتلذذ بطعمها على أنملة إصبعي واكرر الأمر مرتين غير آبهة لوجوده او كيف يبدو شكلي كطفل يرى الحلوى بعد عقاب بمنعه عنها

سيهون: ستنهيها قبل البدء يا فتاة!

قلبت عيني بضجر ، لِم يؤنبني وكأن لا يوجد غير هذه القطعة!

سيهون: أرى أنكِ تعشقيها لكن على مهل فهذه آخر قطعة وأنا أيضاً أريد أن أحظى بشرف تناولها

نظرت له بحنق أكبر وأنا أزم شفتي وهو كلوح الثلج لا تهمه نظراتي وبدأ بأكلها أولاً

جذبت الطبق نحوي بعيداً عن متناوله وتقمصت دوره بالبرود واللامبالاة وأكملت فطوري وأنا أشعر بنظراته الساخطة كلما أكلت من الجبن لأكتم ضحكتي وبصعوبة عندما نطق متذمراً

مذكرات ميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن