البارت العاشر

57 6 0
                                    


مناسبة مؤلمة

لفت ذراعيها حول عنقه بحنان وطبعت قبلة خفيفة على وجنته
- لما لا تستطيع النوم حبيبي
- لا اعتقد انه حلم
-ماهو؟ماذا تقصد؟
-سيهون...أنا اتذكر هذا الإسم جيداً تزويو

تنهدت وهي تفك ذراعيها المتعاقدين عند بداية صدره ثم التفّت وجلست القرفصاء تحتضن وجهه بكفيْها
تزويو: ما الذي رأيته بحلمك لاي؟
نظر لعينيها بعمق وكأنه يسترجع أحداث حلمه ليتنهد ويتحدث باضطراب
لاي: كنت أجلس بساحة منزل ، منزل خشبي وساحته خضراء ، أنظر للأمام ويقابلني جرف ظللت انظر تجاهه بتدقيق حتى جاء وجلس جانبي بصمت كان ينظر للأرض بحزن وعندما التفت له قال انه أضاع شيء ثمين وغالي على قلبه ووحدي من يستطيع إعادته له ثم نظر للجرف بتركيز ونهض ساحبا يدي حتى وقفنا على الحافة.... نظر لي بترقب وسأل ان كنت صديقه حقا وان كنت سأفعل اي شيء من أجله... كان يسأل بحزن غريب لكني أجبته بتلقائية انه أخي ليس صديق فقط وأني أعطيه حياتي فداءً له ،ابتسم لي بدفئ عكس ما لاحظته في عينيه من انكسار وقال انني له كذلك وأنه سلمني هذا الشيء الثمين ثم عاد يبتسم بمرح واحتضنني وهمس 'سيهون ولاي هما الأثمن لبعضهما'

أمسك بكفيها وأنزلهم ثم نهض وتخطاها ليقف ملاصقاً لزجاج النافذة ثم اطلق تنهيدة متعبة
لاي: هذا يؤلمني لا اعلم لما لكنه فقط يؤلم ، هذا الحلم يتكرر منذ ثلاثة أيام وأصبح مرهق لعقلي ومؤلم لقلبي

كانت تنظر له من خلفه بحسرة وعينيها بدأت بتكوين القطرات المالحة الحزينة لكنها سرعان ما جمّدتها وتحولت لقطرات تجمعت من كثرة الحقد المتكدس في حدقتيها الموسّعة

نهضت لتقف بجانبه واحتضنت ذراعه بكلا ذراعيها واسندت رأسها على كتفه قائلة
تزويو: لا أعلم من هو هذا الشخص لكن باقي الحلم انا أعلمه جيدًا

لفت وجهه لها بتساؤل لكنها لم تعطه المجال ليطرحه لسانه واستأنفت
تزويو: هذا البيت انا أعرفه ولم ولن أنساه... هناك أنا وانت بدأنا أول أيام علاقتنا العلنية ، اعترفت لك بحبي واعترفت لي وقدمت لك هذه القلادة هدية عيد مولدك

أمسكت بها وهي متدلية على رقبته وكانت فضية اللون تتوسطها دائره على شكل قرص الشمس وحوافها عبارة عن شعاعات صغيرة منحرفة تمثل أشعة الشمس الحقيقية وداخل تجويفها ثلاث حروف مطرزة بالذهب 'LTS' .

لامسها بأصابعه التي تشابكت مع خاصتها ثم سألها بحيرة وتشتت
لاي: ما المفترص ان يكون هذا؟ ماذا تقصدين؟
سأل الاخيرة وهو ينظر لها بتأمل لتؤكد له حقيقة هذا التأمل عندما أومأت بابتسامة صادقة فرحة وهي تشير لجانب رأسه بسبابتها قائلة
تزويو: لقد بدأ يستعيد ذاكرته ، انت بدأت تتعافى لاي وبذكرى يوم ميلادك

مذكرات ميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن