البارت التاسع عشر
وسافرت معه للقاهرة فى اليوم التالى وما ان دخلت البيت ووجدت اناقته وذوقع العالى الا وشعرت بقلة ذوقها فشتان بين غرفتهاهناك والبيت هنا
ابتسم الحاج صالح عندما راها تتامل المكان وقال هذا ذوق ابنى ايوب
ليلى / ذوق رفيع حقا
الحاج صالح وهو يتفاخر بابنه / ابنى ايوب كامل الاوصاف فى كل شىء
اوامت بنعم دون ان تتطرق للحديث عنه
مر اسبوع اشترت ليلى ازياء كثيرة وذهبت لاشهر مراكز التجميل حتى خرجت انسانه اخرى وعمدت للبس عدسات ملونه وفوقها نظارة طبية حتى تبدوا وكان ضعف نظرها من لون عينيها وتعلمت ايضا كل شىء فى الشركة
وفى اثناء جلوسها خلف مكتبها سمعت صوته والساعى يرحب به فارتعدت وخافت ان ينكشف امرها وما ان وجدته امامها وقد ظهر حقا فى منتهى الاناقة فنظرت له باشتياق فقد افتقدته كثيرا وتمنت لو ارتمت بصدره
اما هو فنظر اليها وجال بنظره على مظهرها وملامحها وسالها بهدوء / انتى السكرتيرة الجديدة ؟
لم تجيبه ولكنها ردت بسؤال / من انت ؟
ابتسم ابتسامته الجذابه مما وترها اكثر وقال / انا طارق صالح مدير لشركة
افتعلت الاعتذار وابتسمت ورحبت به
بينما دخل هو مكتبه وقد ارتسمت ملامحها امام عينه فابتسم دون ان تراه وقال فى نفسه / افضل خدمة قدمتها لى سحر ان جلبت تلك الجميلة
ولكن فرحته التى شاهدتها ليلى فى عينه واعجابه بها حتى انه اخذ يطلبها بمعدل كل دقيقة لتدخل اليه على قدر ما اسعدتها على قدر ما احزنتها فقد شعرت ان هذه خيانه لها فها هو زوجها يميل لفتاه اخرى وما كان حالها وهى كانت لا تزال فى القرية
ومع كل ذلك الاعاب الذى راته والذى اعطاها ثقة فى نفسها تبدل كل هذا عندما عاد لمنزله وتفاجا بوالده وليلى بمظهرها العادى فى انتظاره
طارق بصدمة / والدى ؟ ليلى ؟ ما الذى جاء بكما هل حدث مكروه ؟
ليلى وقد توترت ولم تعرف بما تجيب فرد الحاج صالح عنها وهو مبتسم حتى يشعره ان الموضوع شىء عادى وامر مفروغ منه ان الزوجة لابد ان تكون مع زوجها فى اى مكان
ما ان عرف طارق من والده سبب وجودهم الا وصدم وشعر انه للمرة الثانية يجبر عليها وهذا قد ولد لديه شعور اكبر بالنفور منها فبعد ان كان بين راغب وراهب وبعد ان كان قد اخذ قرار انه لابد ان يحدد موقفه الا ان وجدها امامه دون ان يكون له الحق فى الاختيار وبعد ان كان يشتاق اليها فيسافر اصبح فاترا معها حتى وان عاملها بود
شعرت ليلى بالاحباط ولم تحاول ان تتكلم معه فى هذا اليوم
فى اليوم التالى ذهبت قبله للشركة ولم يلاحظ عدم وجودها لانها نامت فى غرفة اخرى بحجة انها وجدته غير مسرورا بوجودها
وعلى العكس مما تراه منه فى البيت وجدته يدخل عليها بوجه بشوش وبجاذبية فتانة فالقى عليها التحية ودخل لمكتبه ولم ينادى عليها ولكنها وجدته انه منشغلا فى بعض الاعمال ثم وجدته يامرها بطلب بعض مديرى الاقسام لعمل اجتماع هام وجلست هى جواره تدون كل شىء
وفى الحقيقة هى لم تنكر على نفسها انها كانت سعيدة وهى تراه بتلك الجدية فى العمل واخذت تتفاخر بينها وبين نفسها قهذا الرجل زوجى اخذت تشاهده وهو يعطى الاوامر ويشد ويلين فى ان واحد فعرفت انه يتعامل بذكاء عالى فى المواقف المختلفة ومع ذلك لم تجده ينظر لها كثيرا فهو يفصل بين العمل وبين الهراء
هى نفسها تعلمت منه كثيرا
ما ان انتهى الاجتماع الا وبدا الجميع يعودون لمكاتبهم وهمت ان تخرج فوجدته ينادى عليها باسمها دون القاب ليلى
ارتعدت وهو يناديها وتوقفت للحظات وعادت له / تحت امرك يا استاذ طارق
قام اليها واقترب منها وهو يبتسم ويقول / طارق فقط دون القاب ما دمنا وحدنا
تصنعت الخجل ولم ترد عليه
باغتها هو بالسؤال / هل لديكى مانع ان تتناولى غدائك معى؟
ليلى / اسفة ولكنى لم اعتاد على التاخير و..
قاطعها قائلا / لن اؤخركى كثيرا ولكنى اود ان ااكل معكى لعلك تفتحين نفسى فانا جائع وفى ذات الوقت لا اريد الطعام
ليلى / من الطيعى ان تجوع فانت منذ الصباح وانت منهمك فى عملك دون تريث
سحب سترته من على ظهر كرس مكتبه وقال / اذن فلترفقى بى وتقبلين دعوتى
لم تمر الا نصف ساعة وكانت تجلس معه ف مطعم راقى يتناولان غدائهم وكانت تاكل بخجل وفى صمت بينما هو كان جائع حقا
ليلى فى نفسها / لم اراك تاكل بهذا النهم من قبل ولم ارى منك مثل تلك نظرات الاعجاب
أنت تقرأ
قلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد
Romantikقلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة.... كثيرا ما نفتتن بشخص ونتوهم ان الحياة والسعادة كلها بين يديه وان اسعفنا الحظ واقتربنا منه لوجدنا ان الجحيم كل الجحيم هو ما كان بين يديه وان ما ظنناه سعادة كان وهما مغلفا بشكل جميل ول...