البارت السادس والثلاثون

10.7K 292 0
                                    

البارت السادس والثلاثون


 صرخ الاه وهو يضمها اكثر لصدره وقال : انكى لانانية يا ابنة قلبى ودرة الفؤاد لقد سمحتى لنفسك الا تتخيلين موتى ولم تسمحى لنفسك ان تتخيلى انا كيف احيا بدونك
 انضم لهم علي واخذ يضرب الحائط بقبضته فلا يعرف كيف الهروب من هذا فهو حتى ان هربها لن تخمد نار الحيلة
 مر السماء بثقل ولم تفارق ليلى صدر فهدها تارة وصدر اخيه تارة والخوف والقلق لم يفارقهم جميعا
 ظل كلا من ايوب وعلي يفكرون فى كيفية حمايتها من اهل القرية
 حل الصباح وكل اهل البلدة حضروا لمكان المؤتمر والكل يحمل معه سلاحه استعداد للانتقام من تلك التى خلطت ابناءهم وانتهت حالة الحب والسكون التى سادت القرية لشهر سابق
 بينما تجهزت ليلى وارتدت النقاب حسب اوامر ايوب
 بينما ولاول مرة يحمل كلا من علي وايوب اسلحتهم لاجل الدفاع عن ليلى بينما جاء ايضا حمزة ومحمود وطارق ومعتز وكذلك عمدة القرية وكبيرى العائلتين الحاج نعمان والحاج صالح
 اصطف كبراء القرية الصف الاول بينما اصطف اهل القرية خلفهم والتوتر هو السائد بين الجميع
 جلس مدير الامن ومساعديه خلف المنصة ودخل كلا من ايوب وعلي وبينهم ليلى وجلسوا بجوار مدير الامن وما ان راى الحج صالح ابنه الا وعرف تعبيرات وجهه وعلى الفور عرف ان من معه لم تكن سوى ليلى فخاف على ابنه ان تقوم ثورته الان فلن يحمد عقباهها احد
 كذلك عرف الحاج نعمان ان تلك لم تكن سوى ابنته فانفطر قلبه وانقبض وبتلقائية مد يدة وشبكها فى يد الحاج صالح وكانه يستمد منه المسانده فشد عليه الحاج صالح وكانه يقول له لا تخف وحاول ان يبث فيه الطمانينه
 ما ان دخلت ليلى حتى بدات الهمهمة بين الناس والتوتر
 بدا مدير الامن الكلام بكل ثبات وقال : لقد سادت الفوضى بينكم منذ زمن وتربيتم على العصبية القبلية واصبحتم انتم الجلادين والمنتقمين غير تاركين الامور تهدا وتمسكتم بعادات الثار وكان الرجولة تكمن فيها ولم تعلموا انكم تقتلون ابرياء لا ذنب لهم وقد خكمتم على الاطفال منذ نشاتهم بالموت حتى حرمتوهم لذة الحياة التى اوجدها الله لهم
 كل هذا وايوب وعلي جالسين فى صمت وكل منهما على اهبة الاستعدا لاطلاق النار من سلاحه لاجل الدفاع عنها اما ليلى فكانت كل اوصالها ترتعد واطرافها كانت عبارة عن قطعة من الجليد فمد لها ايب كفة وحضن كفها لعله يبث فيها الامان ويهدا من روعتها
 بينما استطرد مدير الامن كلامهوقال : ومنذ فترة بدات فتاة بخلق خالة من الود والترابط بين العائلتين فهداتم قليلا وعم الهدوء كل بيوتكم وتعمقت العلاقات بينكم نتيجة الخلط بين العائلتين فى كل مكان ولكن ابت بعض الشخصيات تلك الهدنة لتحقيق اغراض شخصية لها فاخذت تشعل بينكم الفتنة من الجديد ولما فشلت محاولته فى انهاء الهدنة تصيد حادثة صدام الطفل لاشعال نار الثار من جديد فحاولت نفس الفتاه حثكم على الرجوع على ما بداتموه ولكنكم ابيتم ان تسمعوها وكان الشيطان نفث سمه فى صدوركم حتى اعماكم ولكنها استطاعت بحكمة ان تنهى تلك النار فى غمضة عين عندما ذهبتم الى منزل ابيها للقبض على السيد طارق دون ان تلجاوا لنا والان بالتاكيد قد عرفتم لك الشخصية المجهولة وقبل ان يسترسك مدير الامن كلامه مدت ليلى يدها ورفعت نقابها
 فساد الهرج والمرج المكان واطلق الجميع طلقات عشوائية صوب ليلى فغطاها كل من علي وايوب بجسديهما
 وهنا ثارت ثورة ايوب فاعتدل فى وقفته وشهر صدره وباعلى صوت جهورى قال : انا لها ايها الاغبياء
 ارتعد الشباب من صوته فهو قد شهر سلاحه مثلهم وقامت ثورته
 ايوب سحب ابرة خزانه سلاحه وقال بنفس الصوت : ايها الجهلاء العقيمى العقل والفكر هانت عليكم حالة المحبة والسكينة التى سادت بينكم الم تستطعموا لذتها حتى اردتم اشعال الفتنة
 الم تسود المحبة وروح التعاون بينكم ؟ هل استكثرتم على بناتكم وزوجاتكم ان يباتوا قريرى العين على فلذات اكبادهم
 ابنتكم ليلى قررت ان تقدم حياتها للم شمل العائلتين وقد استطاعت ان تدخل السكينة لدياركم ولكنكم تركتم عقولكم بين يدى سفاح لا يريد الحب بينكم
 لم تخلط اى ممرضة اى من ابناءكم ولكن ما رايكم وانتم تنامون وتشعورون بالحب لكل الاطفال ؟ ما رايكم وقد نسيتم ان هناك من سيموت ظلما فداءا للثار ؟ ما هو شعوركم وانتم تنعمون بضحك اطفالكم وابناءكم بكل راحة ؟ ما رايكم وكل منكم يخرج الى عمله وهو تارك اخيه او انه الشاب وهو ضامن انه لن تصيبه رصاصة قاتلة على حين غرة
 ما رايكم وكل ام تحنوا بلبنها على بقية الاطفال ؟ ما رايكم وانتم تقتسمون الطعام بينكم ؟ ما رايكم والاطباء يبذلون ما فى وسعهم لاسعاف الكل على السواء ؟ ما رايكم والمعلمين فى المدارس والائمة فى المساجد لم يعد يدرسون سوى روح المؤاخاه وترك عادات الثار ما رايكم وقد تبرعتم جميعا بدماءكم ولم تفكروا ان من سياخذ دمك قد يكون ابن من العائلة الاخرى
 فهل نسيتم تلك السكينى التى تذوقتوها واشتقتم لرائحة الدماء
 هل من شيمتكم ان تاخذون حقوقكم من انثى هل انساكم الحقد والغل صفاتكم ورجولتكم هل اصبحت رائحة الدماء هى عطوركم
 خاف الحاج صالح على ابنه فثورته الان لا يعلم مداها الا الله وعلم انه يقدم روحه الان فداءا لليلى فحاول الا يتخيل مشهد موته من اهل القرية
 بينما لازال الحاج نعمان قلقا على ابنته وقد عجز لسانه عن النطق وهربت الحروف من حلقه
 بينما على هو الاخر لازال ممسكا اخته وبالكاد جسدها ظاهرا من خلف جسده
 تقدم امامهم ايوب ولكن تقدم فى خطوات ثابته وجسده كان مغطى بدوره علي وليلى فرغم ثورته الا انه لم يفقد تركيز عقله والقى سلاحه ارضا امامهم وقال بصوته الجهورى الاجش يا رجال قريتنا لا اطلب منكم العفو ولا اطلب منكم الرضوخ لكلامى كما لا اطلب منكم سماع صوت عقولكم فانا لست بخائف لانى لست بجبان وها انا امامكم ان اردتم ان تاخذون ثاركم فانا الوحيد هنا من اجمع فى شخصى العائلتين فاسمى ونسبى لعائلة الحاج صالح وزوجتى وقلبى وروحى التى فى جسدى من عائلة الحاج نعمان ولن تجدوا خيرا منى لتنالوا ثاركم منه لتطيب قلوبكم لعل قتلى يهدا الصراع الدامى بينكم
 هنا انفطر قلب الحاج صالح على ولده ودفن وجهه فى كفيه فهو لا يجوز له ان يقاطع ابنه فى كلامه وهو كبير عائلته ولا يجوز له ايضا ان يفديه فيصغر من رجولته وهو يعلم تمام العلم انه احب شىء عند ابنه ان يموت كما الاسد واقفا على اقدامه ولكن لا يطيق ان يموت كما الفار يختبىء فى الجدران و ها هو الان يرى ابنه يقدم نفسه قربانا للعائلتين ولا يستطيع حمايته فاى وجع وقهر هذا
 صدم على من جراة ايوب ولكنه هو الاخر لم يستطع ان يتقدم خطوة للامام ويترك شقيقته وحدها فيغتالها الرصاص الغادر
 كان الحال نفسه عند معتز وكاد ان يقوم ويحمى اخيه بدوره بسلاحه ولكنه لم يرغب ابدا فى تصغير اخيه وهو يعلم ان مجرد تلك الفعلة قد تميته حيا فاى شىء يهون اعليه الا التقليل من رجولته
 اما طارق فشعر بصغر حجمه حقا فانه الان تاكد ان ليلى لا يصلح لها الا ايوب فان ظل هو زوجها لم يكن يحسن التصرف او ان يستطيع حمايتها بنفسه كما فعل اخيه
 اما جميع رجال القرية من العائلتين فقد انبوا نفسهم من تهورهم وسيرهم خلف وسوسة ابن عم ليلى ومع ذلك بقت العصبية متحكمة فاراد اهل عائلة الحاج صالح ان ينكسوا اسلحتهم ولكن كبريائهم منعم لانهم وجدوا ان رجال عائلة الحاج نعمان لازالوا رافعين اسلحتهم فابوا ان يكونوا هم البادئين حتى لا يظن الاخرون انهم راهبون
 اما عائلة الحاج نعمان فكانوا لا يقلون عنهم رغبة ولكن انفسهم رددت ان الطفل المقتول كان منهم والقاتل من عند العائلة الاخرى فيجب عليهم ان ينكسوا هم اسلحتهم اولا والا سيكون هذا اعلان العناد والتكبر من عندهم
 نفس الشىء السائد دوما اظلم حقد الجاهلية والعصبية عقولهم وجعل كلا منهم يقرران الاخرى هى التى عليها ان تخضع اولا فلم يصلوا الى صلح ولكنهم ظلوا صامتين دون اثارة شىء وهذا الى حد ما ما كانت مديرية الامن تريده لتكمل حديثها
 وكذلك ايوب شعر ان وراء تلك الهدنة القصيرة انفراجة قريبة فانشرح صدره داخليا وهم ان يستطرد كلامه ليبث فيهم روح المحبة وترك العصبية الا انه فجاة وفى حين غرة تساقطت حولهم رصاصات غادرة مستغلين مطلقيها حالة الهدوء التى كانت سائدة وان رجال الشرطة كذلك فى حالة هدوء وكذلك اطلقوا قنبلة مسيلة للدموع لاثارة الغيمة على الموجودين
 انفطر قلب ايوب واول ماشغله هو روحه وعشقه ليلى فنظر عليها فوجد ان على يستخدم سلاحه ويطلق الرصاصات لانه وجد ان الرصاص مركز نحو مكان اخته وقد اصيب هو بطلقة فى ساقه فانضم اليه ايوب ثم معتز ووسط حالة الهرج اختفت ليلى وتم خطفها
 كل هذا حدث فى اقل من دقيقة
 انهار على على شقيقته واخذ ينادى باسمها لعلها تصرخ فيعرف مكانها لانها من المؤكد انها لازالت قريبة
 اما ايوب فقد جن عقله فاخذ يصيح فى كلا العائلتين قبل ان يتدافعوا للاقتال بعضهما ببعض حيث انهم كانوا قد بداوا فى الاحتكاك فقال بصوته الجهورى : هل تاكدتم الان من السفاح الذى يريد موتكم جميعا ولا يريد الا مصلحة نفسه
 هل طابت قلوبكم وانتم تشتمون رائحة الدم الان بين ايديكم
 ثم صاح باسم ابيه وباسم الحاج نعمان وقال : ايها الكبيرين ان لم تلموا شمل ابنائكم الان لن تهناوا ابدا بحياتكم وحياة ابناءكم من بعدكم

قلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن