البارت التاسع عشر
........ سمح ايوب لهم بالافراج على ان يشاركواالجميع فى الطعام فقط لحين رسو السفينة فى الميناء القادم
فى احد الايام بدا المرض يزداد على هانيا فاعتكفت فى حجرتها بينما كانت طفلتها بصحبة ليلى فى غرفتها
دخل ايوب عليها فوجدها تطعمها وتلعب معها فابتسم عليها وقال / ما اسم ابنتى الكبرى
ليلى بسعادة / جوليا
ايوب / بل ريحانة
ليلى بعدم فهم / ماذا ؟
ايوب / اسمها ريحانة ايوب وليلى
ابتسمت بتعجب للاسم وقالت / انه اسم جميل
ايوب / بل انها جميلة مثل امها
احمرت وجنتيها وابتسمت فى خجل بينما ركضت الطفله عليه فحملها بين يديه وقبلها وقال / ما رايك يا ريحانة ليلى الستى جميلة مثل امك
ضحكت الطفله له فهى لا تفهم ما يقوله
....... فى اليوم التالى استيقظت ليلى على صوت طرقات خفيفة على الباب
فى البداية اعتقدت انه ايوب فلم تقم لفتح الباب وظلت تطعم ريحانة التى بين يديها وتداعبها
ولكن اعادت الطرقات مرة اخرى فتاكدت انه ليس ايوب فقامت وفتحت فاذا بها هانيا
رحبت بها ليلى وظنت انها اتت لتلعب مع ابنتها ولتطمئن عليها ولكنها وجدتها تقترب منها وتجثو لمستواها وتقبلها بهدوء وتاخذها فى حضنها وتربت عليها وتشد على حضنها كما المشتاق العائد او كما المسافر الخائف من الغياب
خزنت ليلى عليها وتعجبت اكثر على سكون الطفلة بين ذراعيها وكانها هى الاخرى مشتاقة لها
يا الهى القلوب تنادى بعضها وما قلب الام الا جنه يشتهيها ابناءها
اقتربت ليلى منها ببطء ربتت بدورها على كتفها وقالت بهدوء / ترفقى بنفسك وبطفلتك
ابتعدت هانيا عن ابنتها وقامت والتفتت لليلى وقالت / يا ليلى لقد عشت حياتى طولا وعرضا ولم اترك شىء اعتقد انه يسعدنى الا وفعلته لاسعد . صرت اتمتع بين الناس باجمل الالقاب والكل يتسارع لاجل اختطاف نظرة من عينى وما كنت ارى الدنيا الا مجموعة بساتين اتنقل بين زهورها كما الفراشة وكنت اراها اوسع ما يكون وما ان مرضت الا ووجدتها اضيق ما يكون ووجدت بساتينها ما هى الا مجموعه خرابات كنت اتنقل بينها ووجدتنى اكتشف حقيقتى اننى لست بفراشة بل انا اقل من بعوضة تتنقل بين القاذورات فاعتقدت نفسها فراشة بين البساتين
ليلى / ارحمى ذاتك ولا داعى للندم الان فلسنا فى حاجة اليه وما يهمنا هو مستقبلنا
هانيا بدموع / مستقبلنا ؟ اين هو المستقبل ؟ وهل سيتقبلنى ربى
وهنا صار الحديث بينهما ارتجالى
ليلى اقتبت منها اكثروقالت / يا ليلى لقد كرمنا الله بانسانيتنا ويكفينا هذا لنفتخر ولما كان الله هو خالقنا فهو ارحم الناس بنا ولما كان ارحم الناس بنا ولانه يحبنا كان اقرب الينا من حبل الوريد
هانيا / هل سيقبل توبتى
ليلى / ومن سيقبل توبك الا الله
هانيا / ولكن ذنوبى كثيرة
ليلى / وان كانت مثل زبد البحر يا هانيا فسيغفرها لكى الله
صمتت قليلا وقالت بهدوء لعلها تبث فيها الطمانينة / يا هنيا لقد خلقنا الله وهو يحبنا واول ما وضعنا وضعنا فى جنته وحتى بعد خطيئة ادم لم يبعده عن رحمته بل غفر له واعطاه فرصة اخرى وانزله للارض وطلب منا الدعاء له والاستغفار ليتوب عنا فى كل وقت
يا هانيا هل تعتقدى ان كان الله لا يغفر لنا فلما طلب منا الدعاء ولما طلب منا الصلاه ولما جعل الملائكة لا تكتب سيئاتنا بسرعة وامرهم العكس فى حسناتنا ولما جعل لنا الحسنة بعشر امثالها
يا هانيا ان الله اسمه الغفار والرحمن الرحيم وهل يكون غفار الا اذا كان غفور اى يغفر لنا الذنوب وهل يسمى نفسه رحمن رحيم الا اذا رحمنا
هل بعد هذا تعتقدين ان الله لا يغفر الذنوب
هدات هانيا واستغفرت وقالت / اريد ان اصلى هل من الممكن ان تعلمينى
احتضنتها ليلى وقالت بالطبع يا عزيزتى وقامت واحضرت اسدال كان ايوب قد اشتراه لها مع الملابس وامسكت بوصلة كان ايضا اهداها لها لتحديد القبلة حيث ان القبلة فى البحر تتغير بين الحين والحين وقد تتغير بين الصلاه والصلاه نظرا لتغير مسار السفينه والاتجاهات وعلمتها كيفية الوضوء والصلاة وصلت ما قدره الله لها ثم قبلت ابنتها مرة اخرى وخرجت بوجه مضىء وقلب هادىء غير ذلك الذى دخلت به
.................
أنت تقرأ
قلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد
रोमांसقلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة.... كثيرا ما نفتتن بشخص ونتوهم ان الحياة والسعادة كلها بين يديه وان اسعفنا الحظ واقتربنا منه لوجدنا ان الجحيم كل الجحيم هو ما كان بين يديه وان ما ظنناه سعادة كان وهما مغلفا بشكل جميل ول...