البارت الحادى والعشرون

11.3K 321 1
                                    

  البارت الحادى والعشرون

 اخذت تتخيل شريط حياتها منذ ان عشقته فى صمت حتى الان يمر امام عينيها فقد رات انها كانت تعيش فى وهم اسمه احلام وامنيات ولكنها الان لا تريد تلك الاحلام حيث عاشت ما كانت تريده واقع واكتشفت ان الانسان لا يستطيع ان يعيش فى الاحلام كثيرا فقد يسامها ان طالت ولم تتحول لحقيقة وقد يسامها ايضا ان تحولت لحقيقة ولكن مريرة اذن فالاحلام لا تصح الا لبضعة ايام وان طالت تحولت لكوابيس ويرى الانسان نفسه بعد ان كان يود ان يعيش فيها طوال حياته يهرب منها ومن تنغيصاتها لانه ببساطة يكتشف ان احلامه تلك ان تحققت لواقع لاصبح واقع اليم كما عاشته هى وهنا اكتشفت انها قد نضجت ولم تعد تريد ان تعيش فى الاحلام او حتى فى ذكراها
 قالت بصوت متحشرج وماذا عن زوجتك
 كانت ليلى تصارع نفسها وهى تسال هذا السؤال فكانت خائفة كل الخوف ان تسمع منه كلمة تقضى على ما تبقى منها ولكنها فى ذات الوقت تريد ان تسمع منه رايه
 طارق وهو لا يشعر انه بكلمة واحدة سيقتل تلك التى تقف امامه / زوجتى ستظل زوجتى لانى ان طلقتها لاشعل نار الثار بين العائلتين مرة اخرى ولكنى ساتزوجك وتكونى انتى كل شىء لى وساعلن هذا وستبقين انتى معى هنا وهى ساعيدها الى القرية ثم ابتسم مناغشا واستطرد كلامه لها ولا يعرف انه يميتها / ولكن لا عليكى من الغيرة منها على الاطلاق فلا مجال من الاساس لتضعى نفسك فى موضع مقارنه معها
 لم تستطع المكوث امامه هكذا بنفس ثباتها فقررت الفرار قبل ان تنهار ولكنها قبل ان تهرب من امامه قالت له / اذن سنكمل كلامنا فى المساء فى نفس المكان حتى نضع النقاط فوق الحروف وكيف ستقيم لى حفل زفاف فاخر ولكن على الرحيل الان فانا حقا متعبة
 ابتسم لها وقال / اذهبى يا زوجتى المصون ولا تشغلى بالك بحفل الزفاف فانا شغوفا به اكثر منكى
 عادت لبيتها وانهارت اكثر فى البطاء واخذت ترتب افكارها لمقابلة المساء
 وكانت قمة وجعها وهى تراه خارجا من غرفته فى كامل اناقته وعطره يملا المكان وفرحته تملا وجهه فقد كانت فرحة عشق حقيقية وهى ادرى الناس بذلك فقد رات تبدل ملامحه وهو معها ووهو مع سكرتيرته
 خرج دون ان يتحدث اليها وذهب للمكان المتفق عليه بينما قامت هى وبدلت ملابسها ولكنهخا لم ترتدى ملابس ليلى السكرتيرة بل ارتدت ملابس ليلى الانسانة البسيطة الغير متكلفة التى عشقت باحساسها وما ان وصلت اخذ قلبها ينبض بشدة حتى خافت ان يتوقف عن النبض نهائيا قبل ان تواجهه فهى لم تخشى الموت ولكن كانت تود ان يسعفها قلبها لمواجهته وبعدها لا يهم ان كان يقف عن النبض ام لا
 وقفت للحظة تتامله وهو زائغ العين يتمنى لقياها فدمعت عيناها لانه هوى غيرها ولكنها لم تكن دموع شوق اليه ولكنها دموع ندم على وهمها

ما عدت امشى تحت ظل سماك
او اقتفى بعد الرحيل خطاك
ما عدت ابكى فوق اطلال اللقا
او انادى فى الفضاء اهواك
ما عدت اسال عن حكياك التى
اضحت بعينى فى الكرى اشواكا
سر حيث شئت فلا البعاد يهدنى
انا ما انتهيت ولا مات الهوى الاكا

قلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن