البارت الحادى والثلاثون
ايوب بعصبية : ايها المتهور الم تحسب لتصرفاتك اى شىء انتظر حتى اهيا الامور فانت ستشعل النار بين العائلتين
طارق : لا يهمنى ما تقوله المهم عندى الا تضيع سهيلة منى مرة اخرى والا اترك ابنى يعيش بعيد عنى ثم انى الان قد وصلت للقريه وانا على مدخلها
لم يكد يكمل كلامه حتى صرخ وصرخت سهيلة اذ انه قد صدم طفل صغير كان خارجا يركض من بيته ولانه كان يتحدثفى الهاتف لم ينتبه
تصدع قلب ايوب وهو يسمع صيحة اخيه فحاول ان يفهم شىء فقال طارق بخوف : لقد صدمت طفلا من عائلة الحاج نعمان وها هم اهل القرية يركضون نحوى الحقنى ايها الفهد ساموت فى ايديهم لا شك
لمينتظر ايوب لسماع اكثر من هذا وركب سيارته وسار بها على اقصى سرعة
ركضت فريدة وهى تصرخ فى وجه على وتقول : هيا اوصلنى الى بيت ابى على عجل فقد صدم طارق اخى احد الاطفال من بيت احد عائلتكم وهم الان محاصرين اخى فى بيتنا وابن عمكم يحلف انه لن يهدا حتى يقتله
صدم على وصدمت ليلى فالدنيا فى لحظة انقلبت راسا على عقب
على : وهل اخبرتم ايوب
فريدة بدموع : نعم وهو يسير باقصى سرعة على الطريق وانا اخشى ان افقد كلتاهما وابى فى عمرته وعائلتكم تنتهز فرصة ان كبيرى الهائلة ليسوا بموجودين اااه يا اخويا
بكت ليلى بحرقة ولكن كان بكاءها صامتا فهى الان قد وقعت بين حجرى الرحا فابوا ابنها وحبيبها كلاهما فى طريقهم للهلاك
ليلى لعلي وتكاد الحروف تخرج من حلقها باعجوبة : اذهب بى لبيت ابى على وجه السرعة ياعلي وافعل ما اقوله لك
علي بقلق : ماذا سنفعل الان فابيك لن يستطيع تهداتهم ولا حتى انا
ليلى بصوت خافت وبالم وقد بدات تشعر بمغص شديد اسفل بطنها : اعلم هذا ولكن عليك ان تسمعنى اذهب لابى على وجه السرعة واختفيا انتما الاثنين عن الاعين وانتى يا فريدة اذهبى الى بيت ابيكى فقد ينتهى دور على فى ايصالنا الى حدود القرية وستدخلين وحدك بيت ابيكى فهم لن ياذوكى لكونك امراة
كان علي يستمع لاخته ويشعر انها ستنطق بالفرج من فمها اما قريدة ببكاء : اكملى يا ليلى انا منصته لكى فكله يهون فى سبيل ابى ايوب واخى
ليلى وهى تضغط اكثر على بطنها من شدة الالم :ما ان تدخلى لبيت ابيكى ادخلى غرفتى واتى باحدى ملابسى وحجابى واجعلى طارق يرتديهم ويرتدى نقاب ويخرج من الباب الخلفى وةياتى الى فى بيت ابى
علي بخوف : ماذا ؟ اجننتى ؟
ليلى برجاء : ارجوك يا علي ليس هناك وقت فانا اعلم ان ابن عمنا هو من يستنفر الناس للتار من جديد بعدما خمدت ناره ولن ينسى ابدا انه خسر عضوية مجلس الشعب وفاز بها الحاج صالح وانا من وقت لاخر كنت متاكدة انه يتحفز لاى شىء لاشعال النار من جديد
علي : وماذا بعد هذا
ليلى : ستعرف فى وقتها المهم ان تلحق بطارق وعليكى يافريدة الا تجعلى معتز سخرج من داره وانت يا على عليك ان تتصل بالشرطة لتاتى وتقبض على طارق من بيتنا وعليك ايضا ان تذيع ان طارق فى بيتنا
على بقلق : لم اعد افهمك
ليلى بتعب : قلت لك ستعرف ولكن هيا بنا الان
ما هى الا بضع من الساعة وتم تنفيذ ما قالته ليلى بينما كان ايوب لازال فى طريقه للقريه ولم يصل بعد فالمسافة من القاهرة للصعيد الجوانى ليست بالقريبة
ما ان دخل طارق بيت الحاج نعمان هو متخفى فى ملابس ليلى وما ان راها حتى صدم وقال بتلعثم ؟ ليلى ؟ كيف جئتى ال هنا ؟
لم تستطع ليلى الكلام الا بتثاقل فقد اخذ النزيف منها مداه
خشى طارق عليها وهو يراها فى تلك الحالة واشفق عليها وقال باسف : لقد اخذ الله حقك منى وما انا فيه الان الا ذنب دعاءك
ليلى : ومن قال لك انى دعوت عليك ؟
طارق وهل ما فعلته فيكى هين حتى لاتدعين علي ؟ نظر لها مليا وقال : سامحينى يا ليلى حتى يفك الله كربى
ليلى بدموع : لست انا من املك السماح فما فعلته بى ليس بالهين فلم تترك شىء الا فعلته بى حتى عرضى لم تتركه وقد لوثته وكانك تقسم انك لن تتركنى الا وانا اشلاء وكانك كنت تنتقم منى
طارق : ارجوكى يا ليلى كلامك هذا يمزقنى
صرخت فيه وقالت بسخرية : مجرد كلامى يمزقك وماذا عما فعلته انت بى الم تعلم انه لم يمزقنى قدر ما كان يقتلنى ؟ الم تتخيل كيف كنت اسير متخفيه وانا اشعر بالعار من نفسى ؟ الم تشعر كيف كنت احمل فى احشائى طفل واتحمل كل الالام لمجرد ان اثبت عفتى ؟ هل شعرت نفس شعورى وانا اكره طفلى لانه سبب ما انا فيه فحتى شعور الامومة التى تتمناه كل انثى من يوم ولادتها حرمته انت على والان تقول ان مجرد كلامى يمزقك
جلس امامها وقد دفن وجهه بين كفيه ولاول مرة يبكى امامها دون خجل وقال : ارحمى ضعفى وذلى فانتى لا تعلمين ما هو شعورى الان وانا اسير متخفيا بملابس انثى هذا قمة ذل لطاووس النساء وكيف شاءت بى الاقدار لان احتمى بظهر انثى
نظرت له وتذكرت ايامها معه وتذكرت كل عذابها فكرهت وجوده قربها
وماتت بقربك احلام قلبى
وتاهت بين الضباب
فلملمت عمرى ولم يبق الا
سؤال يتيم يريد الجواب
لماذا رسمت لى الحب بحرا
وما انت فى العمر الا سراب
أنت تقرأ
قلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد
Romanceقلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة.... كثيرا ما نفتتن بشخص ونتوهم ان الحياة والسعادة كلها بين يديه وان اسعفنا الحظ واقتربنا منه لوجدنا ان الجحيم كل الجحيم هو ما كان بين يديه وان ما ظنناه سعادة كان وهما مغلفا بشكل جميل ول...