البارت السابع عشر
عاد حمزة وهو يضح عاليا وجلس جوار ليلى
ليلى باستفهام / ماذا حل بك لتكون بهذا السرور ؟ لقد ذهبت لتبدل ملابسك لملابس السباحة فما الذى حدث
ضحك اكثر حتى ظهرت نواجذه وقال / لقد قامت صديقتنا هانيا لتريح ابنتها النائمة فى فراشها وقمت انا معها لابدل ملابسى واثناء مرورنا فى طورقة الغرف تذكرت اصدقاءنا البيرت وايزابيل فقلت لها ما مالنا لم نرى اصدقاءنا منذ ان تزوجا وقد لزما غرفتهما
ضحكت هانيا على ما اقوله وقالت / ما رايك ان طرقنا عليهم لنطمءن عليهم ؟
وبالفعل طرقنا الباب ولكن ما من مجيب ففزعنا فزدت فى الطرق فاذا بصديقى البيرت يخرج لى ولم يستحى منا وكان يلف نصفه الاسفل بملائة السرير ومع ذلك لم يرد علينا وكان متذمرا منا وقام بوضع لافتة عدم الازعاج على الباب واغلقه فى وجهنا فخجلت هانيا وركضت على غرفتها اما انا حتى الان غير مصدق المشهد الذى رايته فهما يعيشان حياتهما وكانهما شابان لم يتذوقا الزواج من قبل ونظرت لحالى فماذا انا سافعل ان كنت مكانه وان لا ازال شابا
ضحكت ليلى من اعماقها على سخريته تلك وخبطته فى كتفه وقالت مابك تخجلهم اليس لهم الحق فى الحياة مثلنا
الحب يا صديقى لا يرتبط بسن وانما هو حياة والحياة حق للجميع
لم يهدا حمزة من سخريته وضحكه حتى انه اخذ يسعل
............. جلس ايوب ومعه ليلى فى المساء
ايوب بقلق / ليلى انا خائف للغاية
ليلى / اعرف انك قلق بشانى وعلام ستستقر امورى
صمتت للحظات وهى شاردة وفجاة دمعت عيناها وقالت / انا نفسى خائفة ولا اعلم ما يخباه لى زمانى ولكنى قد اتخيل اى شىء الا ان افقد حياتى التى وجدتها بوجود حبك فى قلبى
نظرت له وهى تبكى ونظر لها فتلاقت اعينهم وتلاقت كلماتهم الصامته واخذ هو يتنفس بصعوبة فهو مدرك لخطورة الامر اكثر منها
مد كفه واحتضن وجهها وقال / لا تذكرى الخوف وانتى معى فانا فداءكى
بكت اكثر وقالت / بل انت تكفينى
عادت نظراتهم هى التى تتكلم للحظات ثم بتر تلك اللحظة الجميلة قدوم نهال التى وقفت متحديه لها ووضعت يدها على كتف ايوب وقالت بخبث وغل / هل تسمحين لى بالربان فانا اريده فى موضوع هام
وكان ايوب قد ابتعد عن ليلى عندما لاحظ قرب نهال
استطردت نهال قائلة / اعتقد ان الربان ملك للجميع هنا وليس خاصتك
مدت ليلى يدها ومسحت دموعها وهمت ان تترك لهم الترابيزة الا ان نهال قالت بسخرية / يبدوا انكى تبكين امام كل الرجال لتستعطفينهم
ايوب بعصبية / نهال الزمى حدودك ولا تتخطيها
قامت ليلى بسرعة وتوجهت لغرفتها وما ان دخلت الا وبكت لشعورها بالاحراج
زادت عصبية ايوب على نهال واخذ ينهرها فقاطعته وهى اكثر منه عصبية وقالت / مابالك قد تغيرت طباعك ام انك اصبحت لا تبالى بكرامة الرجل واين شعاراتك الرنانة من ان الرجل اما ان يكون الوحيد فى قلب انثاه واما فلا
لم يعد يتحمل منها اى حرف اكثر من هذا فصفعها
ازداد غلها فقالت / فتاتك التى كانت تستعطفك الان بالبكاء كانت اليوم تفعل مع السيد حمزة صديقها نفس الشىء ولكنها لم تكتفى بل فعلته ايضا مع زوجى والان اقول لك كما قلت لى انفا يبدوا انك انت الذى لم تكفيها واخرجت هاتفها على الصورتين اللتين التقطتهما لليلى وهى مع حمزة ومع زوجها
فجاة ظهر العرق الصعيدى وغلى دمه واخذ يتنفس بصعوبة
ابتسمت نهال لانها قد وصلت لمبتغاها واتمت مهمتها بان ارسلت له تلك الصورتين على هاتفه
عاد ايوب وهو لا يرى امامه من الغيرة والعصبية وما ان دخل على ليلى التى ارتعدت منه عندما وجدته بتلك الهيئة فهى لا تعلمه وهو عصبى ولا تعرف ما هو رد فعله
اقترب منها وامسكها من كتفيها وقال / يجب ان يهتم الانسان بسمعته فهى تعيش اكثر منه
صدمت ليلى من الكلمة ولكنها لم تجروء على الرد او ان تدافع عن نفسها او حتى تفهم سبب عصبيته فقد كان فى حالة غير الحالة
زاد من قبضته عليها وقال / نحن من نرسم صورتنا فى اعين غيرنا وانتى كنتى مراتى امام الجميع فلما لوثتيها وجعلتينى موضع سخرية للركاب وانا طول زمانى لا يجروء احدا حتى على الحديث معى
لم تحتمل اكثر من هذا فصرخت فى وجهه وقالت / ارجوك كله الا سمعتى فما فيه انا الان هو بسبب انى احافظ على سمعتى وحافظت على جنينى على حساب حياتى ايضا حتى احافظ على سمعتى والان انت تقول هذا
صمت فقد هزته كلماتها فهدا من حال نفسه ثم عاد وامسكها من كتفيها وقال برجاء / افهمينى يا ليلتى انا لم اظن فيكى سوء ابدا والا فانا اظن فى نفسى فانتى منى ولكنك لا تعرفين نهال فهى تعشقنى ولن تضنى اى مجهود لتفرق بيننا باى طريقة واسرع الطرق هى تلويث سمعتى بكى لانها تعلم انى صعيدى وكرامتى ورجولتى اهم شيئا عندى وهى لعبت على تلك النقطة وانتى من اعطيتيها الفرصة فما الداعى لجلوسك مع زوجها وما الداعى للبكاء امامه فهل كرامتى هانت عليكى
صمت هو وبكت هى بصمت
قال / سبق وقلت لكى ان دموعك تمزقنى وانا ارها وحدى فما بالك وغيرى هو من يراها ؟ يا ليلى انتى انثاى ولا احد احق بقلب وبحزنك وفرحك سواى
اخذت تتنفس بصعوبه ووضعت يدها على بطنها فقد بدات تتالم وقالت / ارجوك اتركنى الان
ساد جو من الصمت بينهم ثم تركها وغادر الغرفة لعلها تهدا
خرجت ليلى بعده وطرقت باب غرفة السيد البيرت ولعلمها انه لن يرد كما قال حمزة فقالت من خارج الباب / ارجوكى يا سيدة ايزابيل اريدك ضرورى
سمعت السيدة ايزابيل من الداخل صوتها الحزين ففتحت لها فارتمت بسرعة فى حضنها
اندهشت السيدة ايزابيل وربتت على ظهرها لتهدا من روعتها وقالت / ماذا اصابكى يا بنيتى ؟
ليلى / .....
طال الوقت وايوب فى غرفة القيادة يبكى ندما من داخله ان نهال نجحت فى اثارة غيرته مما جعله يغضب ليلى واخذ يتذكرها ويتذكر دموعها وتذكر انها كانت تضع يدها على بطنها وقال فى نفسه يا الهى انها كانت تتالم نفسى كانت تتالم وقام على الفور وذهب اليها وما ان دخل الا وصدم اذ انه لم يجدها فى الغرفة
جن جنونه واخذ يبحث عنها فى الخارج او ان كانت تجلس مع هانيا او حمزة ولكن دون جدوى فلم يجد لها اى اثر
ظل هكذا حتى الصباح وعندما لم يجد لها اى اثر ولم يهديه احد على مكانها قرر ان يسال عنها فى مكبر الصوت وبالفعل نادى عليها وقال ان الربان فى حاجة اليها لاستلام رسالة اتت اليها عن طريق رسائل السفينة وانتظر ان تاتى اليه ولكن دون جدوى فانهار اكثر وانتظر وقت الطعام وكان هذا ثالث فترة طعام ودخل القاعة وبحث عنها ونفس الشىء
السيدة ايزابيل قامت له وسالته / لما لم تاتى ليلى للطعام فهى لم تاخذ فطورها ولا غذاءها وها هو العشاء وقد كانت حالتها سئة امس
وكان ايوب قد وجد ضالته فقال لها بلهفة / وكيف علمتى بسوء حالتها ؟
قالت / لقد اتت لى امس واستاذنتنى فى مفتاح غرفتى فانا لم اعد فى حاجة اليها فقد اقتسمت انا وزوجى غرفته
ابتسم ابتسامة راحة وركض بسرعة نحو غرفتها وطرق بابها ولكنها لم تجيب فبسرعة طلب المفتاح الاضافى وفتح الغرفة ولكنه صدم اذ انها كانت ملقاه على الارض وفى حالة اغماء وواضح عليها علامات الاعياء الشديد وملابسها عليها اثار نزيف
حملها بين يديه وهو يقول باسف / انا فداكى يا نفسى
مرت ساعتين كان ايوب نقلها لغرفته واتى بالطبيب وتبرع لها بدمه واخذت محاليل وبدات تتحسن وبدات تعود لوعيها وما ان فتحت عينها الا ووجدته جالسا جوارها وحاضنا كفها
بدات تحرك كفها بين كفيه وابتسمت ابتسامة ارهاق وقالت / ان كانت مجرد ساعات وانفطرت شوقا اليك فما بالى بعدما اتركك واعود للقرية
ابتسم لها بحنان وشد عل كفها وقال / وانا ايضا تاكدت انى لا استطيع العيش دونك فها هى ساعات الا انها اكدت لنا اشياء بداخلنا واعماقنا
ايوب / انا لست فى جاجة لتاكيد نبض قلبى لكى بل لن اكون كاذبا ان قلت لكى انكى كنتى فى احلامى منذ زمن بعيد . منذ ان نضجت ووعيت ان الحياة مشاركة بين رجل وامراة
كم سعدت ليلى بكلامه وقالت بصوت منخفض وهى غير مستوعبه انها قد تكون حلم حياته ولو ليلة / انا كنت حلم حياتك ؟ كيف ؟
ايوب / انت حلم حياة كل رجل غربى يا ليلتى فان شققتى كل قلوب الرجال لعرفتى ان احلامهم واحدة وان اتلفت فى بعض الصفات الا انها تتحد فى شىء واحد لا تحيد عنه وهو ان جميعهم يحلمون ان تشاركهم امراة نقية القلب .ذكية العقل . مثقفة . متدينة . امراة عندما يبتعد عن بيته يكون مطمئن انها ستصونه . امراة تضمن له بيتا هادئا . امراة تفهم صمته .
يا ليلتى الرجل مهما كان جنسيته او ديانته فهو رجل يحمل قلب طفل يحب ان يشعر دوما انه المالك الوحيد لانثاه
ولا يهم بعد ذلك ان كانت تلك المراة جميلة الوجة ام لا او بيضاء او سمراء فالقلب له عين اخرى ثاقبة للاعماق غير عين الوجه يا ليلتى
ليلى / انت ايضا حلم كل انثى ففيك الحماية والامان والقوة وفيك الحنان والرومانسية وهذا كل ما تتمناه المراة فى رجلها
ايوب / هلا برينى عن صحتك الان
ليلى / لا تسالنى عن صجحتى ما دمت جوارى
ربت على كفيها وقال / اياك ان تفعلى ما فعلتيه هذا مرة اخرى وان اغضبتك فى شىء اهجرينى ولكن لا تبتعدى عنى
ابتسمت ابتسامة عذبة
ايوب / ساذهب الان لغرفة القيادة واقدم لكى اعتذارتى من الان فانا ساغيب عنكى فقد اهملت عملى البارحة وارجوكى انتى ايضا لا تغادرى غرفتك حتى الصباح فستقام مسابقى للغطس وسيشترلاك بها صديقك حمزة وسيسعد ان شجعتيه
نظرت له بامتنان لانها فهمت ان كلامه هذا الغرض منه انه يؤكد لها انه يثق فيها
....... فى الصباح تحسنت حالتها واستعادت نشاطها وارتدت فستان فضفاض ذو الوان زاهية وحجاب هادىء الالوان وما ان فتحت باب غرفتها الا ووجدت ان هانيا كانت واقفة امام باب حجرتها مع طفلتها وكانت ستهم بطرق الباب
ليلى بابتسامة / مرحبا يا هانيا كيف حالك
هانيا بجدية وكان يبدوا على عليها الارهاق خاصة مع شحوب وجهها / اريدك فى امر هام للغاية
ليلى بكل ود ولكن سريرتها تحمل القلق / انا تحت امرك
سارا معا حتى وصولوا لمكان المسابقة وحياهم حمزة من الناحية الاخرى للمسبح واار لهم لكى يشجعوه
بدات المسابقة والكل انشغل اما هانيا فقالت / كنت اود ان اطلب منكى طلب واود الا تقبلينه
....... انتهت المسابقة بفوزحمزة بالمركز الاول وزوج نهال بالمركز الثانى هم حمزة ان يشير لكلا من ليلى وهانيا ولكنه وجد ليلى شاردة فاتى اليهم على الفور لانه فهم ان هانيا تحدثت معها فيما اخذت فيه رايه بينما لم تنتبه ليلى انه قد اتى اليهم
........ عاد ايوب وطرق الغرفة ودخل فوجد ليلى تجلس فى الشرفة شاردة ففهم ما يشغلها فاقترب منها وقال / لم اوقع على الوصية الا اذا تاكدت من موافقتك
ليلى بدموع / لم اهتم بالوصية قدر اهتمامى بصاحبتها فالى هذا الحد الموت قريبا منا وكيف حال قلبها الان وهى تعلم انها ستترك ابنتها الوحيدة لاخرى
ايوب / انها لم تكتب وصيتها بجعلك انتى الوصية على ابنتها الا لانها تعلم انكى اولى الناس برعايتها ثم انها وحيدة ليس لها اهل وافضل ما فعلته انها بحثت لام بديلة لابنتها فى حال حياتها حتى تطمئن عليها
صمت لحظة ثم قال / هل علمتى انها كتبت ربع ثروتها كتبرع لمشاريعك فى الصعيد والباقى باسم ابنتها وانتى الوصية عليها
هزت راسها بمعنى نعم ولكنها كانت شاردة بحال تلك الانسانة الغريبة التى ظهرت فى حياتها بطريق الصدفة لتاتمنها على ابنتها
بكت اكثر ثم نظرت له وقالت / لا اود ان ارى موتها وكم اتمنى ان تعيش لابنتها
ظل ناظرا لها وهو صامت ولا يعرف بما يجيبها
بكت اكثر وقالت / ماذا حصدت هى من نجاحها ومن شهرتها فها هى الان تموت وحيدة بدون وجود اى امان تتركه مع ابنتها فهل هذه ه الدنيا
تحسست بطنها وقالت / هل اسات القرار انا عندما تمسكت بحملى لاثبات برائتى ام اننى كنت انانية لانى تمسكت به وانا متاكدة انه لن يحيا حياة هادئة مطمئنة
اخذت تبكى بالم وندم على قرارها بينما تالم هو لجزعها واقترب منها ووضع يده على كتفيها وقال محاولا بث الطمانينة والثقة فى نفسها / لا يا ليلتى ان قرارك كان صائبا فليس بيدك ان تقررى الحياة لفرد او ان تسلبيها منه وما دام الله انبته فى احشاءك فهو وحده من قرر ان تكون له حياة وهو وحده ايضا من يقرر ان كان سيعيش بعد ميلاده ام لا وكل ما فعلتيه انتى انكى تمسكتى بحقك فيه ولكن القرار وحده لله والا ان خالفتيه واجهدتيه اصبحتى كافرة اذا فقرار حياته منذ البدايى لم يكن مطروحا لرايك
ثم ان هانيا مقدر اجلها حتى وقت موتها قرب او بعد فالموت واحد وان تعددت الاسباب
كذلك الحال لابنتها فقد يكون جمعها الله بكى لانكى افضل حالا من امها فانتى نعمة فى حياتها فساعديها ان تحمد الله عليكى
بكت اكثر وقد اصبحت ترتعد اوصالها وهى بين يديه وقالت / اصبحت اكره كل شىء حتى حياتى فما دام الموت قريبا نا هكذا وقد تضطرنا الدنيا لترك ابناءنا لغيرنا فما فائدة حياتنا اذا وما فائدة ما اتسارع لاجل تحقيقه مادامت المحصلة واحدةويقرا الناس احرفنا فتعجبهم كما صورتنا
ويحسبون الحزن منا او فينا ابداع
سيشهد الحرف ان الحبر ادمعنا وان السطر اوجاع
أنت تقرأ
قلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد
Romansقلب اخضر....للكاتبة رباب عبد الصمد جميع الحقوق محفوظة للكاتبة.... كثيرا ما نفتتن بشخص ونتوهم ان الحياة والسعادة كلها بين يديه وان اسعفنا الحظ واقتربنا منه لوجدنا ان الجحيم كل الجحيم هو ما كان بين يديه وان ما ظنناه سعادة كان وهما مغلفا بشكل جميل ول...