غُربه موحشه

بارت ٢٦

-

"بتبقى معي فشقتي" يقول له و ساري طالع فيه

"برجع السكن" يقول له و يهز عدي راسه

"اسف" يقول له ما يضمن ويل وش ممكن يرجع يسوي فيه و ساري ظل يخزه و عدي طالعه واقف عن الاشارع الحمرا و كمل يشرح له "لاني حتى انا خايف اخسرك" يقول له و ساري رفع حاجبه.. يعني سمعه و تذكره؟

"طيب دامك تخاف تخسرني ليش تركتني؟" يسأله و نظراته ثابته على عدي و نبضات قلبه تزيد بقوه

"لانك انت هذا اللي تبيه صح؟" يسأله و يهز ساري راسه

"ليش مو راضيين نفهم بعض؟ مع ذلك مو قادرين نبعد عن بعض؟ كل ما بعدنا رجعنا بطريقه و كأننا مربوطين فبعض" يسأله ساري رافع كتفه

"مدري عنك لكن انا مخوفني كوني مقدر ابعد عنك" يعترف عدي، و هو يعض شفايفه، و يبلع ريقه و عينه ما حطها على ساري

"و انا بعد" يرد ساري، و فقلبه كلام مو عارف كيف يقوله، و تفتح الاشاره و يحرك عدي و ظلوا ساكتين اثنينهم محد تكلم لحد ما وصلوا، ساري ما يقدر ينزل و يفتح الباب لنفسه، فنزل عدي فاتح له الباب و نزله يساعده ينزل لاف يده حول رقبة عدي و يصعده معه فالمصعد و محد له الجراءه يتكلم، و اثنينهم مو عارفين وش يقولون

يدخل عدي ساري لغرفته و يقعده على فراشه "انت نام هنا انا بنام برا" يقول له عدي و يسحب مخدته و يطلع برا الغرفه مطرف الباب من غير لا ينطق ساري بكلمه، تنهد ساري ماسح على شعره بيده السليمه و مو عارف شعوره و شفايفه ترجف مو عارف شعوره ولا وش يبي

"عديي" يعلي صوته و دموعه تطيح على خده، تعب من كل شي، و من احساسه بالكسر و كل شي مر فيه، يدخل عدي للغرفه بسرعه و هو شايف ساري مثل قعدته و هو ياخذ نفس، و عرف انه جاه انهيار نفسي، و تقدم له بسرعه يحظنه له

"ساري قلبي انام معك؟ تبيني اكون جنبك؟" يسأله و هو يمرر يده على لحية ساري الخفيفه و راس ساري على صدره

"ولا تفكر تبتعد عني" يقول له و يبوس عدي راسه

"طيب انسدح و انا بجيب مخدتي انام-"

"مخدتنا وحده" يقول له ساري و يبتسم عدي بخفه

"طيب يلا" يتغطى معه و ساري يقرب من عدي حاط راسه فحظن عدي و عدي يمسح على راسه بشويش و يهمس لساري

"قلت لك يومك تكون نهايته دايماو فحظني" يهمس له بابتسامه و ساري شد على عدي اكثر

"ولا يتغير هالشي" يرد ساري و عدي ابتسم باتساع و يستنشق ريحة شعر ساري مشتاق لها

"من عيوني" يرد محرك انامله على كتف ساري بخفه لحد ما غفى ساري و تأكد عدي انه نام

"تعبت و انا انكر.. كل ذا و مو حب؟" يهمس لنفسه و مو قادر ينام، يومين مواصل ولا قادر يغفى