في ليلة شتاء

الحلقة الخامسة

خرجت جميلة من المنزل بهيئتها العادية ثم توجهت الى احدى الحمامات العمومية في الحديقة خلف منزلها و بدلت ملابسها و وضعت مساحيق التجميل و الانف الاصطناعي،، نظرت الى انعكاسها في المرآه ثم خرجت و كانت تبدو مختلفة تماماً عما كانت به قبل ان تدخل . ركضت الى موقف الحافلات عندما رأت الحافلة على وشك المغادرة ثم دخلت في اخر لحظة فصرخ عليها السائق "في المرة القادمة لن انتظرك"

نظرت له بغضب
"انا ادفع الضرائب و هذه الحافلة خدمة وفرتها الدولة لنا ولا تستطيع منعي من ركوبه"

نظر لها بضياع
"انا لم اقل اني سأمنعك"

"كلهم بنفس المعنى"

رفع السائق يديه في الهواء و هز رأسه
"الله الله انها حقاً فتاةٌ مجنونة"

تحركت جميلة للداخل حتى وجدت كرسياً خالياً و جلست به ثم التفت الى الرجل الذي كان يجلس بجانبها
"مابك تنظر بي هكذا؟"

قال بسخرية قبل ان يشيح بنظره نحو النافذة
"بسبب جمالكِ الاخاذ"

فقالت بعصبية
"لا يهمني رأيك بي"
ثم اخرجت هاتفها المتحرك و ارسلت رسالة الى فريحة
"لا احب هذا الوضع يا فريحة،، سوف استقيل"

"لا تكوني غبية و تذكري منزلك،، ألم تقنعي البنك البارحة انكِ ستسددين عندما تستلمين راتبك"

"نعم"

"اذاً توقفي عن الهراء"

اغلقت هاتفها عندما توقفت الحافلة ثم نزلت في محطتها ثم صعدت الجسر لتذهب الى الجهة المقابلة و دخلت الى الشركة بعدما وضعت بطاقة العمل في الجهاز ليُفتح البوابة و توجهت الى مكتبها وهي تتجاهل همسات باقي الموظفات اللواتي كانوا مازالوا مصدومات من وجود فتاة ك جميلة في الشركة التي لم تُوظف فتاةً مثلها من قبل

جلست على كرسي مكتبها ثم رفعت رأسها فجأة عندما وضع كمال ملفاً عريضاً على مكتبها و قال من غير ان ينظر لها
"راجعي جميع الاوراق و لخصيها في تقرير واحد"

"صباح الخير كمال بيه"
قالت بسخرية بعدما دخل فلم يسمعها او قرر تجاهلها ففتحت الملف الذي كان عبارة عن اسماء و ارقام و شعرت بالصداع من مجرد الرؤية فكيف اذاً اذا بدأت بالعمل عليه