" الكلمات الأقل قد تترك الندوب الأعمق "
لقد كانت القاعدة التي اتبعتها في حياتي .... ربما لأنني عانيت منها كثيرا، للحد الذي لم أرغب ان يعيشها غيري .
لم أكن بلا عائلة ولم أكن فقيرا لكن بوقت ما و بمكان ما ان تكون يتيما هو عناية إلهية .
أمي لم تكن سوى إمرأة بتفكير أناني واختي الملاك الطاهر كانت شيطان عاهر في الخفاء ، أبي ..... هو الأسوأ رجل بمنتصف العمر ذو تفكير معوج وقلب حجري .
وأنا كيونغسو كنت شابا يافعا مع مشاعر مرهفة تعب من إخفاء الكدمات وتزيف الابتسامات .
شاب مع قدرات بسيطة ، لم أكن لامعا دراسيا ولم أكن جذابا للفتيات فامتلاكك لمجموعة عظام بالية لن تستطيع ان تغري الفتيات بها ، لم أمتلك موهبة وربما كنت فاشلا بأي شيء فعلته حتى بأعمال المنزل ، حيث انتهى بي الأمر محبوسا بالحمام لأنني كسرت كأسا بالخطأ .
أصدقاء ! ، لست شخصا يرغب أحد بمصادقته فلا شيء مميز ، أنا حتى كنت أخجل من رؤية قبلة والفتية الآخرين كانوا بمرحلة أبعد بكثير .
ولأنني لم أكن شيئا والدي وجد أنه من الافضل ان أخرج من المنزل فهو أراد رجلا لا ولدا ليبقى عالة .
لكن أختي والتي يومها قد قضت ليلة ممتعة مع أحدهم كانت تمتلك مزاج عالي لذا هي قامت باعطائي بعض النقود واخبرتني عن نزل زهيد بإحدى الأحياء المعتمة لأقضي به ليلتي بدلا من قضائها في الشارع .ثم بأيام عدة أنتهى مالي دون أن أجد عملا ولكن صاحبة النزل اخبرتني بعد علمها بقصتي أنني أستطيع الاستمرار بالنوم في النزل مقابل خدمات التنظيف ... وأجل قبلت لانه خياري الوحيد الذي امتلكته .
مع مرور الأيام لم استسلم بالبحث عن عمل فالأمر شبه مستحيل لفتى معه شهادة الثانوية فقط لكن عندما وجدت انا كنت أكثر من سعيد اعتقدت ان الحياة قد قررت أن تعطف علي أنا حتى قد استعديت لمغادرة النزل لكن صاحبة النزل في ذلك الوقت ضحكت بسخرية واخبرتني أنني فتى جاهل للغاي ثم اخبرتني ان أبقى لأيام أخرى .
لم أعلم وقتها لما قالت ذلك لكنني فعلت ما اخبرتني ولكن بعد يومين قد فهمت .... محاولة اغتصابك من قبل رئيسك بالعمل ليست شيء لطيف لتجربته .
في ذلك اليوم بكيت كما لم أفعل من قبل وصاحبة النزل رغم أنها كانت تسخر مني طوال الليل لكنها استمرت بمداعبة شعري .شهر ثم شهر ثم آخر وآخر كنت قد قبلت بالكثير من الأعمال لكن بالنهاية إما سأطرد أو سيتم التحرش بي .
تلك الأيام التي مرت جعلتني شخصا آخر شخصا باردا لا يتأثر لا يحزن ولا يبكي .
واقامتي بالنزل طوال الوقت قد فتحت بصيرتي على الكثير ، فهناك أنت ستعاشر الأسوأ وسترى العجائب .
وبتلك الأيام كانت سخرية تلك العجوز قد قلت إلى أن أتى يوم واخبرتني .
" أعلم أنك قد عشت الأسوأ وأنك ربما تكره حياتك تلك لكن انظر لنفسك الأن أنت أصبحت رجلا يعلم جيدا ما هي الحياة ومن هم البشر والأهم أصبحت تعلم كيف تعيش مهما قذفتك الحياة بالقذارة " .
رجل ..... كما أراد والدي ولكن الأمر لم يكن حقا مثيرا لتجربته .