زفر بملل ، منزعج بما يكفي من حرارة الشمس رغم اختباءه بظلال إحدى الأشجار الضخمة .صخب الطلاب في الملعب بجانبه ازداد مع إحراز أحد الفريقين لهدف وهو أدار عينيه بغير تصديق .
فعلى الرغم من جلوسه في الظل يشعر بأنه سيذوب بينما هم يجرون كالمجانين خلف كرة اسفل الشمس مباشرة ، وهو حقا لا يروقه ذلك .
شفتيه الصغيرة توسعت بابتسامة خبيثة .
قبل أن تنفرج ناطقة ببضع أحرف ضاع بها صوته مع ازدياد الصراخ في الملعب باقتراب أحد اللاعبين من مرمى الخصم .
وفجأة صمت حل على المكان ولم تبقى سوى أصوات الحشرات الصغيرة هنا وهناك .
لثانية فقط ثم موجة عالية من التذمرات الغاضبة ، بينما هو غرق بضحكاته مستمتع بما فعله .
راقب الحشد المغادر بابتسامة منتصرة ولا ينسى أن يرمق تلك الكرة الخالية من الهواء في منتصف الملعب بسخرية .
راقب ظهر آخر المغادرين يفكر بالحصول على قيلولة بعد أن تخلص من صخبهم .
" جنية امنيات سيئة " .
توقف الدم بجسده مع سماعه ذلك والتفت سريعا إلى الجانب الآخر حيث أتى الصوت .
ارتعشت عيناه بذعر وفتح فمه بنية الهرب لكن الشاب الأخر كان أسرع بتغطية فم الجنية .
" لن اؤذيك ، لا تخف " .
وبسرعة قوله لذلك هو ابتعد مجددا لدعم كلماته .
لم يبدو الجنية مقتنعا لكنه لا يبدو وكأنه سيهرب لذا زفر براحة ثم ابتسم بوسع لدرجة تستطيع عد أسنانه كلها بتلك الابتسامة .
" من النادر جدا رؤية جنية امنيات هنا ، واحدة سيئة " .
قهقه على كلماته الخاصة والآخر زاد عبوسه .
" ماذا تريد ؟ " .
سأل الجنية صوته الناعم يحمل بعض الحدة .
" ربما أمنية ؟! " .
شخر الجنية باستهزاء .
" ومنذ متى السحرة يطلبون منا الأمنيات ؟ " .
هز الشاب رأسه مستمتعا ثم جلس قريبا من الجنية .
والأخير رمقه بحذر لطبيعته وبغضب لأنه علم أن الآخر ضخم وهو واقف لكنه مازال واقفا بينما الآن وهو جالس بجانبه يشعر الجنية بأنه صغير جدا .