-[35]-

429 48 13
                                    

الفصل الخاص الخامس و الثلاثون ..

( تابع / أمل الحب بداخل عتمة الفراق : البحر )

كان يستذكر بعض دروسه ، ترك الكتاب و تحرك للمكتبة التي تخصه أخذ يتأمل الكتب لوهلة حتى التقط أحدها و سارع خطاه ليجلس مجددًا و هو يتصفحه ..

وصل لمسامعه صوت طرق الباب فترك الكتاب و نطق : تفضلي ..

فتحت الباب و دخلت بمرح : كيف عرفت أنني من قدم لزيارتك ؟؟

- و من غيرك يأتي في وقت متأخر كهذا ..

سارعت خطاها للمقعد الذي يجلس عليه و احتضنت ظهره بقوة : اشتقت إليك !!

رفع نظره إليها : ألن تكفي عن عادة الزيارة بعد منتصف الليل ؟؟

- إنه أجمل وقت للتحدث بصفاء و للافصاح عما نفكر به بسهولة ، كلانا يشعر بالراحة عند التحدث في هذا الوقت !!

تبسم : لا فائدة من محاولة تغيير رأيك .. عنيدة ..

حركت نظرها حتى استقر على عبوات و اشرطة بعض الأدوية فتحدثت بصوت جاد : هل تنتظم على الأدوية التي قدمها لك الطبيب .. و هل تزوره بانتظام ؟؟

أومأ برأسه ثم تابع : إن نسيت الموعد فأنتِ و روبرت موجودان للتذكير ، تزعجين راحتي إن لم اذهب و يسحبني من قميصي للطبيب إن تأخرت لدقيقة !!

ضحكت و انزلت رأسها لتتكئ بذقنها على كتفه : أيًا يكن .. لقد استذكرت بما فيه الكفاية .. إنه وقت النوم ..

مدت يدها لتسحب الكتاب بشكل مفاجئ إلا أنه في الوقت نفسه رفعه للأعلى : لن تفعلي !!

- كيف عرفت أنني وددت أخذه !!

تحدث بثقة : هذه ليست المرة الأولى التي تفعلينها بها .. كم من الوقت بقينا معًا برأيك ؟؟

تبسمت و حوطت رقبته بذراعها : اكثر من سنتين ، و منذ اعترافي ربما ستة اشهر ..

هدأ كلاهما و حل الصمت ، اعتراف مايا بقي من طرف واحد ، رغم أن راي تحسن و قد فتح قلبه لها ، يمكن القول أن الجميع يعلم أن راي و مايا صديقان مقربان لا ينفصلان عن بعضهما البعض البتة ..

والدا مايا و كذلك والدا راي يشكون بما يجمعهم من مشاعر ، سبب الصمت هو رغبة مايا في التقدم و بقاء راي في نقطة ما .. فهو لم يفصح عن مشاعره ابدًا .. لم يقل شيئًا ..

و بالرغم من أنه شيئًا فشيئًا بدأ يتوقف عن التحدث عن ريرا لكنه لا يزال يذكرها بين الحين و الآخر .. ترك الكتاب واضعًا اياه على المكتب و امسك بيدها اليمنى ثم قبلها : شكرًا لوجودك في حياتي مايا ..

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن