ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||

-[59]-

الفصل الخاص التاسع و الخمسون ..

(  حب رايون : النهاية )

كانت تشعر بوحدة غريبة رغم أنها عادت لشقتها ، جلست بجوار حقائبها التي احضرها رايون لها ، كانت قد فتحت النافذة حال دخولها فقد بدت الشقة كئيبة مظلمة ..

جلست على ذراع الاريكة تراقب الستائر البنفسجية القاتمة و هي تتحرك بخفة بفعل أنسام الهواء .. بدى لها كل شيء مختلفًا عن العادة .. غالبًا كانت تعود لشقتها سعيدة .. فقد كان الانفصال افضل حل عادةً ..

لكنها اليوم .. تشعر بأنها غريبة على منزلها ، لم تتسلل لها السعادة التي عهدتها بعودتها للشقة ، تشعر بالفقدان .. و الوحدة ..

كلما فكرت بنشاط وجدت ذكرى رايون تلاحقها بشكل حزين .. لقد ملأ حياتها بتفاصيل يصعب نسيانها أو حتى تجاهل روعتها .. لقد ذهبت لمنزله و هي ايميلي .. لكنها عادت شخصًا آخر تمامًا ..

لم تكد تتعرف إلى نفسها ، تغيرت حرفيًا .. بدأت تحب منزل رايون .. بل و تراه منزلها المريح .. هي الآن في مكان غريب .. مكان لا تنتمي إليه ..

تحركت للمطبخ الذي بدى مهجورًا .. و قبل أن تدرك وجدت نفسها تبحث عن آلة صنع القهوة .. لم تملك واحدةً قط .. فهي لم تكن من محبي القهوة !!

زفرت عندما تذكرت الأمر و مباشرةً اتجهت لحيث الثلاجة ، يجب أن تملأها فهي فارغة بلا شك ، فتحت الباب لتضئ من الدخل بإضاءة صفراء ..

بها برطمان مربى صغيرة و آخر به جبنة سائلة بالإضافة لعدة عبوات من العصير الغازي .. حملت برطمان المربى الصغير و اخذت تتأمله ، لقد كانت لا تأكل سوى مربى الخوخ ، لكن معه اصبحت تحب مربى الفراولة و كذلك مربى العنب !!

نظرت للجبن السائل ، كانت لا تحب تجربة شركة غير هذه ، ثم اكتشفا معًا أن شركةً أخرى تصنع جبنًا ألذ و اشهى .. كانت تشتري العبوات المعدنية للعصير فقط لكنها وجدت متعةً في الشرب من الزجاجات مثلما يفعل ..

اعادت المربى لمكانها ، لقد تغيرت كثيرًا .. حتى أنها قد لا تتعرف على نفسها في مرآة غرفتها ، و بالفعل بدل أن تجد الشقراء ذات الشعر المتموج وجدت أمامها فتاة بعيون زرقاء حزينة و شعر اسود قصير ..

وجدت نفسها لا تفكر إلا به ، ماذا يفعل الآن ؟؟ هل تناول غداءه ؟؟ هل هو حزين ؟؟ هل يشعر أنه شخص آخر كما تشعر هي ؟؟

كم تود سماع صوته ، تشتاق لمحادثته كما كانت تفعل كلما شعرت بالضيق ، كان يستمع لها و يمسك بيديها ثم يواسيها و يحتضنها ، لقد كان مختلفًا حيث بإمكانها ايقاظه فقط لتبكي في حضنه ..