-[68]-

172 28 20
                                    

الفصل الخاص الثامن و الستون

( راكو : رحلة )

كنت أجلس بانتظارها ، مر اسبوع على آخر لقاء و بالأمس اخبرتني أن هناك أمرًا مهمًا تريد اخباري به ..

نبرة صوتها لم تكن مقلقة ، لكنني اتطلع شوقًا لمعرفة ما هو هذا الأمر ، في كل دقيقة تقوم مخيلتي بتقديم ألف تصور لما قد يكون عليه هذا الأمر .. لذا تأخرها يزيد الأمر سوءًا فأنا أكاد أجن من كثرة الأفكار التي تقفز لرأسي ..

وصلت أخيرًا ، كانت متأنقة ، سعيدة ، ملامحها تعطي شعورًا بالاسترخاء و الهدوء .. جلست نازعةً النظرات الشمسية عن عينيها : آسفة ، تأخرت بسبب زحمة الطريق ..

اردفت و هي تشير للنادل : الجو حار ، هل ترغب بمشروب ؟

أومأت برأسي ، وصل النادل فأملت عليه على عجل : كوب من الماء و عصير ليمون بارد من فضلك ..

نظر إلي فنطقت : مثل طلب الآنسة ..

أومأ و ابتعد ، نظرت إلي : ما بالك ، تبدو قلقًا ..

- حسنًا ، الفضول يكاد يقتلني من الأمس !!

ضحكت و ارجعت خصال شعرها المسترسل لخلف اذنها : حسنًا ، سأدخل في الموضوع مباشرة .. سأعود للجامعة ابتداءً من السنة القادمة !!

صرخت بسعادة دون شعور : أحقًا ما تقولين ؟!

وقفتُ و اتجهت لمقعدها و احتضنتها بقوة : هذه آوي التي أعرفها !!

أخذت تضحك و هي تضغط على يدي التي تحتضنها ..

تلك اللحظة لحظة لا أنساها ، كانت لحظة إعلان تحسن آوي ، شعرها القصير بدى يلمع ، بشرتها لم تكن جافة ، طلت أظافرها حديثًا و اختارت ثوبها بعناية ..

بعد عام من تركها للجامعة ، من اهمالها لذاتها و كل شيء حولها ، بدأت افقد الأمل في أمر عودتها للحياة بحماسة مجددًا ، لكنها فاجأتني و اخذت تؤكد لي أنها ستفعل و سعادتي حينها تكاد لا توصف .. بدى و كأنني أحلم ..

كل شيء كان يسير للأفضل ، حالتها النفسية ، تفكيرها ، نظرتها لكل شيء و بالأخص لنفسها ، كل شيء بدى رائعًا ..

لم تمتنع تمامًا عن الذهاب للحفلات الراقصة و عن الشرب لكنه كان فقط من باب المتعة لا التهرب من الحياة ..

باتت ترتاد نادٍ رياضي و أجل .. اصبحت تزور مستشارًا نفسيًا !!

كنت سعيدًا للغاية بهذا التقدم الذي تحرزه .. لقد ادركت أن ما حصل من الماضي ، و أن الاستمرار بالعيش بشكل فوضوي لن يؤذي أحدًا سواها ، بل سيثبت للأحمق هيساتو أن لا مثيل له ، سيبدو كمن حطم حياتها أمام الجميع ..

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن