-[40]-

431 48 110
                                    

الفصل الخاص الأربعون ..

(شقراوان : ليلة مقمرة )

وصل للمنزل ، من الخارج بدى له هادئًا لا حياة فيه ، و دون شعور كانت نبضات قلبه تتسارع و هو يقوم بإيقاف سيارته في المرآب ..

نزل منها و دخل للمنزل من باب المرآب و هو يتساءل في اعماقه ، ماذا سيحصل من الآن فصاعدًا .. و هل سيصبح الطفل الوحيد كما قالت هي ؟!

هل ستترك المنزل و ترحل ؟؟

أم ستترك الحياة و ترحل ؟؟

ضغط على ازرار المصابيح ليضيء المنزل الخاوي ، تحرك و قد لاحظ أن كل شيء على ما هو عليه ، أي أنه لا أحد قد دخل للمنزل أو تحرك به ..

صعد الدرجات لتكون غرف النوم هي اماكن البحث التي سيبدأ بها ، و تحديدًا اتجه لغرفتها .. غرفة هيروي ..

طرق الباب عدة مرات ، فهو لا يرغب في أن يفزعها إن كانت متواجدةً فيها بالفعل ، و بخفة ادار مقبض الباب و اطل برأسه للداخل ، الجو هادئ و الغرفة مظلمة ، لكن ما لفت انتباهه هو تلك الشرفة ذات الابواب الزجاجية الكبيرة ..

كانت مفتوحة و ستائرها الطويلة تتطاير متناغمة مع حركة الهواء الذي يشتد تارةً و يهدأ تارة .. جذب ذلك المنظر انظاره و سحره فتحرك دون ادراك لتلك الشرفة ..

لم يكن يشعر بالخوف بل هناك شعور لطيف تبعثه هذه الأجواء ، وصل للشرفة ليجدها تقف هناك ، ممسكةً بالسور المطل على الحديقة في الدور السفلي ، و هي تنظر للبدر المنير فوقها ..

بدى و كأنه مصباح كبير اضاء عتمة تلك الليلة و اكسبها تميزًا تتباهى به أمام شقيقاتها الأخريات ، نبض قلبه بسعادة فهي بخير .. هي أمامه الآن !!

لوهلة خشي أن تكون محض خيال صور له من شدة رغبته في رؤية اخته مما دفعه لمسح عينيه عدة مرات و اعادة النظر .. لكنها بقيت مكانها و فستانها القصير يتموج مع الهواء ..

تحرك و هو يدرك أنها تعرف بوجوده فقد طرق الباب و لم تكن خطواته هادئة بل كان لها وقع يسهل سماعه ، لكنها و كعادتها لا تحب النظر لعيني من اصابها بالحزن و هو المعني بذلك الآن !!

وقف خلفها بصمت ، بينما قررت البدء بحديثها : هل تذكر طفولتنا ، عندما كنا طفلين صغيرين يتسلل كل منا لغرفة الآخر ليقضي الليلة معه ..

اردفت و هي تنظر للقمر : كنا نشاهد تبدل أطوار القمر ، اعتقدناه فطيرة بيضاء يتناولها وحش كبير ، يطهوها كل شهر و يتناول منها قطعة كل يوم حتى تختفي ..

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن