الثامن

34 7 17
                                    

استيقظا في الصباح بعد نوم عميق بشكل عشوائي، حيث كانت قدمها تنتصف وجهه وهو يقوم بحضنها . إن صورتهم ستأخذ جائزة على أكثر صورة  كوميدية في العالم. قامت هي وبعدها نهضت وأثناء ذلك كانت قد ضربته بقدمها بالخطأ. صاح فجأ ونهض مفزوعاً أنما هي بقيت ثوان حتى استوعبت ما حصل وذلك بعد رؤيتها للدماء تخرج من انفه.

أوليفيا: هوسوك أنا حقاً اسفة لم أقصد. هل أنت بخير؟؟

قالت كلماتها بشكل متتالي دون أن تأخذ نفس، أما هو نسي ألمه وجلس يضحك عليها.

أوليفيا: لما تضحك؟؟

هوسوك: يجب أن تري شكلك بالمرآة.

ذهبت للمرآة لترى شكلها الفوضوي وشعرها المتشابك، استدارت له وقالت بغضب.

أوليفيا: قبل أن تتحدث عني أنظر لنفسك.

توجه هو الأخر للمرآة ليرى شكله الفوضوي ليضحك بصوت عالي  وتضحك هي الأخرى معه، نسيا في هذه اللحظة كل شيء وباتا يضحكان بجنون على أنفسهم. بعد دقائق هي أخبرته أن عليهما اكمال العمل بعد الإفطار، خرجا وتناولا الإفطار في الخارج  وبعدها عادا ليكملا عملهما ، برهة مضت على إكمالهم عملهم ، ليعودا لمنزلهما ، وبمنزلهما أقصد المنازل المنفصل وليس منزلهم بعد الزواج.

والدتها: أوليفيا وأخيراً عدتي، أين كنت كل تلك المدة؟؟

أوليفيا: في منزلي أنا وهوسوك، كنا ننظف وننظم الأساس في أماكنه وحتى أننا نقلنا الثياب و وضعناها في أماكنها المحددة و اشترينا بعض الأشياء للمنزل.

ذهبت للنوم لتستيقظ في اليوم التالي في الظهيرة، لتراه بجانبها على السرير، هو كيف أتى لهنا؟؟ نزلت الأدراج إلى حيث يجلس والداها، جلست معهم قليلاً لتخبرها أمها أن تضع الطعام على المائدة وتذهب كي توقظه، دقائق مضت لتذهب لتوقظه.

دخلت الغرفة لتراه نائم بينما بطنه وفخذاه ظاهران، ذهبت تهزه بقوة وهو استيقظ بفزع بسببها.
أوليڤيا: اسفة لم أقصد.
قالتها بسخرية ليضحك، نهض من السرير ودخل دورة المياه التي بالأسفل، غسل وجهه وقام بترتيب شكله قليلاً ثم ذهب لهم.

اجتمعوا جميعاً على المائدة وتناولوا الطعام سوياً.
أوليڤيا: ألا تظن أنك تبالغ، هذا ثاني إفطار لك هنا ولم نتزوج بعد.
سخرت منه ليضع قطعة بيض كبيرة في فمها.
أوليڤيا: هل أنتَ أحمق؟؟
صاحت به لينظر لها والداها وتوبخها والدتها.
هوسوك: أبي وأمي هل تسمحان لي بإقتراضها؟؟

والدتها: نحن لم نرها منذ خطوبتكم لذا خذها.
كان هدف والدتها السخرية، ابتسم بعفوية ليمسك يدها اسفل الطاولة.

بعد نصف ساعة كانا قد خرجا للتسوق، في منزلهم لا يوجد أية طعام أو شراب أو شيء من الممكن العيش عليه.

هوسوك: ماذا تحبين أن تشربي، لنجلبه للمنزل؟؟

أشارت بيدها نحو بودرة الشوكولا الساخنة، الشاي، الزنجبيل و اليانسون ولكنها لم تؤشر أبداً للقهوة.
هوسوك: عزيزتي ألم تنسي شيء؟؟

أوليڤيا: لا، لما؟؟

هوسوك: القهوة، أين هي من كومة الأشياء التي اشتريتها؟؟

أوليڤيا: لا أحبها، لذا لم أتذكرها.

هوسوك: من الأن وصاعداً لا يجب عليك أن تنسيها، زوجك يحبها و سيجعلك كذلك.

أوليڤيا: أنا لا أفهم لما تحب القهوة؟؟

هوسوك: القهوة شراب للمتحضرين.
قهقه نهايةً لكلامه.
أوليڤيا: سخيف.
نفخت الهواء ليبتعد شعرها عن وجهها وتمشي.

أمضيا اليوم بشراء حاجيات المنزل وتنظيمها في الثلاجة وأماكن تواجدها، بعدها قامت هي بالعودة لمنزلها والنوم وذلك بالطبع بعد طلبها منه ألا يزعجها ليوم واحد كي تنام براحة.

استيقظت في اليوم التالي في وقت متأخر، ذهبت للاغتسال وبعد خروجها قامت بوضع جميع اشيائها تقريباً في الحقائب كي تنقلهم لمنزلهما، هي أتصلت به كي يأتي لأخذها. لم تقم بنقل جميع أشيائها بل أبقت العديد منهم في منزلها.

رتبت الثياب بأماكنها وغادرت عندما كادت الشمس أن تغرب، وصلت لمنزلها لتقول له قبل أن ترحل.
أوليڤيا: هوسوك، فلتستمتع اليوم في آخر ليلة لك قبل أن تقيد.
قالتها بخبث وغادرت، صعدت الأدراج المؤدية لغرفتها، وقامت بخلع معطفها وجلست على السرير، أتت والدتها ويبدو عليها كأنها بكت.
أوليڤيا: أمي هل كنتِ تبكين؟؟

قامت والدتها بمسح الدموع وقالت بإبتسامة واسعة.
- لا أصدق أنكِ كبرتي و ستغادري لمنزل زوجك.
حضنت أوليڤيا والدتها وظلا يبكيا لعدة دقائق لتدفعها والدتها عنها وتقوم بمسح دموع أوليڤيا.
- أوليڤيا لا يجب عليك البكاء، سينتفخ أسفل عينيك و في الغد ستكونين مثل الزومبي.
قالت ليضحكا معاً، نامت بجانب والدتها آخر ليلة لها في المنزل هذا.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هي آخر ليلة؟؟

11:17م
18 ديسمبر2018

عندما تُعشق القهوة | Jung.HSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن