الرابع عشر

29 7 4
                                    

مر شهر منذ مكوثهم هنا، والأن هم ينتظرون النتائج، والتي ستظهر بعد شهر من الأن. هي باتت نحيفة للغاية وصلعاء دون حواجب، شاحبة وقبيحة. هذا ما كانت تقوله، ولكن في نظره ستبقى الأجمل.

لم يسمح لشعره بالنمو منذ ذلك الوقت، لم يكن يتناول الطعام إن لم تفعل، كان رجلاً بحق.

اتصل والداهما عدة مرات ولكن دائماً ما كانا يخترعا حجة كي لا تكلمهم. هي لم تخرج من المستشفى منذ دخولها سوى مرة واحدة، وذلك كان بهروبها.

هي سئمت من كل هذا، هي فقط ترغب بأن تنسحب، ولكن ما يمنعها أنها لا تريد تخيب أمل أملها.

ستحارب المرض من أجله، ومن أجل والديها.

خرجت معه للمرة الأخيرة، لأنهم سيمكثون فيه مدة طويلة، وذلك لإكمال العلاج. تنزها في أماكن لم تكن قد رأتها قط سوى في المسلسلات، تناولا طعاماً جديداً، جربا أشياء جيدة ومختلفة واستمتعا كثيراً.

أعادها للمستشفى ليذهب قليلاً ليجلب الأشياء من السيارة. صعد لها ليرها نائمة لا يزال لم ينس أنها بكت حينما رأت الفتيات غيرها يملكون شعراً عكسها. ولكنه أيضاً يتذكر ضحكاتها وابتساماتها التي ستختفي عندما يعاودون علاجها.

إنه محبط أكثر منها، مدمر أكثر منها، إنه يحس بالمسؤولية الكبيرة التي على عاتقه وما جعل الأمر أصعب اخفائهم الأمر عن غيرهم وهذا ما جعله لا يلجأ لملجأه المعتاد - أمه- ليفرغ ما في قلبه لها، وتساعده هي بتخطي ذلك.

09:19م
22 ديسمبر 2018

عندما تُعشق القهوة | Jung.HSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن