# الحلقة الرابعة

77.9K 1.5K 108
                                    

                                ٤

_ يهبط كل درجة ويسحبها خلفه جاذبا خصلات شعرها الملتفة حول قبضته القوية ... حتي وصل إلي القبو وتوقف أمام باب خشبي فقام بدفعه وألقي بها إلي الداخل ... تعثرت قدميها فسقطت ع تلك الأرض الصلدة

_ من هنا ورايح مكانك هنا... أكلك وشربك هيجو لحد عندك ... وده لغاية ماتتعلمي الأدب ... قالها قصي بنبرة تحذيرية وتهديد

نهضت ووقفت وهي ترمقه بنظرات تحدي برماديتيها : كتبت كتابك عليا من غير ما وافق غصب عني ... خدتني من بيت خالي غصب عني ... عملتلي فرح كان بالنسبة ليا عزا قلبي الي مات غصب عني ... لكن عايز تحبسني ف البدروم كأني حيوانه ده الي مش هقبله ... فوق بقي أنا مش بحبك بالعكس بكرهك وكل يوم بكرهك أكتر من الأول ... كانت تتحدث بكل كلمة وهو يقف مائلا يسند جسده ع إطار الباب ويعقد ساعديه أمام صدره ويرمقها بدون أي تعابير تدل ع حالة الغضب الذي يثور بداخله

أردفت حديثها : مسألتش نفسك ليه أنا بحبه !! لأنه راجل وحنين وعمره مازعلني ف يوم... وعمره ماغصبني ع حاجة ف يوم من الأيام ... آدم بالنسي.....

لم تكمل حديثها حيث عندما ذكرت آدم .... وكأنها أضرمت نيران أندلعت ف هيئة شيطانه الذي أسدل الظلمة أمام عينيه التي تحولت من لون الزيتون إلي الأسود حتي أصبح مظهره مخيفا مرعبا ... أقترب منها وهي تتراجع إلي الخلف وهي تحاول أن تخفي ذلك الرعب الذي جعل جسدها يرتجف وجلا .

ظلت تتراجع حتي أوقفها ذلك الجدار الذي أرتطم به ظهرها ... تتلفت يمينا ويسارا حتي وقعت عينيها ع سلاسل حديدية ملقاه ف الأرض ... وع الجانب الأخر مقعد ذو مسندين وعليه حبل مبعثر .... مد يده ليجذبها من ساعديها فلا أحد يعلم ماينوي عليه لها .... وفي تلك اللحظة لفت إنتباهها ع الجدار صرصور كبير ذو شوارب ... قد أتي من فتحة البلوعة الموجودة بالغرفة ... صاحت بصرخة أهتزت لها جميع الجدران بالقصر : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه... وهي تدفع ذلك القصي وهي ترتمي ع صدره وتتشبث به وعلامات الذعر ع وجهها ... أرتسمت البسمة ع محياه حيث أدرك لديها رهاب من ذلك الكائن التي ترتعب منه أغلب بنات حواء .

نظرت إلي عينيه بخوف وقالت بنبرة رجاء وإعتذار : قصي .. أنا آسفه مش هعمل كده تاني ... بس أرجوك بلاش تحبسني ... أنا ..... قاطعها صوت أرتطام حذائه ف الجدار وهو يدعس الصرصور

تنفست الصعداء فأبتعدت عنه ... أقترب منها وأمسك طرف ذقنها ليرفع وجهها إليه وهو يحدق ف عينيها وقال بنبرة هادئة :

الي رحمك مني ده ... قالها وهو يشير إلي الصرصورالذي تساوي بالجدار.. فأدرف : المرة الجاية ياصبا لو انطبقت السما ع الأرض محدش هيرحمك من الي هعملو فيكي ... اتقي شري احسن لك

أومأت له برأسها بالموافقة وقالت : يعني مش هتحبسني ؟؟

قصي : والله ده يتوقف عليكي .... ويلا أطلعي عشان تتغدي وبعديها جهزي نفسك عشان هنسافر

صراع الذئاب (الجزء الأول)«مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن