٣١
_ يقف أمام مرآه الحوض لحلاقة ذقنه بتأني ... رن جرس المنزل بإستمراريه مع طرق عنيف ع الباب فأنتفض لتنغرز حافة الشفرة بذقنه ... تأوه ثم زفر بضيق فقام بغسل وجهه بالكامل وأمسك المنشفه القطنيه يجفف وجهه وصاح بحنق :
حاضر ... حاااااضر
أتجه نحو الباب وقبل أن يفتح ألقي نظره من الفتحة المستديرة ليجد علاء الطارق وع وجهه علامات الغضب المستطير ...
فتح له الباب ... ليدفعه علاء جانبا وعيناه تجول ف جميع الأرجاء
صاح إيهاب بحنق : أي الداخله دي يا علاء !!!
رمقه بنظرات غاضبه وأجاب عليه :
رحمة فين يا إيهاب ؟؟
أجابه بإستنكار :
مش فاهم حاجة
علاء : رحمة هربت من إمبارح ومش لاقينها ولا عند أهلها ولا قرايبها ومش فاضل غيرك أنت
إيهاب : تقصد أي بكلامك !!
علاء : أقصد إنك الوحيد الي ممكن تلجأ له رحمة
إيهاب : وأي الي خلاك تفكر ف كده ده هي مرة الي قابلتني فيها لما جبتها المكتب
صاح علاء بغضب :
كدااااب ... رحمة جاتلك من غير ما اعرف بإمارة لما وصلتها الحارة من كام يوم بعربيتك
صاح إيهاب بغضب مماثل :
ولنفرض يا أخي أنت أي الي مضايقك ... كنت أخوها ولا أبوها ولا واصي عليها
جذبه علاء من تلابيب قميصه القطني وصاح قائلا :
تبقي مرات أخويا وسايبها أمانه عندي لحد مايرجع من السفر
أمسك إيهاب بيدي علاء ويبعدها :
عيب الي بتعملو ده يا علاء أنا مراعي الصحوبيه الي مابينا وإنك ف بيتي
أبتعد علاء وهو يجز ع فكه وقال :
والله العظيم يا إيهاب لو عرفت إن ليك يد ف هروبها مش هارحمك ولا هرحمها
أجاب عليه ببرود :
أعلي ما ف خيلك أركبه ... وقريب هخليها تتخلص من أخوك ومن عيلتكو كلها
زفر ف وجهه وقال ساخرا :
بس مش هتقدرو تتخلصو مني أنا يا صاحبي
قالها وغادر المنزل ...
_ بس ياستي ده كل الي حصل بعد مانزلتي ع طول ... قالها إيهاب حيث يجلس مقابل رحمة ف إحدي المطاعم المطله ع نهر النيل
تنهدت رحمة ثم قالت :
الحمدلله إن أنا نزلت قبل مايجي
رمقها بنظرات متفحصة وقال :
بس أنا حاسس إنك بالنسبة له مش مجرد مرات أخوه وبس
أنتابها التوتر فقالت :
أنت ليه بتقول كده ؟
إيهاب : لأنه صاحبي وعارفه ... لو شوفتي نظرات عينيه وملامح وشه لما قولتلو هتطلق وهتخلص منكو .. كنتي فهمتي أنا أقصد أي
رمشت بأهدابها عدة مرات وقالت :
أنا عارفه وكنت حاسه ومقدرش ألومه لأن قلوبنا مش بإيدينا عشان كده لما قررت أمشي مقولوش ع مكاني
تنهد إيهاب بأريحيه فقال :
طيب وأنتي؟
أبتسمت بتهكم وقالت :
أنا ! .. جربت الحب مرة وهو الي وصلني للي أنا بقيت فيه ... وأظن بعد كل الي جرالي عمري ما هقرر التجربة دي تاني سواء مع علاء أو مع غيره
إيهاب : أنا مش معاكي ف النقطه دي .. بمعني إن إحنا عشان فشلنا مرة ف إختيار كان غلط يبقي هنحكم ع قلوبنا بالسجن مدي الحياه ... يعني ممكن وأنتي ف عز محنتك تقابلي الشخص الي يحبك بجد ويقدر يعوضك عن كل الي مرتي بيه
قالها وظل محدقا ف عينيها ... شعرت بالخجل والتوتر فأحبت تغير مجري الحديث فنهضت وقالت :
ياااه الوقت جري بسرعه عن إذنك بقي لما ألحق أمشي
إيهاب : هتمشي ع فين ؟
رحمة : ما أنا نسيت أقولك الحمدلله لاقيت مطرح كده أوضه وصاله وحمام ف بيت كده قديم صاحبه راجل طيب خالص وهياخد مني إيجار قليل وكمان لما عرف إن بدور ع شغل طلب مني أشتغل معاه ف المكتبة بتاعته
إيهاب : وأنا بطلب منك تسيبك من شغل المكتبه دي وتعالي أشتغلي معايا ف المكتب
رحمه : ولما علاء يشوفني عندك ؟
إيهاب : متخافيش ميقدرش يعمل حاجه وأنا جمبك
رمقته بعدم إهتمام لما تفوه به فقالت :
إن شاء الله ربنا يسهل .. لازم أمشي قبل ما الوقت يتأخر
إيهاب : أستني هاوصلك
رحمة : لاء شكرا
قال بنبرة صارمه :
هاوصلك لحد تحت البيت وهاطمن عليكي لحد ما تطلعي وهامشي
شردت ف عينيه وأومأت له وقالت :
حاضر
**********************************
_ توقف بسيارته أمام إحدي المراسي ع نهر النيل ...
_ ها وصلنا أخيرا ؟؟ ... قالتها صبا حيث معصوبة العينين
_ أها وصلنا بس خلي الشريطه ع عينيكي لحد ما أنا إشيلهالك ... قالها قصي ثم ترجل من السيارة ليلتف إليها وفتح الباب وأمسك بيدها ليساعدها ف النزول وقال :
ع مهلك ... خليكي ماسكة ف إيدي
سار ممسكا بها حتي وصل أمام يخت ... وقف خلفها وقام بفك الرباطه من ع عينيها لتفتحهما ببطئ بسبب ضوء الشمس ... فأتسعت عينيها بفرحة غامرة عندما رأت حروف إسمها مضيئة بأعلي اليخت فقفزت بسعاده وقالت :
الله حلو أوي
أمسك يدها وقبلها وقال :
كل سنة وأنتي روحي وحياتي ... كل سنة وأنتي طيبه يا عمري
أرتمت ع صدره لتعانقه وصاحت بسعاده :
ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا
قصي : عجبتك الهديه ؟
صبا : تسلملي يا حياتي
قصي : تعالي أفرجكك عليه من جوه.. قالها ليفاجاءها وهو يحملها ع زراعيه فصاحت بمرح :
قصي .. نزلني مش هتعرف تطلع اليخت وأنت شايليني كده
_ أنتي مش واثقه ف قدراتي ولا أي ؟! ... قالها وغمز بإحدي عينيه ليقفز بها إلي اليخت وهي متشبثه به
ليولج بها إلي الداخل لتقع عينيها ع أروع وأرقي مارأت من تصميم هندسي وأرقي ديكور فني وكأنه منزل عائم وليس يخت ... يسود اللون الأبيض الأثاث بأكمله .. مزود بالأجهزة الترفيهية ولا سيما ذلك الركن الصغير المليئ بقوارير الخمر والنبيذ وبعض المشروبات ... أخذها للطابق العلوي الذي تتوسطه طاولة يحيطها مقاعد جلدية ومخملية وبأعلي الطاولة العديد من الأطباق لمختلف الأطعمة يتوسطها قالب حلوي ينيره سبع وعشرون شمعة بعدد ماتمت من السنين .
_ كل ده عشاني ياقصي !! ... قالتها صبا غير مصدقه بفرحه غامره
أمسك بيدها وقال بنظرات عاشقه :
أنا لو عليا نفسي أشتريلك كل الدنيا وأخليها ملكك ومابين أيديكي
رمقته بنظرات حب وهيام فقالت :
قصي
قصي :روح وقلب وحياة قصي
صبا : أنا بحبك أوي لدرجة مبقتش أقدر أبعد عنك ولا لحظه
غمرت ثغره إبتسامة عشق وقال :
يعني مش هتحاولي تهربي وتبعدي عني تاني
أومأت له بالنفي وقالت :
مبقاش ينفع أهرب عارف ليه ؟
جذبها نحو صدره وهمس بالقرب من شفتيها وقال :
ليه ؟
صبا : عشان من غيرك مقدرش أتنفس ولا أعيش أنت بقيت بالنسبه ليا الهوا والميه ... بقيت الدم الي بيجري ف عروقي ... بقيت النبض الي بيحيي قلبي الي بيدق بحروف إسمك
أنت تقرأ
صراع الذئاب (الجزء الأول)«مكتملة»
ChickLitالحب والكراهية ... العشق والإنتقام ... الصراع والسلام ... الثراء والفقر... جميعها تناقضات لم تجدها سوي في صراع الذئاب ... رواية درامية رومانسية تناقش العديد من القضايا الإجتماعية وتحاكي الواقع الذي نعيشه في حياتنا اليومية