#الحلقةالثالثة والثلاثون

63.2K 1.3K 104
                                    

٣٣

_ في قصر البحيري ....
_أنا عايز أتجوز يا بابا ... قالها ياسين
قهقه عزيز بسخرية وقال :
تتجوز !! ...بذمتك مش مكسوف من نفسك ؟ ... عايزني أروح أطلب إيد واحده لأبني وأقولهم إبني أي فاشل ... مش نافع ف حاجه غير الصرمحه والصياعه
زفر ياسين بحنق وقال :
بابا مش وقته تريئة وتهزيئ أنا فعلا عايز أتجوز
عزيز : ومين دي الي عايز تضيعها معاك
ياسين : ياسمين
عزيز : ياسمين ؟ ... تبقي بنت مين ... ولا من عيلة مين ؟
ياسين : ياسمين الي بتشتغل ف القصر
أتسعت عينيه بصدمه وقال:
ياسمين بنت الجنايني !!
ياسين : اه ياسمين الي حبيتها وحبتني .. الإنسانه المحترمه الي عمري ما هلاقي زيها
عزيز : أنت بالتأكيد أتجننت
ياسين :
بابا ... مش وقته الكلام ده ... هي زينا بالظبط ومش هتفرق إن كانت فقيرة
عزيز : وأنا مش اصدي ع الغني والفقر .. تقدر تقولي هتقدمها للناس إزاي !!هتقولهم هقدملكم مدام ياسمين الشغاله ولا تقولهم بنت الجنايني الي كان شغال عندنا !!
صاح ياسين وقال :
بابا ياسمين لازم أتجوزها
رمقه بعدم فهم ثم قال :
أصدك أي ؟؟
نظر بخجل إلي أسفل وقال :
أأ أنا أعتديت عليها بالغصب وأنا كنت سكران
عزيز : أغتصبتها !!!!
ياسين : مكنتش ف وعيي وقتها كنت راجع سكران وحصل الي حصل
أقترب منه عزيز وصفعه بقوة وصاح به :
يا حيوااااان
_ أضرب ... أضرب كمان
أخذ يصفعه عزيز حتي وقع ياسين ع الأرض

_ ركضت علا إلي الحديقة ...
_ الحقي ياجيهان هانم ... عزيز باشا ماسك ياسين بيه ونازل فيه ضرب ف المكتب
ركضت جيهان إلي الداخل ... فتحت الباب لتجد ياسين ملقي ف الأرض والدماء تسيل من فمه وآثار صفعات أبيه ع وجنتيه ... حملته بين زراعيها وصاحت بعزيز :
الي بتعملو فيه ده حرام عليك
عزيز : حرام عليه هو أسأليه عمل مصيبة أي
جيهان : عملت أي تاني يا ياسين ؟؟
عزيز :
البيه أغتصب ياسمين بنت عم إسماعيل الله يرحمه
_ أي !!! أغتصبها !!.. ليه كده يابني ؟ حرام عليك ...أنت نسيت للي كان هيحصل لملك أختك ... تقوم عامل ف البنت كده !!
ياسين : كنت سكران ومش دريان بالي حصل
جيهان : كمان !! ... أنت لازم تصلح الي عملته .. لازم تتجوزها
صاح عزيز :
بتقولي أي أنتي كمان
جيهان : بقول للي المفروض يعملو إبنك ولا عايزه يضيع البنت ونقف نسكت
عزيز : شكلك أتجننتي
صاحت ف وجهه وقالت :
لاء متجننتش دي لو كانت بنت عيله كان زمان إبنك مرفوع عليه قضية إغتصاب ... ولا عشان هي غلبانه ويتيمة الأب تيجو عليها
ياسين :
ياماما أنا هاتجوزها
عزيز : وأنا بقولك لاء ... ويوم ما هاتعملها هتكون لا ابني ولا أعرفك وأبقي روح أشحت عشان تصرف عليها
ياسين :
ده أخر كلام عندك ؟؟
عزيز : اه يا ابن جيهان
ياسين : وأنا أخر كلام عندي هاتجوزها غصب عن أي حد
قالها وغادر المكتب
جيهان :
عمرك ماهتتغير يا عزيز و البنت دي ذنبها هيبقي ف رقبتك زيها زي الي قبلها ...وكأن الزمن بيعيد نفسه وحكيم البحيري هو الي واقف أدامي !!!
صاحت بها وذهبت من أمامه
_ كانت علا تنصت لكل ماحدث فأزدادت حقدا وكراهيه نحو ياسمين ... فأخرجت من جيبها هاتف ياسمين التي وجدته عندما قامت بتنظيف غرفة ياسين .. ضغطت ع زر الإتصال وقالت :
الو ... أنا أبقي صاحبة ياسمين يا طنط .....
***************************************
_ ف مشفي البحيري ...
_ عامله أي النهارده يا ياسمينا ... قالها الطبيب بإبتسامه
أجابته بشبه إبتسامه : الحمدلله
الطبيب : أنا هاكلم دكتور يوسف وهاطمنو عليكي وكمان تقدري تخرجي النهارده
نظرت بإمتعاض وقالت :
أخرج !
الطبيب : أنتي عجبتك المستشفي ولا أي
ياسمين : لاء عادي
الطبيب : طيب أنا رايح أطمن ع كذا حاله لو محتاجه أي حاجه دوسي ع الزرار الي جمبك ده
أومأت له وقالت :
حاضر
ذهب الطبيب وتركها شارده فيما حدث معها ... كل ذكرياتها التي تجمعهما معا إلي أنتهت بأخر الأحداث المؤلمة التي ستظل راسخة بداخل عقلها وقلبها الذي تمزق وروحها التي أصبحت تحيا كطيف
_ عادت إلي الواقع عندما رأته يقف أمام باب الغرفة ... شعره أشعث وثيابه غير مهندمة وآثار صفعات والده مازالت ع وجنتيه شديدة الإحمرار ودماءه المتجلطه بجانب فمه ... حدق بها بنظرات إعتذار وألم ... أرتجفت أطرافها لاتري أمامها سوي ذلك الذئب الذي فتك ببراءتها ...
_ يبي ياسمين ... أرجوكي عايزك تسمعيني ... والله ما كنت ف وعيي الليلة دي ... مكنتش أنا ياسين الي بيحبك وبيخاف عليكي ... قالها ياسين وهو يقترب منها بخطي حذره
صاحت بأعلي صوتها :
امشي أطلع برررررره ... مش عايزه أشوف وشك .. أنا بكرهك ... أنا بكرهك يا ياسين
ياسين : أنا عايز أتجوزك .. أنا بحبك .. أرجوكي أديني فرصه .. والله العظيم بحبك ...
قالها وأجهش بالبكاء وهو يجثو أمامها يمسك يدها يقبلها ندما وإعتذارا يرجوها لتسامحه ... لكن لا فائدة فمازالت تحت تأثير الصدمة النفسيه من ما أقترفه معها
ركضت الممرضات وتبعهم الطبيب ...
صاحت الممرضه :
لو سمحت يا ياسين بيه أطلع بره
ساعده الطبيب ف النهوض ليغادر وهو ينظر إليها بنظرات رجاء ... لم يتحمل صرخاتها وكلماتها التي ظلت ترددها ... غادر المشفي ولم يحدد وجهته
سأم الطبيب من تهدأتها فأمر الممرضة بإعطاءها مهدئ ليجعلها تغفو سريعا.
*****************************************
_ في سكون الليل الهادئ الذي عكر صفوه صوت تلك السيدة التي ولجت من البوابه ...
_ هي فييييين ... هي فين الي جبتلنا العار ....صاحت بها والدة ياسمين
_ أنتي يا مدام رايحه فين وإزاي السكيورتي سمحولكو بالدخول ...قالتها موظفة الإستقبال
ولج كلا من الحارسين وخلفهما رجلين مرتدين جلبابا وعمه يصوبو نحو رؤوسهم أسلحه نارية
فقال إحدهم بصوته الغليظ :
أخرسي يا مره بدل ما نفرغ المسدس ف دماغك ودماغ الرجاله دي ... إحنا جايين ناخد بنتنا وماشين ع طول
صاحت الموظفه : يا دكتور آسر .. يا دكتور آسر ... إلحقنا
جاء آسر ركضا بفزع وقال :
ف أي ؟؟ وأنتو مين ؟؟
والدة ياسمين : إحنا جايين ناخد ياسمين الي بتشتغل حداكم ف القصر
عقد حاجبيه وقال:
أصدك البنت الي جابها يوسف وياسين ؟؟
قال إحدي الرجلين :
أخلص ياويلد وجولنا ع مطرحها
نظر آسر إلي الموظفه حتي لاتتحدث فقال :
بس ياسمين مش هنا ... دي روحت القصر من بدري
_ أنت راجل كداب ... لأن أنا لسه مكلمه صاحبتها وقالتلي لسه ف المستشفي ... قالتها والدة ياسمين
الرجل : يعني بتستغفلنا إياك ...هنعد من واحد لحد تلاته لو مدلتناش ع أوضتها قول ع نفسك يارحمن يا رحيم
واحد ... أتنين
كاد يتفوه آسر ليضللهم
فصاحت الموظفه وقالت :
الدور التاني أوضه رقم 5
والدة ياسمين : يلا بينا يا أبو خميس
أبو خميس : الي يفكر فيكو يخطي خطوه ورانا هو عارف هيحصلو أي عاد
_ أنا آسفه يا دكتور آسر العمر مش بعزئه .... قالتها الموظفه
رمقها بإزدراء ليمسك بهاتفه وأجري إتصالا :
إلحق يا يوسف ف واحده بتقول إنها أم ياسمين ومعها اتنين رجاله شكلهم قرايبها جايين ياخدوها ....
_ بالأعلي كانت تغط ف النوم ... قام الرجال بدفع الباب وولجت والدتها التي أيقظتها بقسوه وعنف
_ أومي يا فاجرة يا لي جبتلنا العار
أستيقظت ياسمين بفزع لتري والدتها والرجلين فصرخت بذعر :
عمي !!!
أبو خميس : أيوه عمك الي جاي ياخدك هو وولده ونغسل عارنا يالي ممرمطي شرفنا ف الطين
ياسمين : أنا معملتش حاجه والله أنا ....
قاطعتها والدتها بصفعه قويه وقالت :
معملتيش أي يابت وأنتي رايحلو أوضته برجليكي ... كنتي عايزاه يعمل أي لما يلاقي واحده صايعه زيك بايعه نفسها بالرخيص
خميس : خلاص يا مرات عمي يلا هاتيها عشان نلحج نسافر ولما نعاود البلد سبيني أتصرف معاها
أخذت تصرخ بإستغاثة فحملها عمها عنوة عنها وغادرو بها أمام مرأي كل من بالمشفي ... فلم يتجرأ أحدا ع إنقذها من إيديهم خشية من الأسلحة التي قامو بتصويبها نحوهم .
*************************************
_يقود سيارته منذ وقت كثير يتجول ف الشوارع بلا هدف ... ألتفت لرنين هاتفه فلم يبالي أن يجيب لكن عندما تكرر الرنين فألقي نظره ليجده شقيقه
ياسين :الو يا يوسف
صاح يوسف بغضب : أنت الي كلمت مامت ياسمين وحكتلها ع الي حصل ؟؟
أوقف السياره فجاءه وقال :
كلمت مين ؟؟ أنا مش فاهم حاجه
يوسف : أمها جت ومعاها اتنين رجاله شكلهم قرايب أبوها وغالبا عمها هدوو كل الي ف المستشفي بالسلاح وخدوها غصب عنها ومشيو
صاح ياسين وقال :
مستحيييييل
أغلق المكالمة فقام بالإتصال ع عم شكري ليسأله عن بلد عم إسماعيل فأخبره عن المكان وهو إحدي القري ف قلب الصعيد .. فأمره ياسين بإرسال له سيارة مليئة برجال الحراسه ليذهبو برفقته حتي يذهب إلي هناك وينقذ ياسمين من المصير الذي ينتظرها هناك .
بعد عدة ساعات من السفر ... توقف خميس بالسياره أمام بيت قديم ... ترجل الجميع من السيارة ليجذبها عمها من خصلاتها لتصرخ بصوت مبحوح بسبب كثرة الصراخ والبكاء
_ عن إذنك يابا سيبهالي وأنا الي هاغسل عارها بيدي ... قالها خميس والد خميس :
صوح يا ولدي خلصنا منها الفاجرة الخطية بنت ال.....
_ أبوس إيدك ياما إنجديني منهم ... والله مظلومه ... أنا معملتش حاجه .. صرخت بها ياسمين
والدتها : تستاهلي الي هيجرالك مش بتكرهيني وبتحبي أبوكي الله يجحمه مطرح ماراح وكنتي بتغوي جوزي الي مكنش عايز يقولي
صرخت بصدمه :
والله ماحصل ... ده هو الي كان بيتحرش بيا ديما وأنتي مش موجوده ... عشان كده سبتلك البيت وروحت لأبويا قبل مايموت
خميس : عاودي ع بلدك أنتي يامرات عمي
قالها وهو يغمز لها بدون أن تراه ياسمين ... فذهبت والدتها ... ليأخذها خميس إلي منزل مهجور ودفعها ع الأرض وصوب السلاح نحو رأسها وقال :
أتشهدي ع روحك يا بت عمي
ياسمين وهي تبكي وترجوه :
والله يا خميس مظلومه .. هو الي أعتدي عليا
نظر إلي معصمها المضمد وقال بسخريه :
وكمان كنتي عايزه تموتي كافره !! أنا هاريحك خالص... أنطجي الشهاده
أغمضت عينيها بيأس وأخذت تردد الشهادتين ... حتي ضغط ع السلاح ليصدر صوت يدل ع إنه فارغ من الرصاص
فتحت عينيها وهي تلتقط أنفاسها وكأنها عادت من الموت
قهقه بسخريه وقال :
فكراني هاموتك وأريحك ... لاء يابت عمي .. أولا هتمضيلي ع تنازل عن حجك ف ورث جدك الي راح كتبهولك من ورانا والتاني هاتكوني بتاعتي
ياسمين : وأنا مش موافقه أتجوزك
خميس : ومين جاب سيرة الجواز ... فكراني عبيط إياك ... عايزاني أتجوزك والناس تتمسخر عليا ... لاء يا حلوة أنا هاكتب عليكي عرفي وجوازنا ف السر ... بصراحه أنا عيني منيكي من زمان لولا عمي الله يحرجه الي هج من البلد وأول ما ماعرفت إنه مات جعدت أدور عليكي لحد ما أمك جت دلتني ع مكانك

صراع الذئاب (الجزء الأول)«مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن