الفصل السابع

1K 36 11
                                    

ستفتقدني كثيرًا.. أعدك بذلك.

مجهول


لا تصدق أن ساعة واحدة من التريض برفقته والحديث المرح كانوا كافيين لإمدادها بطاقة حتى هذه اللحظة، والأدهى أنها تخشى الأرق من فرط النشاط... بعدما عادا واستحمت سريعًا قبل اللحاق بالعمل، تركته على تهديد مازح منه بعاقبة تخلفها عن الموعد. وحاليًا تنتقل فوق المسرح برشاقة تتأكد من تحضيرات الديكور ليتوائم مع موضوع الرواية.

ارتمت فوق مقعد من المخصصين للجمهور تشرب عصير يرطب جسدها، امتدت يدها لداخل حقيبتها الضخمة الحاملة لأغراضها دون شكوى، تنهدت مع بسمة تفتح مجلد الرواية الأولى من الثلاث اللاتي منحها إياهم، تقرأها بانتباه.

مرّ الوقت حتى شعرت بعيونها تغفل؛ فأخفت المجلد في حقيبتها من جديد، أرجعت رأسها إلى الخلف، تسد سمعها عن تدريبات فرقة التمثيل بعدما استأذنوها بمد راحتها من أجل فترة من التدريب فوق المسرح الذي تشغله بعملها.

-عصير؟، عصير يا عشتار؟!

رمشت عيونها بغباء، اعتدلت في جلستها ورأسها معلق في الهواء تنظر إليه واقفًا أمامها. أجابت ساخرة تهز الكوب بيدها: وهل وجدت غيره ورفضت؟

-لتعلمي فقط أني ملاكِ الحارس ونعمة الله عليكِ.

انتبهت لكوب من الورق المقوى يخرجه من الكيس الورقي الهش ثم يمده إليها، بدلت نظرها بينهما ببلاهة، وجهه والكوب، تناولته منه أخيرًا فيما تركت العصير الذي بالكاد رشفت ربعه عند قدميها، تذوقت لتغمض عينيها بتلذذ عفوي: يا الله، لم أظن أني افتقدها لتلك الدرجة!

غمزها بمرح محركًا حقيبتها بعيدًا كي يستطيع الجلوس جوارها. مدَّ ساقيه: لا غنى لكِ عن القهوة المحلاة بالشيكولاتة أبدًا... كثير ما أشك أنكِ تحبينها أكثر من أي شيء بحياتك.

رفعت أحد حاجبيها في كبرياء دون التوقف عن ارتشاف قهوتها المحببة: ولِمَ الشك؟، تيقن من ذلك.

رأسه ملتفة ناحيتها كليًا، ابتسم وعيونه السود تبرق: لإنكِ تحبينني أكثر منها.

كادت تختنق برشفتها المتزامنة مع كلماته الأخيرة، استجمعت شتات نفسها ورفعت إليه بصرًا يحاول مدارة إصابته الصحيحة.

سحبت منديلًا من جيب خارجي بحقيبتها التي تستحق حمل لقب المساعدة الشخصية، ربتت بأصبعيها حول شفتيها بخفة تمسح ما لوثها فيما تقول بثقة مصطنعة.

-أصابك الغرور بالعته.

استرخى مزيدًا تأججها: تخليتِ عن فنجان القهوة بالشيكولاته ولم تستطيعي رفض طلبي وأخذت مجلد ضخم يحمل رواية قد لا تنفذ على أرض الواقع معكِ أينما ذهبتِ رغم صغر احتمالية تفرغك للإطلاع عليه.

رواية حادث مع سبق خيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن