الفصل الثالث

1.2K 42 3
                                    


لن أنسى ردودك القاتلة.. سأتذكرها دائمًا كي لا أحن إليك.

مجهول



تهادت في مشيتها ويديها محملتين بالأطباق الحاوية لبقايا الطعام متجهة إلى المطبخ فيما حماتها تتابعها مع ابتسامة صغيرة. بمجرد إختفاء ظل عشتار عن الرؤية حتى اعتصرت أصابع كفه المبسوطة فوق الطاولة تطالعه بنظرات مترصدة قريبة إلى حد التطابق مع نظراته حينما يهتم بتفاصيل شيء.

-علاقتكما ما زالت متوترة؟

تنهد بتزمر: أمي!، لقد كبرت، وعشتار زوجتي... من البديهي أن تتوتر علاقتنا في إحدى الفترات.

تركت إمساكه لتصفعه على أصابعه كطفل مشاغب أساء التصرف: تأدب يا ولد.

عادت عشتار تحمل البقية لكن الأم عاجلتها: دعيهم ابنتي، سأهتم بالوضع بعد أدائي صلاة العصر.

ابتسمت بحب مكملة جمع ما تبقى من أطباق فارغة: بل أدي صلاتك وأتركِ لي الوضع هنا.

ضحكت الحماة في مقابل غمزة زوجة الابن وأعادت ضبط طرحتها حول وجهها مرددة الأدعية من أجل خاطرها، وحين اقتربت من مقعد محمد لكمته في كتفه تحثه من بين أسنانها: عوض جلوسك كالطاووس نافشًا ريشك الذي يكاد يُعمينا.. انهض وساعد زوجتك!

تركتهم في حالة ضحكهم بابتسامة تحمل طيبة وحنان العالم كله. لا تنكر عشتار أن حنانها عوضها اختفاء الأم الحقيقية من حياتها، ولا تزال تحمل لها الجميل بعد ظهور والدتها مؤخرًا.

حملت عدة أطباق واتجهت إلى المطبخ فيما حمل هو البقية لاحقًا بها، وقفت تشمر أكمام الكيمونو وتضع سائل غسل الأطباق فوق الإسفنجة منشغلة بتنظيف ما أكلوا فيه.

وقف جوارها يلتقط الأطباق من كفها المبلل ليبدأ تجفيفها بالمنشفة، وعيونه لا تهبط عن وجهها، رغم تساقط بضعة خصلات من شعرها معرقلة مجال رؤيته.

-انظر لما بيدك حتى لا يقع ويتهشم.

تقطيبة بسيطة ظهرت على صفحة وجهه، يستشعر أن هناك خلف كلماتها ما هو أكبر من إشارة لطبق.

سلمته آخر طبق واتجهت إلى المكينة الكهربائية تضغط زرها فيما تضع الشاي والسكر في الفناجين، كانت تتصرف بأريحية، مدركة أماكن الكثير من الأشياء دون سؤال، مما سبب ضيق لعينيه كالمعتاد.

باغتها: يبدو أنكِ لم تنسِ هذا المنزل كما... نسيتني.

أضاف كلمته الأخيرة ببعض القسوة المشبعة بالإتهام، يغفر لها كل شيء وأي شيء إلاه، قاعدة أقامها بينهما منذ ألتقاها، لم يتنزل عنها يومًا ولن يفعل.

رواية حادث مع سبق خيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن