الجزء الثامن والعشرون
في غرفة عبدالله بالمصحة
عاصفة ثلجية أجتاحت جسد إيمان ، وتركتها ترتجف خوفاً مما هى قادمة عليه ، هذا أقل وصف ، للبروده التي شعرت بها إيمان ، تضرب جلدها ، أغمضت عينيها تستجمع قواها ، لتقاوم رغبة ملحة عليها بالتقيئ ، شحب وجهها وعلى صوت أنفاسها .شعر بها معتصم وعبدالله أيضاً ، فأراد عبدالله أن يختلي بها ، ليبثها القوة التى يمنحها أي أب لأبنته في مثل هذه المواقف ، لم ينتظر معتصم أن يبثها أحد القوة غيرة ، فسحبها من يدها مستأذناً من الجميع خلفه .
معتصم : بعد اذنكم يا جماعة ، أنا عايز اقول لإيمان كلمتين ، قبل كتب الكتاب ،
أستحسن عبدالله فعل معتصم ، فلابد أن تستمد إيمان قواها منه هو ، لأنه هو من سيكون لها وطناً تحتمي به .
وقف معتصم بإيمان في حديقة المبني ، وعقد يديه أمام صدره ، منتظراً منها تفسيراً لحالتها .
معتصم : إيمان أنا بحبك ، مش بس بحبك أنا بعشقك ، وحبك بيجري زي الدم في عروقي ، مش حابب يكون بينا أسرار ، لو فيه حاجة عايزة تقوليها أنا سامعك .زادها كلام معتصم رهبة ، فعلى قدر الحب سيكون العقاب ، ترى هل سيغفر لها ذنبًا لم ترتكبه ، هل سيراها ضحية أم جانية ، هل سيظن بها الظنون السيئة كعهدها به ، أم أن الحب غيره وجعلها متفهما ، وسيتفهم معناتها ، أبتهلت لله في نفسها ، عله يخرجها من أشد الضيق إلى أوسع طريق .
معتصم : إبمان سكوتك بيثبت ليا فعلاً أنك مخبية عني حاجة ، أتكلمي يا حبيبتي فضفضي ليا .
إيمان بثبات : أفعالك معايا قبل كدا وأتهامك ليا ، هى اللي مخوفاني منك ، وخايفة أتكلم تفهمني غلط ، وتحكم عليا بالهجر والخذلان وانا مظلومة .أغمض معتصم عينيه بقوة ، ثم أقترب منها يضمها بين ضلوعه .
معتصم مبررا : عارف أني كنت قاسي عليكي ، وأتهمتك بأفظع اتهامات ، بس ده كان من غيرتي عليكي ، نار جوايا هى اللي كانت بتحركني ، وتخليني اقسى عليكي ، سامحيني يا نور عيوني وروح قلبي .
إيمان ببكاء : أنا والله مسمحاك ، بس خايفة أنت مش تسامحني على ذنب مرتكبتوش .أبعدها معتصم قليلاً لينظر لها : أنا من يوم ما روحتي لإسرائيل لروحك ، وأنا خدت عهد على نفسي ، لو ربنا رجعك ليا سالمة ، عمري ما هزعل منك ابدا مهما تعملي .
رجعت إيمان لحضنه مجدداً : طيب ممكن تسبني في حضنك شوية ، عشان لو مش سامحتني ، أبقى مليت صدري من ريحتك وحنانك حتى لو مؤقتًا .أحتضنها معتصم ، وجلس بها على أحد الأرائك ، الموجودة في حديقة المبنى ، واضعا ذقنة فوق رأسها ، محاوطا لها بذراعيه ، بقيا هكذا فترة قصيرة ، ثم أحسها معتصم على الحديث مجددًا .
معتصم : إيمان الناس مستنيين جوه ، لو مش عندك استعداد للكلام دلوقتي مش مهم ، تعالي نكتب الكتاب الأول ، وبعد كدا أبقى احكيلي ، أي حاجة انتي عايزة تقوليها .
أنت تقرأ
خائنة لا تطلب الغفران
Actionهي تلك الفتاة التي خانت بلدها وتخابرت مع أعدائهم ونقلت لهم معلومات في غاية الأهمية وناسيه القيم والمبادئ التي تربت عليها نسيت والدها والدتها نسيت حتي نفسها وغاصت في ملذة الحرام وأهم من كل ذلك نسيت تعاليم دينها كا مسلمة يحسها دينها علي التضحية بنفسه...