الجزء التاسع والعشرون

8.9K 322 10
                                    

الجزء التاسع والعشرون
اسرع معتصم يلتهم الدرج هبوطًا ، وهو يمسك هاتفه يفتح عليه محدد المواقع الGPS ، لتحديد مكان إيمان ، وأشار له الموقع قربها من محيط القصر، فاسرع إلى خارجه ينظر في هاتفه ليحدد أتجاه سيرها ، أقترب منها للغاية ونظر أمامه ليجدها تركض سريعًا ، أغلق هاتفه ووضعه في جيبه واسرع خلفها ، لحق بها ثم أمسك بيدها ليوقف من عدوها .

ألتفتت إيمان بخوف على من يمسك يدها ، لتقف باكية متألمة تنظر في غمائم عينيه ، ترجوه أن يتركها فبلكاد تغلبت على تأثير سحره عليها ، واستطاعت الهرب من براثن حبه ، المستنزفة لمشاعرها وكيانها ، حتى كادت تفقد ذاكرتها التي عاشتها قبله ، فمعه فقط تنسى نفسها وطموحاتها واهدافها وكل شئ لها الإ هو .

معتصم مسيطرًا على أنفعاله : أيه اللي عملتيه ده يا إيمان هربتي ليه ، وبتجري من مين كدا .

إيمان بعينين غشتها الدموع : بجري منك أنت ، أنت مين ، أنت معتصم حبيبي بجد ، ولا واحد غريب منتحل شخصيته .

أغمض معتصم عينيه بألم على ما تسبب لها من ذعر ، سحبها برفق يحتويها بين ذراعه ، استجابت له إيمان وهى تستغرب حالها ، لكنها رغمًا عنها تضعف أمامه تنهار حصونها واحد تلو الآخر ، لتبقى كاقلعة مهدمة الجدران ، بعد أن هدمت على يد أعدائها ،لكن قلعتها هدمت بيد حبيب ، وليس أي حبيب بل أغلى حبيب عرفه قلبها ، بكت في حضنه بأسى ، فمسد على ظهرها برفق ، عله يقلل من خوفها ورعشتها التى شعر بها .

معتصم : أهدي يا حبيبتي وتعالي معايا متخافيش ، وانا هفهمك كل حاجة .

إيمان ببراءة : أحلف أنك معتصم الأول .

عقد معتصم حاجبيه بدهشه ، وشعر ببرائتها وحدث نفسه : معقوله هى دي إيمان القوية  اللي حاربة صالح نعيم ، وفجرت قصر دا سيلفا ، وسافرت إسرا***"ئيل لوحدها ، مجرد يمين هيخليها تثق فيا ، بس هقول ايه هى دي المرأة إذا أحبت .

نظر في عينيها قائلاً : واللهي أنا معتصم حبيبك وجوزك ، متخافيش مني وتعالي معايا ، وأنا هحكيلك كل حاجة عشان تهدي وترتاحي .

هزت راسها موافقة ،
وتبعته وهو يمسك يدها بتملك ، لكنها تذكرت شئ فوقفت .

إيمان : أنت عرفت أتجاه جريي أزاي ؟

معتصم بأبتسامة وهو يواصل السير : هقولك لما نروح القصر .

إيمان بخوف : بلاش نروح القصر ده ، أرجوك يا معتصم .

معتصم ملتفتًا لها : إيمان القصر ده قصري ، بيتي وبيتي يعني بيتك فاهمة .
إيمان بتعجب : أنت مش قولت أنه قصر دانييل .

معتصم : مفيش فرق كتير بينا .

إيمان : أيه اللي أنت بتقوله ده أنت بتهزر .

معتصم : لأ مبهزرش بتكلم بجد ، وممكن تسكتي لغاية ما نوصل للبيت عشان أفهمك كل حاجة .

أمأت إيمان رأسها بصمت ، وسارت بجواره إلى أن وصلا إلى القصر .

خائنة لا تطلب الغفرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن