#قصة_قصيرة
🍂 #حزمة_حطب 🍂
في هذا السكون الذي يتلبس الكوخ، حيث تأوي فيه فاطمة مع أسرتها الصغيرة، وكأنه سياج حماية تحيط بداخله عتمة وجمود من فرط البرد القابع في الخارج الذي يخترق الجدران وقد يلتهم كل من تجرأ الخروج والاصطدام به. لم يكن هناك بديلا للأسرة سوى أن تجتمع حول النار، التي توقدها الأم لعل الدفىء يغمر أجسامهم المرتعشة فيعيد لهم الحياة بعض الشيء.
هي حياة شاقة تحياها فاطمة في تلك القرية النائية التي تفتقد لأبسط مستلزمات المعيشة، لم ترحمها الأيام فيوميا كان عليها الاستيقاظ باكرا لجلب الحطب حتى تدخل الدفء إلى بيتها المتواضع وأسرتها الصغيرة.
لم يكن الأمر سهلا عليها فهي تقطع مسافات بعيدة لتجمع تلك العيدان المتفرقة، وتحملها على ظهرها الذي تعب من فرط تحمل ما لا يطيقه، هي حياة تسايرها رغما عنها ما اختارتها لنفسها، حتى حقها في التعليم حرمت منه وما استطاعت إليه سبيلا. جعلها تنساق لقدرها الذي رسم لها طريقا فما كان عليها سوى الرضوخ والاستسلام لما سيرت له. وأملها أن لا يعيد الزمن على أولادها ما عاشته من حرمان وفقر.
منذ أن وعيت وهي تكافح وتعاند الزمن قهرا وطوعا لم تسلم منه حين رسم تقاسيمه على وجهها الحزين بسبب ما عانته من إقصاء اجتماعي واقتصادي وتعليمي فما عادت تشبه نفسها، فغذا عليها لزاما عليها أن تشمر على ساعديها لمساعدة رفيق دربها والمغلوب على أمره لإنقاذ اولادها من قسوة الحياة والحصول على حزمة حطب حتى لاتتعرض وأسرتها للموت فتكون فريسة سهلة للبرد القارس.
ليست فاطمة من تعيش تلك الحياة البئيسة بل هناك العديد من الأسر المنكوبة المهمشة في أكواخ منفية، أقصاها الإنسان الذي طالما نادى بالإنسانية دون أن يعمل بها. وكأنهم ليسوا من طينته ولا لهم الحق بأن يظفروا بالعيش الكريم.
#سميا_دكالي
أنت تقرأ
خواطر 🍃
Romanceالاختلاء رفقة الكتابة في ركن منعزل نور يبدد الظلام وجواب لكل سؤال غامض حاولت التملص منه فطاردك غصبا عنك ! فكم سألت قلمي لماذا تترنح أحيانا ؟؟ أجابني ليس لأني لا أريد بل كوني أخشى عليك كم أعشق قلمي💕 هذا الكتاب يحمل كل ما يخالج خواطري🍁 وأتمنى أن يلق...