الفصل الثامن

3.7K 148 6
                                    


-لا ترحلي..لا تغربي

أريدك أن تكونِ قربي حبيبتي-

**

تبكي بين ذراعي صديقتها والتي كانت تبكي هي الأخرى في صمت،هما لا يتخيلان الحياة بدونها..فهي كأمهما..لم يعرفا أماً غيرها.

اما تلك الاخرى فقد دست نفسها فى احضان اخيها تحاول تهدئة شهقاتها لكن لا فائدة.

كان يمسح على ظهر اخته ولسانه لا ينفك يدعو الله أن تخرج سليمة معافاة،لن يسامح نفسه ابداً إن رحلت عن عالمهم..رحلت قبل أن يشكرها على ما فعلته معهم..إن رحلت قبل أن يكون لها العائلة التى تمنتها

قبل أن يعوضها عن فقد والديها.

دمائها تغطى ملابسه ويده لكن من يهتم،هو لن يتحرك انشًا من هنا قبل ان يخرج قريبه ويخبره أنها بخير،

يجاوره أخيه الذي لتوه تنفس الصعداء،بعد ان اطمأن على زوجته التى وضعت طفليها في سيارة أخيه أصبحت بخير.

لقد كادت أن تموت هي والطفلين،فأخطر ولادة هى الولادة بالشهر الثامن،لكنها الحمد لله نجت منها.

صحيح أن طفليه مازالا في حالة غير مستقرة فحجزا فى الحضانات،لكنه على يقين انها سيكونان بخير،هو واثق فى كرم ربه؛واثق ان تلك الصغيرة التى ضحت بنفسها فداه ستصبح بخير حال هى الأخرى.

كان يراقب بكائها المرير وهو لا يستطيع مواساتها، فهي تدس نفسها بين أحضان صديقتها الأخرى وتبكى فقط.

بعد ان اوصلها الى هنا لم يستطع تركها إلا عندما يطمئن على صديقتها والتى كانت تهذي بذكريتهما معا،ليدرك مدى تعلقها بها،واثناء مراقبته لها تحفز كامل جسده عندما اقترب منها هى وصديقتها شخص ما مفتول العضلات،كان الشاش يغطى رأسه والضمادات تملئ وجهه بالأضافة الى ذراعه المجبر،ثم جلس على الارض امامهما واخذ يخفف عنهما،فهدء قليلا حينما شعر انه صديقهما رغم تلك النيران التى شبت فى جسده ولا يعرف من أين تصدر لكنها ازدادت توهجا ما ان رأها تستند على كتفه و تبكى فيربت هو على خصيلات شعرها البنية،كاد أن يتقدم نحوها يجذبها من شعرها ذاك لكن توحش عيناى مفتول العضلات ثبته مكانه.

علم بسام ان صديقته تخضع لعملية جراحية فخرج من غرفته رغم انف الممرضة وركض نحو غرفة الجراحة ليجد فتاتيه الصغيرتين تبكيان ومنظرها ادمى قلبه.

يعرف أن جنات مهمة لهما جدا،فهي الوالدة التي لم تنجبهما.

اتجه نحوهما يخفف عنهما وقد تعلقت عينيه بهيلدا التى كانت دموعها تسقط بصمت وهو يدرك مدى الألم الذى تعيشه،هى بالأخص تعتبر جنات محور حياتها،حتى إنها لو كانت هناك لكانت تلقت هى الطلقة بدلا عنها.

وفجأة وقعت عينيه على كريم فأنقلبت ملامحه تماما وهمس لرنيم قائلا:

-"متخافيش جنات هتبقى كويسة"

بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن