-القدر يخبئ لنا الكثير والكثير
وربما حان الوقت لكشف الستار
عن الأسرار-
**
بعد مرور شهر...
تجلس جواره في صمت كما هي عادتها،فلسانها لم ينطق بحرف منذ أن عادت إلى وعيها في اليوم التالي.
رفضت الخضوع للعلاج النفسي على يد كريم،رفضت أن تقترب منها هيلدا او كما صارت تلقب نفسها بسنت.
لا تعرف الكثير عما يحدث بالخارج،مجرد نظرات تلقيها على جنات وبسام في الغرف المجاورة لتعود اليه مجددًا.
امسكت بكفه البارد وأخذت ترسم عليه لوحة ما،كانت ترسم غزالاً جميلاً يتقدم برفق من ذئب يكشر عن انيابه؛رغم المنظر المرعب للذئب إلا أن الغزال لم يخف منه..بل عشقه.
تساقطت عبراتها وهي تتذكر الأحداث التي توالت عليها الشهر الماضي،وأبرز الأحداث هو أن صديقتها التي ظنت بأن إطلاق الرصاص على زوجها يعد انتقامًا لروحها
على قيد الحياة.
هي سعيدة بالتأكيد لهذا،مع ذلك لا تستطيع الغفران لها لأنها لم تخبرهم،رغم معرفتها أن ذلك حفاظًا على سرية المعلومات إلا أنها لا تستطيع ألا تفكر في احتمالات أن يكون هيثم بجانبها الآن لو فقط كانت تعرف
كان ليحاوطها بذراعيه ويدفنها بأحضانه الدافئة..يدللها ويمشط شعرها و...
-"رنيم"
صوت مجهد تمتم بأسمها ليعيدها من الشرود،التفتت ذات اليمين ثم يسارًا لكنها وحدها في الغرفة..لا احد معها غير...
شهقت بصدمة وهي تهبط بعينيها إليه لتجده ينظر اليها مباشرًا بعينيه.
-"عطشان..يا رنيم"
عاد يتمتم من جديد لتعاودها العبرات راسمة على وجنتيها لوحة متضادة بين عبرات وابتسامة واسعة،وبلا تفكير حاوطت جسده ودفنت وجهها في رقبته تجهش ببكاء وهي تقول كلمات غير مفهومة بصوتاً كتمته طويلاً.
***
-"بسام علشان خاطري اخر حتة"
قالتها اشرقت بصوت اشبه للبكاء ليزعن ذلك الآخر ارضائًا لها فيتناول تلك اللقمة من يدها،ثم يلتفت إلي النافذة من جديد يراقب السماء بضوئها الذي بدأ في التواري رويدًا رويدًا منبئاً باقتراب الليل.
جاورته في الفراش والقت برأسها على كتفه متشبثة بخصره..ففجاءه الأمر كثيرًا
هي من كانت تتجنبه ولا تطيقه الأن تتشبث به،أ يعقل أن هذا بسبب اعاقته؟
-"انتِ مش مضطرة تواسيني..ولا انك تعدي معايا..انتِ تستاهلي الاحسن يا اشرقت وانا علي استعداد أطلقك"
أنت تقرأ
بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)
Romanceأقدارنا متشابكة فأينما ذهبنا تجمعنا خيوط القدر من جديد ربما حياتنا لم تكن الأفضل لكن بيدك ورعت زهور السوسن فيها لتزهر جناتٍ عامرة