-وإن رحلت عنك
اوصيك ان تكون بخير
فأنا أراقبك من الاعلى
وأرى عينيك المتعلقة بالقمر
وقلبك الشغوف لذلك الأمر-
**
لم تكن المفاجئة من نصيب اشرقت فقط،بل وبسام ايضا الذى لم يتدارك نفسه فصاح بتفاجئ قائلا:
-"الهمج دول اخواتك يا اشرقت؟!!"
التفت الرؤوس كلها نحوه وكان كريم أول من تحدث فقال بحدة:
-"انت تعرف اختى منين يا جدع انت؟"
"جدع؟!"
كررتها جنات وهى تفكر داخلها ان فترة مكوثها هنا لن تمر على خير،فصديقها الأحمق قد كون عداوة مع ولدى عائلة خلدون،وهى تعرف الشابان جيدا
متهوران وتقريبا بلا قلب..من يمسهما بسوء من قريب او من بعيد فلقد القى نفسه فى الجحيم،لكن اللعين الآخر ليس سهلا وإلا ما كان لُقب بالكابوس.
شعرت اشرقت بحدة الموقف لتتحرر من صدمتها وهى تقول لكريم:
-"ده دكتور بسام اللى حكتلك عنه"
رفع كريم بصره نحو بسام مجددا فوجد انه هو فعلا نفس الشخص الذى كان طريح الفراش منذ عدة ايام بعد ان دافع عن أخته.
لم تسنح له الفرصة كى يشكره،فبعد أن خرج من غرفة العمليات كان تحت تأثير المخدر بسبب الكسور التي عانى منها وبعد ذلك انشغل بالعثور على قيس،حتى انه لم يرى وجهه بوضوح من كثرة الضمادات التى كانت تزينه..نعم تزينه فهو يستحق ولن يشكره عن ما فعله مع اخته فهو حقير وهو لا يحبه.
لم تستطع هيلدا الوقوف صامتة فتقدمت بهدوء حتى وقفت أمام كريم مباشرتا ورغم فارق الطول الا ان نظراتها كانت ثابتة وحادة وهي تقول بهمس حاد:
-"جنات مش هنسيب حق دراعها..متزودش معانا كتير بدل ما الحق يبقى حقين..فاهم"
هيلدا كلبة جنات الوفية كما يلقبها فهى لا تستطيع الابتعاد عن جنات لحظة،القى ببصره على ذلك الواقف في أول الغرفة ثم اعاد بصره الى هيلدا واضعا يده على رأسها مبعثرا شعرها القصير وهو يقول بمزاح وسخرية:
-"حاضر يا كلبة جنات..على فكرة لايقين على بعض بس اوعى تعضيه لو منعك تروحى لصحبتك"
غزا الخجل وجنتيها فهذا الاحمق امامها كشفها،لا وبل كان يهمس لها بصوت تقسم ان حتى هايدى الساكنة هناك سمعته..
صحيح ما بها هايدى؟
ابعدت يده عن شعرها وظلت تضغط عليها حتى احمرت لكنه لم يهتم ولم تختفى ابتسامته الساخرة من على وجهه،لذلك تركته بعصبية وهى تسبه قبل ان تذهب حيث تجلس هايدى فتجاورها عازمة على معرفة ما أصابها لكن بعد انتهاء تلك المهزلة والتى ستبدأ مرة اخرى؛فها هو قيس يتحرك ببرود نحو بسام حتى وقف أمامه وهو يتأمل وجهه المكدوم والشاش الذى يعانق رأسه،
أنت تقرأ
بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)
عاطفيةأقدارنا متشابكة فأينما ذهبنا تجمعنا خيوط القدر من جديد ربما حياتنا لم تكن الأفضل لكن بيدك ورعت زهور السوسن فيها لتزهر جناتٍ عامرة