-مرحبا
أ انت جحيمي أم جنتي؟
مرحبا
أ انت خيرى ام شرى؟
أ أنت من سيعوضني و سيداونى..أ أنت طبيبى؟
ام انك جحيمي؟؟-
**
العالم قاسي.
العالم لن يراعى مشاعرك،لن يتحمل ضعفك، فهذه هى سياسته.
لكن ربما يمنحك القدر من يساندك فى مصاعبك..حتى وإن كان هو أحد تلك المصاعب.
انفها يشتم رائحة المعقمات في الإرجاء،لكن أذناها لا تسمع سوى صوت صرصور الحقل وكما يبدوا أن الليل قد حل.
فتحت عينيها وهي تبصر المكان الذي ترقد به ولم يستلزم استيعاب أنها بالمشفى الكثير من الوقت،لكن السؤال كان لماذا؟
فأخر ما تتذكر انها كانت تحتفل برفقة اصدقائها فى العمل لحصولها على ترقية بعد عامها الأول في الشركة؛وذلك بفضل مجهوداتها العظيمة اثناء المسابقة العالمية للأزياء.
وبعد أن انتهى الاحتفال كانت فى طريقها لمدير الشركة الذى ستتحدث معه لأول مرة منذ أن عُينت بشركته،فدائما ما كان التعامل مع مساعده المتغطرس ذاك؛حتى عندما ذهبت معه فى رحلة العمل لم تتسنى لها الفرصة للجلوس معه مثل البقية؛
كانت شعلة نشاط فى عملها وما أن تقارب الساعة من الثامنة مسائاً حتى تكون طاقتها قد نفذت فتصعد غرفتها ولا تحضر العشاء الجماعي لموظفي الشركة.
وفى طريقها للمكتب استخدمت الدرج كالعادة فهي تخشي الأماكن الضيقة؛و اثناء صعودها نادتها احدى زميلتها والتى كانت تقف على احدى الدرجات بالأسفل؛فالتفتت لها بأبتسامة تزين وجهها لكن فجأة شعرت بيد أحدهم تدفعها من الخلف فلم تتدارك الأمر إلا وهى تسقط على الدرجات حتى وصلت تحت قدم تلك التي نادتها،لتبتسم لها الأخرى قائلة:
-"دى شركة محترمة يا رنيم هانم..مبنوظفش عندنا بنات..."
انحنت الى اذنها هامسة"بنات مش مظبوطة ها"
ثم ركلتها بقدمها لتنعدم الرؤية عند تلك النقطة لدى رنيم ولا تعود إلا الآن..وهي في فراش المشفى.
فُتح باب الغرفة و دلفت منه شابة جميلة ممشوقة القوام وعلى قدر من الجمال بشعرها الاشقر وعينيها العسلية.
نظرت لها رنيم بتفاجئ لكن تلك الاخرى لم تهتم بل اتجهت الى النافذة وفتحتها على مصرعيها وهى تنظر الى النافذة الموجودة فى المبنى المقابل.
رقدت رنيم فى مكانها من جديد وهى تقول بملل:
-"بتعملى ايه هنا يا هيلدا؟وفين جنات؟"
أنت تقرأ
بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)
Romansaأقدارنا متشابكة فأينما ذهبنا تجمعنا خيوط القدر من جديد ربما حياتنا لم تكن الأفضل لكن بيدك ورعت زهور السوسن فيها لتزهر جناتٍ عامرة