الحياة تسير ونحن نسير معها،نتتبع خطاها ونبحث بين ايامها عن أنفسنا،حاضرنا ومستقبلنا.
وتدور عجلة الحياة ونحن لا نعلم ما الذي تخفيه الاقدار لنا من أسرار وغوامض
لكننا نحيا لنكتشف ذلك.
الحياة مزيج غريب من الام،احلام،افراح،احزان وحب.
حب يجمع بين كل شئ ومضاده؛ففيه نتألم ونتبسم،نبكى ونضحك،نفرح ونحزن.
لا نعرف كيف ستكون نهاية حبنا،اهى الموت معاً؟
ام الفراق قبل ذلك؟
لكن ما نعرفه أن قلوبنا تحيا بالعشق..قلوبنا تزهر بالحب.
***
-"كله يثبت مكانه بدل ما اقتلها"
صاح بها ذلك الملثم وهو ينظر للجموع الغفير الملتف حوله من المدنين ورجال الأمن بينما يضع سلاحًا ابيضًا على رقبة الفتاة الصغير التى بين يده.
أخذت الصغير تتلوى ببكاء رغم ذلك السلاح الحاد الذى على عنقها،حتى خدش عنقها عدة مرات لكنها لم تهتم،كانت تصيح منادية والدتها فقط.
أما هو فخشي أن تموت الطفلة بين يديه،فلم يستطع إلا أن يتركها لتركض تلك الفتاة تجاه والدتها.
و ليوجه هو السلاح نحو صده ويطعن به قلبه فيسقط ارضًا.
وهذا امام الاعين التى شاهدت ما يحدث أمامها بدم بارد و شماتة،أمام أعين والدة الطفلة التي احتضنت الصغيرة وهي تصيح باستحقاقه لذلك المصير..
و أمام عينيها هى.
ظلت تنظر إليه لبرهة بعينيها التى تشبه فنجان القهوة لكن رغم ذلك عينيها كانت تحمل كل برودة العالم داخلهما.
اتجهت نحوه بهدوء بينما أصابعها تعبث بهاتفها بحثًا عن شئ ما،حتى وجدت احد الارقام وضغطت عليه.
جلست أمام الجثة الهامدة واضعة الهاتف على الأرض جوارها وهى تفحص مؤشرات الحياة التى مازلت تنبض داخل هذا الملثم.
أزالت القناع عن وجهه وهي تعرف هويته مسبقًا،ثم قالت ببرود:
-"متخفش مش هسيبك تموت"
ليسخر منها ذلك الملثم رغم الالم الفظيع الذى كان يشعر به قائلًا:
-"علشان تقدمينى للعدالة؟"
نفت برأسها الأمر،ثم نظرت لعينيه مباشرةٍ وهى تقول بهدوء:
-"لا..علشان..."
لكن قاطع حديثها ذلك الصوت الرجولى المرح الذى انطلق عبر مكبر الهاتف قائلًا:
-"متصلة تقوليلى صباحية مباركة يا عريس مش كدا؟"
أنت تقرأ
بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)
Romanceأقدارنا متشابكة فأينما ذهبنا تجمعنا خيوط القدر من جديد ربما حياتنا لم تكن الأفضل لكن بيدك ورعت زهور السوسن فيها لتزهر جناتٍ عامرة