-حيثما وجد الحادي وجدت الابل
وانا حاديكِ..فكيف لي ان ابتعد عنك!-
**
عادا ثلاثتهم-جنات وفريد ومعهم كريم-إلي شقة جنات بعد أن قامت هي بإخراج كريم من قفص الاتهام بقتل رماح رياض.
نعم الشخص الذي سقط من أعلى البرج السكني كان رماح.
كان قد آتى لتخريب علاقة سوسن وكريم،بل وحاول قتلها بدفعها من الشرفة المفتوحة على مصرعيها،
لكنها كانت أسرع منه فتنحت جانبًا وسقط هو في حفرة الموت التي حفرها بيديه.
-"حرام عليك يا كريم البنت هتموت من العياط"
قالتها جنات بأسى وهي تقف أمام كريم الغاضب والمصر على عدم رؤية سوسن
ليصيح هو بحدة:
-"بقلك مشيها من هنا يا جنات"
عاندت جنات وقالت:
-"مش هتمشي غير لما تطلعلها"
اومأ وهو ينهض من مقعده قائلا:
-"حاضر هطلعلها"
لكن نبرته المتوعدة لم تكن تدل على الخير ابدًا.
-"يلا علشان اوديكِ بيت اهلك"
قالها ببرود وهو يقف امامها يكتم رغبته فى التخفيف عنها واحتوائها بين ذراعه مكففًا دموعها.
صدمته بها لم تكن قليلة،خيبة الأمل التي تملكته بسبب عدم ثقتها به أهلكته.
-"لا يا كريم مش عوزة اروح عند ماما..كريم انا اسفة انت عارف ان مليش غيرك و و"
اهلها!
وهل لها اهل غيره!
والدتها المريضة التي هاتفتها عقب خبر موت رماح تنعي حظها..فهاهي قد خسرت رجل حياتها بسبب ابنتها..نعم حملت سوسن الذنب كله.
رجائها وهى تتشبث بقميصه قتله،لا يستطيع تمثيل القسوة أكثر من ذلك.
اصمتها بأن دفن وجهها الباكى فى صدره وتنهد بقوة قبل أن يسحبها خلفه مشيرًا لجنات بأنه سيرحل،بينما سوسن تتشبث به كأنه طوق نجاتها من الموت.
زفرت جنات بقوة ممسكة مكان قلبها بالم ليفزع فريد الذي كان يراقبها ويتجه نحوها.
ذراع التفت حول خصرها ويد امتدت الى وجنتها وبخوف قال:
-"جنات انتِ كويسة؟"
أراحت رأسها على صدره ورغم الخجل الذي يأكلها إلا أنها تشعر بالراحة هكذا،بين احضان الدافئة وفقط.
ابتسم بعد أن أفاق من دهشته وبجزعه انحنى حاملا اياها وهو يقول:
-"تعالى استريحى شوية"
أنت تقرأ
بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)
Romanceأقدارنا متشابكة فأينما ذهبنا تجمعنا خيوط القدر من جديد ربما حياتنا لم تكن الأفضل لكن بيدك ورعت زهور السوسن فيها لتزهر جناتٍ عامرة