بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)

الفصل الخامس

-الانسان و مصاعب الحياة..معادلة ذات عدة نواتج

إما أن تصبح ضعيفًا هشًا

أو أن تصير صلبًا حادًا

وخيرًا إن تعلمت من مصاعب الحياة واستطعت مجارتها

لكن المرور بإحدى الحالتين هو قانونٌ ثابت-

**

جلس في مكتبه يتذكر حديثه مع ابن عمه والذي كانت ابنة خالته هي محوره،هو لا يصدق أن كريم يريد مزاولة مهنته فقط على سوسن وأنه لا يسعى إلا لمساعدتها على التعافي،بالتأكيد لكريم اغراض اخرى.

ابتسم بخبث وهو يتذكر ما دار بينهما...

فتذكر كريم حينما قال بنبرة واثقة وعينان ثابتة:

-"سوسن عندها شلل نفسي مش عضوى..الآلام اللى بتجيلها دى اكبر دليل على ده..انتَ ازاى متعرفش ده يا طارق؟"

ابتسم طارق داخله وقد التقط كريم الطعم مبكرًا جدًا،طعم قدمه له القدر على طبق من ذهب؛

بثبات لا يكشف عن مكنون نفسه اجابه قائلا:

-"انا عرضت حالتها على أطباء كتير وكنت مستنى ردهم..انا جراح يا كريم مش دكتور نفسي علشان اعرف"

ثم ارتدى قناع البرود ووضع كفيه داخل جيوب معطفه قائلا:

-"بس مقلتليش عاوز ايه يعنى من ورا تشخيص حالتها؟انا قلتلك سوسن خط احمر..على الاقل احترم العشرة القديمة لو مش عارف تحترمنى انا"

تنهد كريم فابن عمه لا ينفك عن تذكيره بالحادثة التي مرت عليها عدة سنوات؛رفع عينيه إلى طارق ورغم حدة عينيه إلا أن صوته كان هادئ وهو يقول:

-"سبنا من القديم وخلينا فى سوسن..سوسن ذي اشرقت بالنسبالى يا طارق متفتكرش انى ممكن أ اذيها..بالعكس انا عاوز اساعده علشان كدا بطلب منك انى ابدأ اعالجها"

تدابير القدر مع خطتك يا طارق،الان هو لن يشك فى أى شئ،فهو من طلب منك أن يعالجها.

فكر طارق وهو يدور بكرسيه بأبتسامة خبيثة وقد سهل له القدر طريقًا للحصول على انتقامه..وبالوقت ذاته ربما يستطيع كريم علاج ابنة خالتها.

-"خطة القدر ساعات بتبقى احسن مية مرة من خطة البشر"

همس طارق قبل أن يغلق عينيه وهو يتذكر ذلك الوجه الباسم ليقبض على كفه حتى تبيض مفاصله وهو يفكر بأن حقها سيعود قريبًا؛

قريبًا جدًا.

***

-"قيس..ابن جميلة العزمى"

قالتها جنات ببرود وهى تنظر الى عينى كريم وكأنها تتحداه أن يتمادى في الضغط على ذراعها؛لكن كريم وعكس المتوقع زاد من ضغطه بعد أن صمت لبرهة يستوعب ما قالته؛ابتسم ابتسامة مريبة وجذبها نحوه اكثر حتى شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجنتها وهى يهمس قائلا: