بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)

الفصل الثاني عشر

-تعلقت القلوب

و زادت الهموم

لا نستطيع التحرر من القيود

ام اننا لا نريد التحرر؟-

**

-"مالك بقا؟"

كانت هذه جنات تسأل هايدى التى فجأة طرقت باب غرفتها بعد ان كانو على وشك النوم عقب رحيل الجميع،

وبضعف دست نفسها جوار جنات فى فراشها بدون حرف.

رفعت هايدى عيناها الدامعتان الى جنات لتبسط جنات ذراعها السليم فى دعوة صريحة منها للاحتماء بين ذراعيها فلم تفكر مرتين قبل ان تتخذ مكانا لها تحت ذراع ابنة عمها،ثانى فرد فى اسرتهم الصغيرة والتى ستتخذها اختا لها.

-"مالك يا..بصى مش لاقية دلع حلو فقولى مالك من غير ما ادلعك بقا"

قالت جنات بمشاكسة بسيطة لتبتسم هايدى قبل ان تزفر بشدة وتشرع فى الحديث قائلة:

-"طول عمرى وانا نفسي فى اخت احكيلها اللى مقدرش احكيه لفريد..ممكن تكونى اختى يا جنات؟"

زادت جنات من ضم هايدى اليها وهى تؤكد على كلامها قائلة:

-"وهو لو انا مش محتاجة اخت زيك كنت هتعب نفسي وأدور عليكى ليك..مش هقولك احنا من النهاردة اخوات يا هايدى

احنا من ساعت ما اتولدنا واحنا اخوات..دم عيلتك هو دم عيلتى..

احكى اللى فى قلبك كله"

رغما عنها بدأت دموعها فى السقوط وقد اثقلت عينيها بتلك العبرات ففاضت ببكاء وهى تقصص على ابنة عمها او لنقول اختها الجديدة حكايتها:

-"بعد ما بابا وماما اتوفوا انا وفريد اتحطينا فى ملجأ للأيتام على ايد ناس منعرفهمش..هناك عشنا أسوأ أيام حياتنا.

مشرفين الدار كانو تجار مخدرات ومتخذين من الملجأ مخزن للبضاعة ومن التبرعات فلوس لأستيراد السم ده..مش كدا وبس لا دول كانو بيتعاطوا كمان..وكانوا بيجبرونا على تعلم ازاى نضرب حقن علشان نجرعهم السم بتاعهم ده.

تعرفى ان كذا مرة فريد انقذنى من تحت ايد قذر فيهم..أسوأ ثلاث سنين فى حياتنا عشناها هناك..مفيش امان مفيش اى مشاعر إنسانية تجاه الأطفال اليتامى دى..لحد ما فريد قرر ياخدنى ونهرب وبعد تحطيط طويل هربنا فعلا

و علشان احنا كنا صغيرين فريد 13سنة وانا 8 سنين مكنش ينفع نروح نبلغ عن الملجأ..كنا عوزين ننقذ الاطفال الباقين بأى طريقة بس مكنش فى ايدنا حاجة نعملها

لحد ما ربنا بعتلنا ست طيبة اما شافت حالتنا دى صعبنا عليها فاخدتنا بيتها فى حارة شعبية وهى تكفلت بتقديم البلاغ وفعلا اتقفل الملجأ وانتهى كابوس حياتنا وحيات الاطفال التانين.