-والعشق يقتحم قلوبنا ونحن لا ندرى-
**
-"جنات"
نادها كى يلفت نظرها لترميه هى بنظرة عابرة قبل أن تعاود النظر الى ذكريات الراحلة..
ملابسها،أوراقها الوردية التى تحكى حياتها،مسدسها،صورهم التذكارية.
كيف لك أن ترحلى يا هيلدا،ومن أين لي طاقة على الحياة من بعدك،اشتاقِ اقسم اننى اتمزق من شوقي لكِ صديقة دربى..وملاكى.
دنى منها ببطئ وهو يرى ملامحها تعبس وتنكمش لكن لا دموع،هى لم تبكى منذ وفاة هيلدا،أو لا تستطيع البكاء وهذا ما يقلق.
ليس هذا فقط حقيقتًا فلقد أثبتت الفحوصات أنها تعانى من بعض المشاكل فى القلب،فصار خائفًا عليها من كل تلك المصائب التي تتوالى عليهم.
فالمصائب تنهال عليهم مدرارا،لدرجة انهم احتاروا اى مصيبة تستحق الالتفات إليها أولا.
ابعد الاورق من أمامها،الملابس والصور ونحى المسدس جانبًا.
هذا تحت أنظارها الحادة لكنه لم يهتم،يريد استفزازها علها تخرج من صدفة احزانها التى دفنت نفسها بها لأيام.
لكنه لم يكن يعرف أن استفزازها سيكون سببا فى أنقطاع الهواء عن رئتيه،حينما التف كفها حول عرقه النابض فى رقبته وهى تهمس ببرود:
-"فريد..متتعداش حدودك احسن لك..شيل حمل مسؤوليتي من على كتافك واكتفى بمسؤولية اختك..انا مش محتاجك
انتَ فاهم؟"
ثم حررت رقبته ليسعل بشدة وهو يفكر فى اى جنون يحدث هنا،لقد كادت تقتله تلك المجنونة
ومع ذلك هو لا يريد أن يثور عليها،بل العكس
هو يريد احتوائها.
رفع رأسه نحوها ليعود شعره للخلف فترى عينيه المحمرة من اثار اختناقه،فاجئها شعورها بتأنيب الضمير فخفضت بصرها عنه تفكر فى أى حماقة كانت مقدمة عليها الآن.
لكن ذراعه الذى جذبها بشدة لتقع على صده فاجأها،ومن ثم احاطته لها بقوة يرفض تحريرها رغم صياحها وسبابها وضربها.
-"مش هسيبك يا جنات..ده مستحيل..من ساعة ما ظهرتِ فى حياتى وانتِ بقيت مسوؤلة منى..أنا مش هسمح بفقد أي جزء من عائلتي الصغيرة"
قالها بدفئ وتصميم لتكف هى عن المقاومة وهى تشعر بشئ يحدث داخلها،دفئه يذيب ثلوجا تكدست منذ عدة سنوات.
وللغريب لها قبله
ذراعيها اللذان ارتفاعا نحو عنه فالتفت نحوه تقرب نفسها منه اكثر واكثر وبلا مقدمات انفجرت في بكاء مرير كتمته طويلًا.
أخذت تهذى بكل ذكرياتها مع صديقتها الراحلة،أو كما لقبتها ملاكى وهو يتألم لنبرتها المتألمة
أنت تقرأ
بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)
عاطفيةأقدارنا متشابكة فأينما ذهبنا تجمعنا خيوط القدر من جديد ربما حياتنا لم تكن الأفضل لكن بيدك ورعت زهور السوسن فيها لتزهر جناتٍ عامرة