هذهِ الأحداث قبل أحدى عشر سنه يعني عندما كان عمري في التاسعه ..
أستيقظت صباحاً كأي يوم عادي .. لكن ، بما أن رائحه البيض المقلي الذي تعده والدتي وصل لأنفي .. لهذا فأنا قفزت عن السرير وأنا أجري لكي أتناول الفطور لأن كانت عادتي منذ إن كنتُ صغيره .. العشاء لا أتناولهُ ألا القليل .. لهذا فأنا أتضور جوعاً صباحاً .. أبتسمت بخفه وأنا أرى والدتي تطبخ وهي تدندن وكأنها أسعد أمرأه في هذا الكون .. ركضت لها وأنا أحتضنها من قدميها .. ألتفتت لي وهي تنزل لمستواي وتقبل وجنتي وتتكلم بصوتها الحاني ..: صباح الخير رهوفتي الصغيره .. هل نمتِ جيداً "عصفورتي الصغيره" ..
لطالما أمي لقبتني ونادتني بهذا الأسم وكم كنت سعيده بذلك ..
تكلمتُ بلغه الأشاره معها وأنا ألمس وجنتها المزرقه ..
: هل تؤلمكِ ..؟
تلقفت يدي الصغيره بين يديها وهي تقبلها وتتكلم بمرحٍ تحاول أخفاء جروحها العميقه عني وكأنني لا أفهمكِ يا أمي ..
: كلا ، لا تؤلمني أبداً .. والآن على عصفورتي الصغيره أن تتناول فطورها لكي تكبر بسرعه وتصبح طبيبه مشهورة وتعالجني دوماً ..
ضحكت في النهايه بخفهٍ بينما أنا أبتسم لها ببهوتٍ .. لطالما تمنيت أن أكون طبيبه .. لكن لم يُسمح لي بذلك ..
تناولت الفطور وأمي تتكلم معي بأستمرارٍ وأحياناً تطعمني بيديها وهي تقبل وجنتي بين الحين والأخر .. (💔هذهِ الذكريات تؤلمني .. تؤلمني للغايه) ..
أنتهيت من الفطور وأمي أتجهت لكي تغسل الصحون وتنظف المنزل بينما أنا جالسه في حديقه منزلنا وأفكر بحالي وبحال والدتي .. وأسأل نفسي مراراً وتكراراً .. هل سنكون بخير في المستقبل ؟.. هل أبي سيحبني يوماً ما ..؟ بينما أنا أفكر لم أصحو ألا على صراخ والدتي .. هرعتُ بسرعه وقدماي ترتجفان بقوهٍ ..
جلست على الأرضِ بجانب غرفه أمي وهي تصرخ وأنا أبكي .. هذا شيء معتاد .. تعودت عليهِ منذُ صغري .. لكني لا أستطيع منع نزول دموعي بعجزٍ وحرقهٍ وحزنٍ على صراخ أمي المتألم وكلمات أبي اللاذعه .. شهقت بصمتٍ بينما أضع يدي على فمي حين فتح الباب وخرج من المنزل ببرودٍ وكأنه لم يفعل شيئاً .. هرعت لغرفه والدتي .. لكني صُدمت حين رأيتها عاريه تماماً .. حينما رأتني أسرعت لتغطي نفسها بينما تناديني بضعفٍ ..: رهف ، صغيرتي .. أخرجي الآن .. سأكون بخير .. لا تقلقي .. أخرجي ..
أردت التقدم خطوه لكن قاطعتني أمي وهي تصرخ ودموعها تنزل بغزاره لخديها ..
: أخرجي ..
مسحت دموعي وأنا أخرج لأذهب لغرفتي .. صرخت بصمتٍ بينما أشعر بإن روحي تقتلع مني .. تخرج مني .. لا أستطيع التحمل .. لماذا .. لماذا .. لماذا لا أكون بخير ..؟!! كانت روحي وقتها تنزف دماً .. بينما ظاهري سعيد للغايه ..

أنت تقرأ
صرخات بكماء
Randomشردت لثوانٍ وأنا أرى المسدس بين يديّ .. أراه وكأنه طوق نجاتي ..! ونعم ، لعب الشيطان بعقلي .. ووضعت المسدس برأسي بينما أبتسم ببهوتٍ .. شعرت بعد ثوانٍ بشخصاً يحتضنني بقوهٍ من الخلف .. لا داعي للألتفات حتى .. علِمت بإنه حسن .. ألتفتت له وأنا أتكلم بلغه...