صديقه جديده !!

5.2K 275 117
                                    

تنويه بسيط : حين أقول "تكلمت" .. فأنا بالتأكيد أقصد باللغه الأشاره .. بتحريك يداي يعني ! فبالتأكيد لا يسعني أن أتكلم وأنا بكماء ! حسناً لطيفاتي ؟

يعني :

عندما أقول تكلمت فأنا أقصد تكلمت بلغه الأشاره خاصتي التي يفهمُونني من خلالها الأشخاص الذين حوليّ .. بعضهم بالتأكيد .. فليس الجميع يفهمني وهذا ما يسبب لي ألم عميق بقلبي ! لكن ، أيضاً لا بأس ..

🖤

أصبحت حياتي بائسه للغايه بعد أن أدخلوني لمستشفى المجانين لسته أشهر لظنهُم بإنني قد جننت بسبب فراق أمي لي .. أصبحت متوحده للغايه .. لم يسع لأحد أن يساعدني .. ألموني كثيراً .. جسدي أشعر بإنه ممتلئ بثقوب الحقن التي يعطونني أياها على الدوام .. يلبسونني الأبيض دائماً .. أنظر لنفسي بالمرآه لا أعرفني ..! هل هذهِ المشاغبه رهف ؟ هل هذهِ عصفوره أمها الصغيره ؟ لقد أذبلوها .. كسروها .. حطموها بغيابكِ يا أمي .. لم يكن بوسعي أن أتقدم خطوهً من طيف أمي لكي لا تأتيني الحقن من حيث لا أعلم ؟
ملابس بيضاء .. شعر أبيض .. كل شيء أبيض بي .. لدرجه أصابتني حساسيه من اللون الأبيض .. لذلك جننت وأخذت المقص وقصصتهُ لشعري .. ليصبح كشعر صبي لم يفطم بعد ! لم يهتم لي أحد ، رغم زيارات عمي لي ... لكني لا أشعر بحبهُ لي .. لو يحبني لما تركني وسط هؤلاء الذي يحرقون روحي .. كم صرخت وأستنجدت بهِ لكي لا يتركني .. لكنه قبلني من جبهتي وقال فقط كلمتين "هذا لمصلحتكِ" ...
عن أي مصلحه تتكلم وأنت تركتني هنا لم تأبه لي بحق خالق السماء !!

أستيقظت كأي يوم عادي في هذهِ المستشفى ...

نظرت ببرودٍ لتلك الفتاة التي تناظرني بحقدٍ وهي تحاول فك يديها المكبله بالسلاسل نظراً لحالتها التي لا تساعد لكي يفتحوا لها يداها .. ثوانٍ وهدئت حركتها .. وتَكلمت بصوتٍ مبحوح ..

: لقد تركتني أمي هنا بقولها بإنني لا أصلح لكي أكون أبنتها .. فقط لأنني صلعاء وقبيحه !! تركتني هنا ... لم أكن مجنونه صدقيني أرجوكِ .. لقد كنتُ .. كنتُ .. فقط أريد حنان والدتي .. كنتُ فقط أريدها أن تعاملني بحنانٍ كما تعامل أختي الصغرى .. لكن ، يبدو إنها تحب أختي فقط لأنها جميله مثلها .. توسلت بها .. جثوت وقبلت قدميها لكي لا تتركني .. لكنها تركتني ....

لمده سنتين ! أنا هنا أنتظرها وأقول بإنها ستعود لي ... لكن ، مرت أربع سنين ولم تأتِ .. لكن ، من يعلم ؟ ربما ستعود لي .. ربما ستحبني ..

أكملت بأبتسامه خفيفه والبكاء قد غلِب على عيناها السوداء ..

: ربما ستقبلني وتحتضنني لصدرها وتقول " أنتِ أجمل ما رأتهُ عيني يا روحي " ...

بكيت بحزنٍ على حالتها .. هل يوجد أمهات هكذا .. حركت يديّ برغبهٍ مني أن أتحدث معها .. لكني ، أنزلت يديّ عندما تذكرت بإنها لن تفهمني ..
لكنني حركت يديّ وأنا أنظر أليها بهدوءٍ ..

صرخات بكماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن