الجزء 01

6.6K 53 1
                                    

​( بَين نجمةٍ وقمَر ).مُقدّمة :سوف تُدرك في لحظةٍ مّا أنهُ لا مفَر ، إذ أن كُل الإحتمالات تضعُك بين خياريْن ، وكل الطُرق تنتهي إلى مُفترَق ، لا مفرّ إذ أنكَ في إحتمالٍ ما ستكون بينَ نجمةٍ وقمر ".بارت -1-.​​مدخَل :السودان – بإحدى منازِل القُرى البسيطة : تجلِس مُنذ ساعات أمامَ إمرأةٍ تُزيّن يديْها وقدميْها بالحِنّاء , تزفُر بِتعب : ماكفايَة؟الحنّانَة : خلاص يا بتّي قرّبنا ننتهِي تسحَب كفّيْها مِنها : لا خلاص كِفاية , تهمّ بالنهُوضالحنّانة : يابِت حنّتِك لسه مانشفَت ماشّه وين؟تُزيحها من طريقها وتنهَض الحنّانة : الجِنّ الكَلكي ! يا إقبال , شوفي بِتِّك دي !تخرُج والدتها من المطبَخ الذي إكتظّ بالنساء : في شنُو يا نوال؟ أجي؟ مَريم وينَا؟تدخُل إلى حُجرتها مُهروِلة , تُغلِق الباب بِشدّة ؛ تنظُر إلى المكان حَولها , ثيابٌ جديدَة لا تُناسب خزانتها القديمَة ؛ حقائب هُنا وهناك تُذكّرها بأن رِحلتها الأولى ستكون إلى وِجهةٍ لم تقصِدها من قَبل أبداً , تُبعِد ذلك الفُستان الأحمَر مُلوّثة إشراقة حُمرتِه بِسواد كفّيها , تجلِس بِعجز ؛ تبتسِم نصف إبتسامةٍ وتسترجِع كلام والدتها " البِت بطلبوها عشرَه وبياخُدها واحِد يامريَم ؛ بَس أنا عايزه مُصطفى هو يكُون الواحِد دا يا أُمِّي.. مُصطفى؟ دا لو آخر راجل في الدُنيا ما أدّيك ليهُو" ؛ كانَت تراهُ في أحلامِها فارساً , لا يرَى من النساء سوَاها , وسيماً , بِذقنٍ مُهندمَة ووجهٍ يحمل البشاشة والغَضب معاً , الرخاء والحزم في كفٍّ واحِدة , قلبٌ مؤمن إلى حدٍ يُضيء كامل جسدهُ , جسدهُ الذي لاتهُمّها تفاصيلهُ , غَير أن يحتوِيها..لكنّهُ أتَاها على عكس ذلك تماماً , تُغمِض عينيها المليئتين بالدّموع لتتخيّل بُنيتهُ الهزيلة.. عينيهِ المُسوَّرة بالهالات , وذقنه التِي لم تَرى شَفرة الحِلاقة مُنذ نبتَت على وجهِه , وجهُه الحزِين دائماً , وجههُ الذِي لم يبتسِم سوَى أمَام عينيهَا ؛ قلبهُ الذِي رُغم قِلّة الإيمان فِيه.. إلّا أنهُ إحتوى حُبّها الغزير ذَاك ونمّاهتبتلِع دموعها وتُجفّف التِي هربَت إلى خدّيهاتدخُل إليها والدتها بإندفاع : مريَم ! تنظُر إلى الصبغة السوداء التي لطّخَت وجهها والفُستان ؛ تشهَق واضعةً كفّها على صدرِها : سجَمي !__في جهةٍ أُخرى :كندَا – أوتاوا تُغلِق خِزانتها وتخُرج لِتُكمِل حوارها الذي بدأتهُ أثناء حزم أمتِعتها : عِرس أُختي ياسيدي ينهَض لِيُصافحها , تسَحب القلَم من بين خُصل شعرها وتضعهُ في كفِّه : أقعُد أقعُد يتنهّد ويجلِس تنظُر إليه شقيقتها الصُغرى : بتحب تهِين كرامتَك إنتَ يا آدَم , من متين نُور بتسلِّم عليك؟تأتِي بِمسودّة العمَل خاصّتها وتجلِس بجوارِه , تنظُر إلى والدتها التِي تُجهِّز الصَبغة لِشعر شقيقتها : دا شنو الأُوفَر الإنتُو فيهُو دا ؟ ليَان : دا عِرس أُختي ياعدوّة الفرحَة عايزاني أمشي سادَة؟نُور : أيوَه , أُختِك اللي إكتشفتيها قبل ساعتين بالضّبط؟ليَان : مُش أُختي في النهاية ؟ ما تحضَرينا يا ماما !مُنى : عِيب يا نُورليان : شُكراً ياماما , إنتي كِدا حسمتي الفارغَة يعني ؟ينفجِر آدَم بالضّحِك , تنظُر إليه مُنى بِحزم ؛ يتنَحنَح : آسِف ياخالتُو نُور : عايِن ؛ خلّيك من كوكَب زُمُرّدَة دا وركِّز معاي آدَم : أيوه؟تمُد إليه بالمسودّة : حَ أملِّيك..يُقاطعها : أسماء المناديب وسِعر البضاعة اللي باعُوها الشهر الفاتتبتسِم : شاطِر ولدي آدَم : أنا بقيت مُنتمي للدفتر دا أكتَر من إنتمائي لأُمّي واللهنُور : معليش , لغاية ما خطّي يتحسَّن وأبقَى بروفيشينال في الكتابَة وكِدا حتستحملني أنا ودفترِيليَان : حيتحسَّن متين تاني؟ ماما إنتي مُتأكدة إنو دي بِتِّك الكبيرة ما أنا ؟مُنى : عاملَة زي أبوها الله يرحمُو , بتزيد سنين بَس مابتكبَرينطقُون بِأسَى : الله يرحَمُو ترفَع نُور كفّيها : نقرأ ليهو الفاتحَة يتبعها الجمِيع : بِسم الله الرحمن الرحِيم..صباح اليَوم التالي : تفتَح عينيها على إنعكاس صُورة الزِفاف في المِرآة ؛ بهرجَة ومجوهرات في كُل مكَان , تتذكّر مهرها الأوّل , كانَ إبتسامتهُ التي غابت أيّاماً طويلة , إلى أن أتاهُ القبُول مِنها ؛ إبتسمَ هوَ , وضجّ المكان بِضحكاتِها " إبتسامتُك مَهري .. تجاعيدُ عيناكَ التي يزيدها الفرَح وسامة هيَ الكَنزُ الذي سأُقاتِل لأجلهِ جميع أحزانِك" هكذا أخبرتهُ.. ولكِن..تعُود بِها ذاكِرتها إلى يومٍ مضى على إنقضاءِه أُسبوع :مُغمضة العَينين ، على جمبتيها ترقُد ضفائرها ، تكسر بسوادها بياض الفِراش الشاحب، فوق كفّها الموصول بالمُعذي يستريح كفّ رفيقتها التي أبَى النوم أن يزور جفنها ؛ يُفتح الباب فتلتفِت ، تهمِس : أُششتتقدّم أُخرى بخطواتٍ حذِره : نامَت؟لِتُجيبها : آي يا خالتُو ، خلينا مانصحّيها عليك اللهتزفُر : الحمدلله، لالا مابصحّيها ، البركة في نومتها ديتخرُج والدتها لِتفتَح عينيْها بِبُطء , تشهَق ما إن ترى المكان حولها يكسوهُ بياضٌ كئيب صابرِين : بِسم الله! مريَم ؟ إنتي كويسَة؟تعقد حاجبيْها مُحاولةً إستجماع أفكارها , تشدّ على قبضة رفيقتها بِقوّة : نزَل؟صابرين مُهدّئة إيّاها : قولي بِسم الله , لالا ما نزَل يامريَم تزفُر الهواء الذي إحتشَد بِرئتيها خوفاً ورُعباً , تُغطّي وجهها بِكفّيْها وتُجهِش بالبُكاءصابرين : مريَم , أهدِي ؛ إنتي كِدا بتضُرّي نفسِكتتحدّث من خلف كفّيها : أنا حاولت أقتلُو , أنا حاولت أقتُل روح يا صابرين رُوح!!تُربّت على رأسِها بِحُنُوّ : خلاص عدّا , قولي الحمدلله قدّر ولطَف, قولي الحمدلله يا عين سَابمريَم : بس أُمّي ماحتخلّيه يعيش ولا حتخلّيني !صابرين : حنتصرَّف , حنتصرّف ماتخافيتسند رأسها إلى كتف صديقتها وتسرَح في الفراغ الذي أصبَح يملأ كُلّ شيء حَولها , عدا رأسها الذي لا يهدأتُفيق من شرودها في دهاليس الذاكرة على صوت صابرين : صباح الخير ياعروسة العرايِس !تنظُر إليها وتنهض : إتلهي يا ساب..في جهةٍ أُخرى :"الأيّام لهَا أوجهٌ كُثُر , قد ترتدِي لأُناسٍ الفرَح وفي الوقت ذاتِه ترتدي لآخرين التّعاسَة , وليسَت مُخلِصة لِأحَدٍ دونَ الآخر ؛ من عرِف الرضى يحمِل في قرارة نفسِه إيماناً أنّها أيامٌ "نداولها بَين الناس" ومَن تعشَّم في وجه الفرحِ أنّهُ قد يدوم.. فيقُول خانَتني أيّامي السعيدة ؛ وذاكَ لا يعرفُ الرِضى ولَن".تجلِس أمام المِرآة ؛ تُقلّب قِلادةً بين كفّيْها بحركةٍ رتيبة , تتحسّس العِبارة التي حُفِرَت فيها وتبتسِم نِصفَ إبتسامَة ؛ تأخذها ذاكرتها بعيداً.. ليومٍ صدّقت فيه تِلك العبارة وأمِنَت مَكر صاحِبها كما إعتادَت مُنذ طفُولتها.. أنّ الأذى قد يأتِي من كُل حدبٍ وصَوب , حتّى أنُّه قد يأتِي من ذاتِها وإليها , ولكنّه لا يأتِي من الظلّ الذي آواها من هجيرِ أيامٍ كثيرة..قبلَ أًسبوع : تفتح باب الشقّة وتدخُل بخطواتٍ مُنهكة، تُغلق الباب وتضع المِفتاح جانباً ، تفتح الأضواء لِترى السُفرة تحمل ما لذّ وطاب ، تتوسّطها شموعٌ انطفأَت من فرط الإنتظار ، تنظُر إلى الساعة ، تتنهّد بِضيق ، تتقدّم إلى الغُرفة في نهاية المَمرّ ، تفتح الباب ، تبتسم بينما تراه غارقاً في قراءة كتاب : مساء الخيريُخفِض الكتاب عن مستوى نظره ليراها، ينظُر إلى الساعة في يسارِه تُشير إلى الواحدة صباحاً : صباح الخيرتدخُل بملامح مُحرَجة : ممكن أشرَح ليك طيب؟يرفع الكتاب مُجدداً علامةً منهُ على الرفض تجلس على طرف الفِراش بجانبهِ ، تستلم الكتاب وتضعهُ جانباً ، تُحيط خدّيه بكفّيها وتنظُر إلى أعمق بُعدٍ في عينيه : آسفةيُبعد كفّيها ويهمّ بالنهوضتُمسك بذراعه : محمّديُجيب دون أن ينظُر إليها: روان أنا مصدّع تُفلت ذراعه بِحُزن : الساعة ١٠ بالضبط دوامي إنتهى ، لكن كان في حالة إجهاض في الطوارئ ومافي أخصائي نساء وتوليد غيري ، اضطريت أخُش إجبارييتنهَّد : في حاجة إسمها تلفون، ماممكن أنا أكون مُنتظر ٣ ساعات زي الأهبل في الفاضيتُبرّر : محمد كانت حالة طارئة! ماكان في مجال أطلع من العمليات قبل ما الحالة تستقر مافي غيري قُلتَ ليك!محمّد : خلاص ياروان..تُخفض رأسها بأسى يعُم صَمتينطِق بنبرةٍ هادئة : كل سنة وإنتي بطلة حياتي وبطلة مجالِكتنهَض بِلهفة لتتشبّث بُحضنه ، يبتسِم ويضمّها إليهتهمِس لهُ : الحمدلله عليكيُقبّل رأسها وهُوَ يُخرِج قلادةً من جَيْبِه : الحمدلله عليك إنتِيتنظُر إلى القلادة الآن , وتبتسِم بأسَى..__في جهةٍ أُخرى : تحمِل الأطباق من المطبخ وصُولاً إلى سُفرة الطعام : واللهِ يا ولدي تقُول شنو بس , رِضينا بالهَم والهَم ما رِضي بينا آدَم : واللهِ يا خالتُو مُنى وعُذراً في الكلمة دي بَس دي مسكَنه مِنّكُم , ماكفاية شايلين اللّيهم والماليهُم من ميراث عَم يُوسف الله يرحمو , كمان عايزينكم تغيّرو نظام حياتكم فجأة كِدا وتنزلو تعيشو في السودان ؟ ليَان : تخيَّل ؟ نُور مِن أمام حاسُوبها : إشتروا راحة بالكُم وإتجاهلوهُم ؛ النوعيّة دي مابينفَع معاها النِقاش لأنها فِئة جاهلةليان : أها قامَت الفيلَسوفةنُور : خلاص خلّي جامعتِك اللي طفحتي المُر عشان تدخُليها وأمشي أقرِي هناك وعيشي هِناك ؛ وخلّيهم كمان يختارو ليك عريس على مزاجهُم مُنى : يا نُور ديل أعمامِك في النهاية تعتدِل في جلستها وهيَ تنظُر إليهم : وإذا؟ ما لأنو بيني وبينهُم صِلة دَم أبقى أنا ممنونَة ليهم وبحترمهم وبقدّرهم ؛ الحاجات دِي ما بتحتاج صِلة الدَم عشان الواحد يقدّمها للطرف التانِي , عارفة يا أُمي بتحتاج لشنو ؟ بتحتاج مواقِف , في المرَض وفي الأزمات الماديّة وحتى في الأزمات النفسيّة , أبوي لغاية ما مات ماحصَل يوم رفعُو عليهو سمّاعة تلفون سألوهو عن صِحَّتُو , كانو بيتّصلو عشان يتطمنُو إنو بنك الحَظ اللي بيورِّد ليهم قرُوش ماليهم أي وَجه حقّ فيها لسّه شغّال , تلتفِت إلى حاسُوبها مُجدداً : قال أعمامي قاليتنهَّد آدَممُنى : قومو أفطرو طيّب عشان مانتأخَّر على الطيّارةتُغلِق حاسُوبها وهيَ تتحدّث بنبرةٍ خفيضة : أقعُدي أهرُبي من النقاش كِدا لغاية ما نلقى روحنا في الحوّاشات حقّتهم بنزرع ونحصِد يهمِس لها آدَم بِنظرة حازِمة : نُور! خلاصتزفُر وتتّجِه إلى الحمّام ليَان : بتمُوت لو ما برطمَت , خلّيهامُنى : يلّا يا أولاد , يلّا إستعجلُواينهَض آدم إلى طاوِلة السُفرة : يلّا يلّا__تنزِل درجات السلّم إلى غُرفة السُفرة , مُروراً بالأثاث الرّاقي الذي يُزيّن كُل الزوايا , الزوايا التي باتَت خاليةً من الأصوات والنّاس , وحدَها هُنا, وحدها يجِب أن تملأ كُل هذا الصَمت بصرخاتٍ تُخفّف قلبها مِمّا بِه وتُثقِل المكان الذي باتَ يطفُو من خِفّته , لا أصوات ولا نِداءات ولا حتّى لَوم حماتها في كُل صباح أنّها أفاقَت مُتأخِّرة , فاليَوم حماتها ستُصبِح حماةً مِن جديد , اليومَ زوجُها ؛ عَريس !الذاكِرة , الشيء العبثِيّ الذي يقُودنا حيثُ يُريد ولا نُريد.. متَى أرادقبلَ أُسبوع : ينزلان الدرَج يداً بِيد لسفرة الطعامآسيا : نامُوسيّتك كُحلي الليلة يادكتورةمحمّد يهمِس لها : طالما بتتكلّم بِصيغة المفرد معناها عايزه تحُكّها معاك براكتبتسم وتهمس : ماتخاف عليّ ، تتنَحنح وتُجيب : واللهِ يا ماما آسيا ما شفتي الحالة الجات المُستشفى أمبارح بعد ما نُص الدكاترة مشُوآسيا : حالة شنو دي؟يسحَب لها الكُرسي لِتجلس ، وتُكمل : حالة إجهاضيجلس بجوارها : صحي ما حكيتي لي قصّتهافاطمة : أعوذ بالله حوالينا ولا عليناآسيا : هو وينو البنخاف عليهو يجهضوهو دا تُحني روان رأسها يشدّ قبضتهُ على كفّها من أسفل السُفرة، تنظُر إليه بإبتسامةٍ تصطنع القوّةمحمّد : حاجّة آسيا ، مالك ياستّهُم الخارب مزاجك من الصباح شنو؟تستغفر : الله لا جاب خراب أبُوي أنا ، ماف شي محمّد : مُجتبى ماجا من حفلة المبيت الوهميّة ديك ولا شنوآسيا بإستغراب : حفلة مبيت!!يتنحنح وينظُر إلى روان التي أغمَضت عينيها بِشدّةفاطمة بصوتٍ خافت : الله يهديك يامحمّد جبتَ لينا الهوىآسيا : الود دا بايت برّا ؟!محمّد محاولاً تهدئتها : اُمّي..آسيا : الودّ دا ماحيخلي قوّة راسو دي ، كم مره قُلتَ مبيت برّا مادايره، الله ما أدّاهو بيت!! وإنتي تقولي لي صحى من بدري يا فاطمة بتغُشّي فيني زي الشافعه؟فاطمة : العفو منّك يا مدام..تُقاطعها : حسابي معاك بعدين ، تنهض : كمّل فطورك يامحمد وتعال لي في الأوضة دايراكمحمد : يا أُمي كمّلي فطوركآسيا : أنا بديت قُبالكم ، بالهنَاتذهَبيتنهّد : حاضر ، ينظُر إلى زوجته الصامتَه لِتشُق نظراته الدافئة صمتها الحزين ، فتبتسِم بهدوء : كُنت عايز اوصلِك ونتكلم شوية في الطريقروان : ما مُشكلة، أنا راجعة بدري الليلة باذن اللهمحمد : بدري حقّتي ولا بدري حقّتك تضحَك ، فترتسم على خدّيها الغمازات التي تخطف قلبهُ : لا بدري حقّتَكيميل لِيُقبِّل خدّها بدفء ، تُحني الخادمة رأسها وتنصرِفتبتسم روان : أحرجتَ الدادا يقترب حتى تلفح أنفاسه وجهها ويهمس: رأيك شنو أحرجك إنتي؟تنهَض مُسرعةيضحَك : جبانةتستلم حقيبتها وتُقبّل خدّه بِخفة ، يُمسك بكفّها : حنشتاقتبتسم وتهُرول إلى الخارجيصيح : بدري هاروان : حااضِرتعُود بِها ذاكرتها لِتنظُر إلى طاوِلة السُفرة المليئة بالطّعام , بِكراسي فارِغة _في جهةٍ أُخرى : تُغلِق الحقيبة بِصعوبَة : خالتو إقبال , نادي لي واحد من الشُفع يجي يطلّع شنطة الزفاف برّاإقبال من خارج الغُرفة : حاضِرصابرين : مريَم , قومي يُمّا ألبسي عِبايتِك خلاص العربيّة الحتودّينا الكوافير على وصُولمريَم على نفس حالها : حاضِرصابرين : حاضر لمتين ؟ حتفضلي راقدَه كِدا لمتين ؟مريَم : يا ساب أدّيني خمسة دقايق بس , راسي لافّيتُزيح الحقائب من طريقها إلى أن تصِل إليها , تجلس بِجوارها , تتحسّس جبينها بِقلق : مالِك ؟ حاسّه بِشنو ؟ تُحيط بطنها بِحركة تلقائية وتُغمض عينيها بِشدّةتنظُر إليها رفيقتها بِقلق : مريَم تنهض بِصعوبة إلى أن تقترب شفتاها من أّذن رفيقتها , تنظُر في المكان حَولها مُطوّلاًصابرين بِتوتّر : مريَم في شنُو ؟ إتكلّمي !تهمِس : ساب أنا ما نزّلت.. مانزّلت الجنين تصرُخ : كِيف؟؟؟؟تُحيط لهَا فمها بِراحة كفّها : أسكُتي !تنهض مُهرولةً إلى الباب , لينتصب أمامها طِفلان : جايّين نشيل الشنطَة تُغلِق الباب : بعدين بعدين . تُحكم إغلاقهُ وتُهروِل إليها , تنظُر إليها بنظرةٍ مُرعِبة : قُلتي شنو يا مريَم ؟ تُبعد ساقيّها بِقوّة وتجلِس : قُلتي شنُو ؟؟ يمكن سِمعتَ غلَط ! توتّر العِرس وكِدامريَم بأعيُن دامعة : مانزّلت الفي بطني يا ساب ؛ مانزّلتو مانز..تُغلق لها بفمها بِقبضة يدِها , تفتح عينيها على إتّساعهِما , تُفلتها وتنهَض , تدُور في الغُرفة بِلا هُدى , تارةً تُحيط رأسها وتارةً تُحيط فمَها وعينيها مشُدوهَتيْن ينزِل دمع مريَم صامتاً : أُمّي ماليها حَق تقرّر قرار زي دا عنّي , ولا حتّى إنتي يا صابرين ! دا ماودّ حرام ! أنا مازَنيت أنا عرّستتصرُخ : إنتي مجنُونة؟؟ تُغلِق فمها بِكفّها وهيَ تنظُر إلى الباب , تعُود لِتُكمل حديثها بصوتٍ خافِت : مجنونة إنتي ؟؟ جايّة تقولي الكلام دا هسّي ؟؟مريَم : في شنو ياصابرين ؟ ليه بتتصرّفي كأنّك ماوعدتيني تحلّي الموضوع وتقنعيها إني ما أنزِّل الجنينتُهروِل إليها لِتجلس بِجانبها : دا كان قبل موضوع العِرس , بس هسّي إنتي حتبقي في زمّة راجل إنتي جنّيتي؟؟!مريَم : دا ماوَد حرام ياصابرين ! , وانا ماخجلانة مِنُّو دا حِتّة من مُصطفى !تنطِق من بين أسنانها : مُصطفى ؟ تاني مُصطفى ؟ تُجهِش في البُكاء : أيوة تاني مُصطفى , تاني وتالت وعاشِر ولآخر رقم ممكن أوصَل ليهُو في حياتِي , غصباً عنّهم ؛ وعنِّك إنتي كمانتُحني رأسها وتُحيطهُ محاولةً تهدئة أعصابها , تأخذ نفساً عميقاً وترفع رأسها لِتزفرُه : مُصطفى , اللي عادّاهو رقمِك الأخير في الحياة , لما كان بيمُوت وحياتُو بتنتهي , ما كان واعي إنِّك مرَتُو ؛ تنهَض : ياخ فُوقي على نفسِك , تركًل الحقيبة وتصرخ بِغضب : فوقي لي نفسِك !! تُهروِل إلى خارج الغُرفة ترفع مريَم ساقيْها عن الأرض وتضمّهم إليها , تدفِن وجهها بينهُم , وبِكل الأسَف ؛ تبكِي..كندا – بِمطار تورونتو بيرسون : تأتي إليهم نُور حاملةً أكواب القهوة ليان : لو ما الجسم أنا ماكُنت حعرف إنّك بِت , دا شنو المنظر الجايّه بيهُو دا يانُور حرام عليك أرحمِي أُنوثتكنُور : أنوثتي مبسوطة وبتسلِّم عليك , إتفضّلي يا ماماتستلم كُوب القهوة مِنها : شُكراً ليان : ه ه ه مُنى : كان فكّيتي شعرك يا نُور وعملتي ليك شويّة روجليان : إتفاهمي معاها بالله حتفضحنانُور : إنتو ليه مُدّييني إحساس إني العروس ؟ ركّزو في هدفكُم الأساسي بالله وأعتقُوني أنا مُرتاحة كِدامُنى : الطبيعة حلوة برضو , خليك براحتِك حبيبتيليان بإستغراب : ماما إنتي بتتحوّلي في جُزء من الثانية عادي كِدا وتغيّري آرائِك !تضحَك نُور بِخفّةمُنى : آدَم دا مالو إتأخّر كِداترفع نُور كفّها : هدا جا , تصِيح لهُ : آدَم يلتفِت إليها , يُلوِّح لهاليان : ماما رأيِك شنو نتبنّى آدم ونخلّيهو ولدنامُنى : أجي ؛ مايمكن ربّنا كاتب ليهو نصيب مع وحدة فيكُم ليه نقطع الأرزاقنُور بِنظرة حادّة : لو الوحدَة دي أنا فَ..تُقاطعها والدتها : قُلنا يمكِن يمكِن يابتّي !نُور : برضو لو الوحدة دي أنا ف ما يِمكن ولا إحتمال ولا جايِز , وشيلوني من بالكم لو سمحتُومُنى : لا حولَ ولا قوّة إلا باللهليان : جُندي نُور : بس يا لولو كاتِي , بَس ليان : إنتي قايلة لولو كاتي دي إهانة يعني؟مُنى : خلاص ماتبدُو , خلّوكم عاقلين لمُدّة كم ساعة بس تتقدّم نُور إلى آدَم , يمُد كفّهُ مُصافحاً إيّاها , تُمسِك كوب القهوة بِيدها اليمين مُتجاهلةً كفّهُ : عملتَ شنُو ؟ يتراجع كفّهُ إلى الخلف , لِتضحك ليان على حالِه آدَم : أخدتَ الإجازة خلاصتزفُر بإرتياح : الحمدلله , تمُد لهُ بِكوب القهوة : coffe?يستلمهُ مِنها بإبتسامة : شُكراً مساءاً بِصالون الحِلاقة : أوشَك الموعِد , إجتمعت السّيارات أمام الباب , وعلَت أصوات الأغانِي , تمُر بهِ عباراتٌ إرتبطَت بِروان في قلبِه ؛ ينظُر إلى هندامهُ الذي أوشكَ على الإكتمال في المِرآة , فيسرَح بعيداً قبل أسبُوع : آسيا بإنفعال : دكتورة نِسا و وِلادة ما قادرة تجيب ليها شافع ، لا سمعنا بيهو لا شفناهو الكلام دا إلا عند مرَتَكمحمّد : يا أُمي الموضوع دا بيجرحها فوق ما تتخيّلي،إنها بتساعد الناس وماقادره تساعد روحها آسيا : جارحها هي براها؟ إحنا زاتنا ماصابرين ، تلاتة سنين لمتين نصبُر؟محمد : يا أُمي إحنا عملنا كل الفحوصات الممكن تتعمل ومافي أي مشاكل، كل الموضوع مسألة وقتآسيا: مسألة وقت دي تغشّك بيها براكمحمّد : كيف؟يتنهّد بعد أن إستوعب مقصدها : أُمي عيب تطلّعي مرتي كضّابةآسيا : يا ولد إنتَ داير تعلّمني العيب وأنا بي شيبِي!محمد : العفُوآسيا : خُلاصة الكلاممحمد : آي ، الخلاصة شنو؟ عشان أنا عندي دوام مُتأخر عليهو يا أُمي آسيا : العُمر ماشي وأنا ماقاعده ليكم يا محمدمحمد بِقلق : عُمرك طويل يُمّه !آسيا : ياولدي العشتو ماشويّة بعدّه خلاصمحمد : يا أُمي شنو الكلام دا بس إستغفري ربك آسيا : عايزه أفرح بي أولادَك يامحمد في أيامي الباقية ديمحمد : حتشوفيهم وتفرحي بيهم يا حاجّة ويتربّو في ضُلِّك وعِزّك إن شاءاللهآسيا : متين لكنمحمد : قريب ، معانا إنتي بالدعوات بَس ؛ ينهضآسيا : بدعي ليك ياولدي لكن العُمر دا ما بي يدنا ،لمتين حننتظر في إحتمالات يمكن تصيب ويمكن تخيبمحمد : كيف يعني يا أُمي ، دايراني أخلّي روان؟؟آسيا : لالا ياولدي ، ماتخلّيها ، أنا عارفاك روحَك فيها ، لكن أبوي أنا الشرع حلّل ليك تلاتة غيرهاينطق بدهشة : أعرّس عليها؟؟!يُربِّت الحلّاق على ذقنهُ بإبتسامة : خلّصنايُفيق من شروده , ينهض : يدِّيك العافيةفي جهةٍ أُخرى : خلّصنا يا آنسة , ولا نقُول مدام ؟ لا تُجيبماحتعايني لنفسِك في المرايَة ؟ترفع نظرها إليها : مُمكن تخلّيني براي شويّةتتراجَع إلى الخَلف بإحراج : على راحتِك تتحاشا النظر إلى نفسِها في المِرآة , تعلَم أنّها أجمَل آلاف المرّات من إطلالتها بِذلك الفُستان الذي حفِظ تقاسيم خزانتها لِشدَّة قِدَمِه في عُرسِها الأوَّل, وتعلَم أن هذا المِكياج الذي لم تضعهُ من قبل أبداً قد حوّلها إلى شخصٍ آخر بالتأكيد أكثر زهواً وفِتنة.. كان لِيُعجَب بِها مُصطفى , ويمنحُها إبتسامةً تُرضيها لأسبوعٍ كامِل , لكنّ الناظر الآن ليس مُصطفى , المُنتظر ليس هوَ.. لا أُريد أن أرانِي ؛ لا أُريد أن أمنَح عيناي فُرصة الإنبهار بشيءٍ لن يراهُ هوَ , بل وسيَراهُ غيرُه...تنظُر إلى الجِهة الأُخرى فتتذكّر آخر حديثٍ دارَ بينها وبين رفيقتها ؛قبل عِدّة ساعات : مُمدّدَة على سريرٍ بالكاد يسعُها , تمِيل برأسها إلى اليمين فيسيل دمعُها غزيراً , تنظُر إلى صابرين التي تجلس مُكتّفةً يديها : كدا.. كدا حتكونو مبسوطين كُلّكم صح؟ترفع سبابتها إلى فمِها وتنظُر إليها بِتهديد : ولا كلمة ؛ إنتي ليك عين تتكلّمي لسّه ؟ إنتي عارفة كُنتي حتعملي شنو ! كُنتي حتدخُلي على راجِل غريب والكُل قايل إنّك مرَتو , بس الماعارفينّو إنك حامل وإنّو زواج الحامِل باااطِل ! مريَم : أنا ما قُلتَ عايزه أعرّسُو ولا جبرتَ زول يجيب لي عريس !! صابرين : وافقتي ليه طيب؟ خالتو إقبال كُلّنا عارفينها آخِرها كلام وبَس وعُمرها ماتعمل فيك حاجه تضُرِّك مريَم : لو هي ماعملَت أعمامي حيعملُو , ممكن يدفنوني حيّة لو عِرفو بَس إني عرّستَ مُصطفىتبتسِم هازئة : وإنتي خايفة من أعمامِك لكن ماخايفة من ربّنا ؟تُشيح بِملامحها المُذنبة عنهاتنهَض بأسى : مُصطفى مات , لكن ما مات براهو ؛ قتلِك إنتي كمان معاهو ؛ لأنو مُستحيل مريَم صحبتِي تكون القاعدة قدّامي ديوتخرُج لِتتركها غارقة في ذنبها وجرحها معاًتُفكِّر الآن وهيَ لم تبرأ من ألم الإجهاض ومع ذلك ترتدي الأبيض لِتُزَفّ عروساً ؛ هل ستأتِي ؟تبتسِم نِصف إبتسامة , ذهَب الجميع ما المانع إن ذهَبت هيَ أيضاً ترى حذاءً عالياً يتقدّم بخطواتِه نحوها , ترفع نطرها عَبر ذلك الفُستان الازرَق, وأخيراً وجهٌ مألوف أكثر من كُل الملامِح الأُخرى , تبتسِم بأعيُنٍ دامِعة , وجهها الذي يُحيط بِهِ حجابٌ أبيض كبياض إبتسامتها التي خرجَت رُغماً عن تصنّعها للقسوة , تنهَض مريَم , تُهروِل صابرين إليها , تحتضنها إليها , تتشبّث الأُخرى بِها كآخر غُصنٍ في الشجرة.. لاتُريد أن تخسره صابرين : كُنتي قايلاني ما ح أجي ؟تُخبّئ وجهها فيها أكثر : أيوة صابرين : أنا مابخلّيك ياغبيّة تبتسِم , ذهب الجميع ؛ لكنّها لاتذهَبفي جهةٍ أُخرى :ساعات مُتواصلة من الإنخراط في بُكاءٍ طويل , تضَع رأسها على الوِسادة وتنظُر إلى صُورته المُعلّقة أمامهَا , تبتسِم لهُ ثُم تعود وتعبَس , تذكُر حديثهُ جيّداً .. أم أنهُ كانَ حديثاً فقط ؟ قبل أُسبوع : تفتَح الباب دخولاً إلى الغُرفة فتصطدم بهِ خارجاً ؛ يعقد حاجبيه مُستغرباً من ملامحها المتوتّرة : روان ؟ مالِك إتأخّرتي كدا ؟تدخُل بخطواتٍ غير مُرتّبة : أء.. كان عندي شوية مُلاحظات رفعتها لمُدير المُستشفى عشان كدا إتأخّرتيُغلق الباب ويتبعها إلى الداخل : على أساس الليلة حتجي بدري؟تُزيل حجابها ، تنظُر إليه وتتنهّد بِضيق : آسفةيجلس ، يمُدد ساقيه فوق الفِراش و يسرح بعيداًتُناديه بملامح مُتأسفة : محمّدينظُر إليهاتنطِق : حقّك علييفتح ذراعيه لهَا : تعاليتأتيه مُسرعة ، لتتوسّد دفء حُضنه يمسح على خُصلات شعرها بهدوء ، ويعود ليسرح بعيداًترفع نظرها إليه : سرحان في شنُوينظُر إليها مُشتتاً : روان أنا ماعايز غيركتتغيّر ملامحها إلى التعجُّب : شنو؟يُكرّرها بِعجز : ماعايز غيركتنهَض لتجلس أمامهُ ، يتبعها هوَ بالجلوس تسألهُ بِشكّ : ليه بتقُول كدا يا محمّديتنهّد ويُحني رأسهُتُكرّر سؤالها بإصرار : محمّد ، في شنو ليه بتقول كدا؟!يُحدّثها خافظاً رأسهُ : أُمّي..روان : مالها ماما آسيايرفع رأسه وينظُر إليها : عايزاني أعرّس.. تاني ، يعني عليكتعقد حاجبيها لِلحظة، تفردهُما بأعيُنٍ دامعة وتسأله : وإنتَ رأيك شنو؟يضع رأسهُ فوق ساقيها وينكمِش إليها كطِفل : أنا ماعايز غيرِكتمسَح على خُصلهِ الغزيرَه بأصابعها الناعِمة : قُلت ليها كدا؟محمّد : قُلتروان : طيّب؟محمّد : بس هي ما بتقتنِعروان : لازم تقتنِع!يرفع رأسهُ لينظُر إليها ترتبِك وتُشيح بوجهها عنهُ : أنا قصدي يعني ، لازم تحترِم رغبتَكيُحيط خصرها بكف وبالآخر يضُمّ كتفها إليه، يُقبّل عُنقها بِدفء : أنا حقِّك ، خجلانة تقولي إنك غيرانة على حاجة حقّتِك؟تلتفِت إليه : ما كدا ، محمّد أنا ماعايزه أحرِمَك من إنو يكون عندك طِفليُسكِتها: إنتي غبيّة؟تُكمِل : لا ماغبيّة ، بس أنا عارفة إنو ماما آسيا فاهمة إنو العيب منّي ، زي ما أم أي ولد حتفكّر كدا لو إتختت في موقف زي دا ، والعيب ولا منّي ولا منّك يا محمد ، إنتَ شُفت الفحوصات بنفسَكمحمد : طيب؟روان : أنا في نظرها بحرمَك من إنك تكون أب ، ولو إتصرفتَ بأنانية ممكن إنتَ كمان تصدّق الفي بالهامحمد : روان أنا أُمّي ما سيّئة عشان تملأ لي راسي من ناحيتِك ، ولا أنا طِفلروان : عارفَة ، عارفة حبيبي أنا ، بس صدّقني كُتر الزن بيغيّر قناعات بي حالها ، تُقاطعهُ قبل أن يُقاطعها : ماما آسيا ما سيئة ولا إنتَ طفل ، بس هي خايفة على مصلحة ولدها وفي سبيل الخوف دا ممكن تعمل أيّ حاجة ، وإنتَ كمان عشان تطمّن خوفها دا ممكن تسايرها.. في أي شيمحمد : روان ، عِرس ما حعرّس ،وهي لازم تقتنع إنو الأمور ما بتتحلّ كدا ما صح تبني سعادتها على تعاسة غيرهاروان : وسعادتَك إنت؟محمد : أنا سعادتي هي إنتي، خلّيك مُتأكدة من الكلام دا مهما حصلتُقبّل كفّه بِعُمق، يضمّها إليه : غبيّةتتشبّث بهِ : بحبَّكتضحَك الآن , تضحَك بصوتٍ عالٍ , إلى أن يتحوّل الضحِك إلى بُكاء مُجدداً__مِن أمام مطار الخرطُوم :مُنى : تعال معانا يا آدَم آدم : ياريت والله , يادوب أوصَل أُخت حاجاتي في البيت وأمشي أفاجئ روان نُور : إنت ماكلّمتهم إنَّك جاي؟آدم : ولا زُولليان : حيفرحُو شديد ليك سنتين ماجِيت آدم : أيوة عشان كدا ماقادِر أتحمّل عايز أوصَلْهُم سريعمُنى : خلاص معناها نتلاقى بُكرا إن شاءالله يا ولديآدم : بإذن الله , أها يلّا في أمان اللهيودّعونَهُ ويتّجهون إلى صالة العُرس __في جهةٍ أُخرى : وِداد من خلف الباب : يا مدام روان , يابتِّي ؛ رُدّي علي بس طيّب أتطمّن عليك تطرُق الباب للمرّة العاشِرة : يابتّي ماتخوّفيني عليك , لو صاحيَة أفتحي لَي الباب يرنّ الجرَس , تتنهّد : دا منو هسّي ,لا حولَ ولا قوّة إلا بالله تُهروِل إلى الباب , تفتحُه : أُستاذ آدَم ! جيت متين ! يُصافحها بإبتسامة : ياداب واصِل , البيت مالو صانّي كِدا وين الناس , وين روان؟تتهرّب من الإجابة : أء, مدام روان فُوق يدخُل ويهُروِل عبر السُلَّم , تلحَق بهِ يقفان أمام الباب , تتنَحنح : بصراحة يا آدم يا ولدي روان دي ليها نص ساعة قافلة على روحها ومابترُد عليّآدم بإستغراب : كيف؟؟ ليه؟ في زول مزعّلها ؟وِداد : محمّد الله يهديهو آدم : مالو؟وداد : حيعرّسآدم : شنُو ؟؟وداد : إتصرَّف أكسِر الباب دا ولا فلّسو , قلبي مامطمنني عليها ينظُر إليها بِحيرة , يُشير لها أن تبتعِد , يتراجع إلى الخلف , ويقفز قفزة واحِدة تكسر قفل الباب , يُهروِل إلى الداخل , تقع عينهُ عليها , مُلقاة على الأرض وعيناها المُغمضَة مُسوّرة بالكُحل إثر بُكائهاوِداد : سجمي !!يُتبَع..

بين نجمة وقمر ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن